ارشيف من : 2005-2008

نقطة حبر: "أهذا دم أم ليس دم"؟

نقطة حبر: "أهذا دم أم ليس دم"؟

حمراء.‏

إلى مدرسة الرفض الحسيني ينتمي شهداء الشياح، والى معسكر ابن سعد ينتمي الرعاع الذين أطلقوا النار على صدور الناس، هذا منطق التاريخ: قابيل وهابيل، حسين ويزيد، ولحسيننا ويزيدهم أنصار ورايات: شهداؤنا ما رهنوا، ما استكانوا، وما ركنوا لظالمٍ، سريعاً جرت دماء النهر في عروقهم فهبوا بصدورهم العارية، وقفوا "هتفوا"، فتصدّى لهم حفنة من الجهلة المأمورين من جهة ما من جهات الأرض بإطلاق النار على الحرية في ثياب شباب عزل لا يمتلكون سوى قهرهم ورفضهم وأحلامهم بوطنٍ يتساوى فيه الجميع، فكان الرصاص بانتظارهم على قارعة الطريق، علامَ هذا الاستقواء على أناس أبرياء يطالبون بحقوقهم المشروعة، علامَ هذا الاستقواء، "أهذا دم أم ليس دم"!، وهذه أرواح أم ليست أرواحاً، حتى تهدر بهذه الأعصاب الباردة، مرة أخرى نردد مع الشاعر مظفّر النوّاب الذي سأل الحكّام العرب عن الدم الفلسطيني المراق على جنبات القدس: "أهذا دم أم ليس دم"!‏

ماذا تراك تقول يا مظفّر لو علمت أن الدماء التي أريقت في الشياح هي دماء لبنانية، وأن الأيدي التي أطلقت هي أيدٍ لبنانية؟‏

بئس الوطن، وبئس الشوارع والأزقة التي تهدر فيها دماء الناس وكأنها مياه في جرار فخّار.‏

حسن نعيم‏

الانتقاد/ العدد1252 ـ 1 شباط/ فبراير 2008‏

2008-02-01