ارشيف من : 2005-2008
الشيخ قاسم: جريمة مار مخايل لن تمر بسهولة
أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ان أحداث مار مخايل "لن تمر بسهولة"، وقال: "ما نريده من خلال التحقيق الجدِّي أن يكون هناك كشف للمجرمين المتآمرين، وللمحرِّضين وللمسؤولين عن هذا الأمر". مؤكدا "ان الجيش اللبناني يتحمَّل المسؤولية كاملة في الكشف عن الحقيقة، لأنه هو الذي كان في الميدان".
مواقف الشيخ قاسم جاءت خلال الاحتفال السنوي الذي أقامته الجمعية اللبنانية للأسرى والمحرَّرين لمناسبة يوم الحرية في قاعة الجنان ـ طريق المطار، وقال في مستهل كلمته: "لن نتراجع ولن نتعب ولن نتخلى عن أسرانا مهما كلَّف ذلك من تضحيات، فالمسألة لا ترتبط بالعدد، وإنما ترتبط بالموقف، وترتبط بالمنظومة الكاملة في مواجهة العدو الإسرائيلي".
وفيما خص الأحداث الأخيرة قال سماحته: "ما حصل ليس حادثة عادية، إن ما حصل هو جريمة مروِّعة ومجزرة رهيبة لا بدَّ من أن نتعامل معها بحجمها، لأن مجرياتها ونتائجها كبيرة جداً، ولا يمكن أن تمرَّ بسهولة". مؤكداً ان "ما نريده من خلال التحقيق الجدِّي أن يكون هناك كشف للمجرمين المتآمرين وللمحرِّضين وللمسؤولين عن هذا الأمر، كائناً من كان وفي أي موقع كان، لأن الأمور ليست غامضة إلى درجة تجهيل الفاعل بالكامل". لافتاً إلى أن "هناك مشاهد ووقائع تُثبت تماماً أن البعض يمكن إدانته فوراً، والبعض الآخر يحتاج إلى تدقيق وبحث".
ـ التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر هو تفاهم استراتيجي
ـ تصويب المبادرة العربية الأخير يُعطيها فرصة جديدة
وأضاف: "نحن نعتبر أن الجيش اللبناني يتحمَّل المسؤولية كاملة في الكشف عن الحقيقة، لأنه هو الذي كان في الميدان، ولم يكن هناك أطراف أخرى.. كان يوجد المتظاهرون العزَّل وكان يوجد الجيش في المقابل، فهل اختبأ البعض وراء الجيش أم أن بعض عناصره أو ضبّاطه قاموا بعمل معيَّن؟ هذه مسائل لن نحسمها ولن نتحدث عنها الآن بانتظار نتائج التحقيق".
وقال: "من حقِّ المتظاهرين ان يرفعوا الصوت، سواء أعجب هذا الأسلوب البعض أم لم يعجبهم، لكن أن نسمع "تنظيرات" من هنا وهناك فهذا أمرٌ مرفوض، وما يحصل اليوم في الاعتراض على المسألة المعيشية هو مسؤولية الحكومة اللاشرعية التي تمسك بالبلد وتُمعن في تدهوره يوماً بعد يوم.. هي المسؤولة على المستوى السياسي عن كل ما يحصل".
وطالب قاسم بـ"أربعة أمور مترابطة: أولاً نريد تحقيقاً يصل إلى نتيجة. ثانياً أن يحصل بأسرع وقت. ثالثاً أن تُكشف الحقائق أمام الناس، فلا نريد "كولسة" مع أحد، ويجب أن يعرف الناس من هم المسؤولون. ورابعاً سنتابع هذا الموضوع إلى النهاية إلى جانب عوائل الشهداء والجرحى ولن نتركهم، فالقضية اليوم أصبحت تعنينا وتعني حركة أمل، حتى لو انطلقت التظاهرة دون أن يكون لنا ولحركة أمل أي علاقة بها".
وقال: "عندما نقرِّر التظاهر أو الاعتصام أو التعبير السياسي الشعبي سنفعل ذلك، الآن وفي المستقبل، وسنتحمَّل كل النتائج، فكفى تهديداً وتهويلاً، فأنتم الذين لا تملكون إلا النقيق والنعيق والصراخ الذي يحرِّك المشاعر بشكل مؤلم من دون أن تقدِّموا حلاًّ للناس". مشددا على أننا "نريد حلاًّ، فإذا وجدناه عن طريق التحرُّك الشعبي فسنقوم به، وسنقول لكم ولكل العالم: نحن هنا ولا نختبئ وراء أحد، لا وراء أمم متحدة ولا وراء أميركا، ولا وراء بعض المستضعفين، سنكون في أول المسيرة وسنُعرِّض أنفسنا لكل مستلزمات المواجهة التي تتطلَّب إعطاء الناس حقوقهم مهما كانت التضحيات".
وانتقد سماحته "بعض المسؤولين الذين يحمِّلون الضحية المسؤولية" وقال: "ألم يكن أشرف لبعض القيادات ولن أسمِّيها لأنها معروفة، أن تطالب بالتحقيق وتنتظر نتائجه لتبني على الشيء مقتضاه، وأن ترسل رسالة مواساة لأهالي الشهداء والجرحى، وأن تهدِّئ من روعهم وأن تقول لهم اننا لا نريد فتنة ولا نريد مشكلة، لعلَّ خطأً حصل أو طابوراً خامساً قد تدخَّل أو مشكلة معيَّنة قد طرأت.. وبدل أن يفعلوا هذا بدأوا يقولون اشهدوا لي عند الأمير بأني أوّل من رمى بسهم! لماذا؟ أنتم تعلمون أننا أكبر مساهم في دعم الجيش اللبناني من أجل تركيز وتعزيز السلم الأهلي في لبنان، فلا يزايدنَّ أحدٌ علينا، فلسنا من طالب بتغيير عقيدة الجيش، ولسنا من افتعل مشكلة معه وقنَّصناه عن المباني المرتفعة منذ سنة، ولسنا نحن الذين أسأنا إلى قيادته واتَّهمناها بأنها تمثِّل الوظيفة ولا يحقُّ لها أن تصرِّح".
وتوقف سماحته عند بعض الدلالات التي رافقت الحادثة على انها "بداية استعادة لأحداث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين سنة 1975 (..) نردُّ عليهم بثلاثة أمور: أولاً: الفتنة الإسلامية المسيحية والفتنة السنية الشيعية لا محلَّ لها عندنا كحزب الله ولا عند المعارضة بأسرها.
ثانياً: التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر هو ليس تفاهماً على موضوعات، وليس تفاهماً لزمان محدَّد، وإنما هو تفاهم استراتيجي صامد صمود الجبال، ومن يقترب منه سيكسر رأسه وسيبقى التفاهم.
ثالثاً: الجنرال عون هو المفوّض الأول من المعارضة، وعليكم أن تتفاوضوا معه إذا أردتم أن تصلوا إلى حل، وسنبقى وراءه في مسألة الحل.
ورد قاسم على القائلين بـ"زجِّ الجيش في معركة مع المقاومة وشعب المقاومة" فقال: "تحريضهم لن ينفع، والفتنة ممنوعة، وعدوُّنا المشترك هو "إسرائيل" ولو اغتاظ صغارها في لبنان".
وأضاف: "سنأخذ حقَّنا كمعارضة ولو طال الزمن، وحتى لو بقي الأمر إلى الانتخابات النيابية القادمة، فاعلموا أن الحلّ اليوم هو الحل الذي كان بالأمس وهو الحل الذي سيكون بعد سنة، الحل هو بالتوافق والمشاركة، فما لم يكن هناك توافق ومشاركة فلا يوجد حلّ".
وجدد سماحته تأكيد التجاوب مع المبادرة العربية.. و"نؤيِّد التصويب الذي حصل في اجتماع الجامعة العربية الأخير، حيث انّهم ردُّوا الأمر للتوافق بين اللبنانيين في مسألة الحكومة، وهذا يُعطيها فرصة جديدة من أجل أن تتحرك بإيجابية.. وإذا استطاع أمين عام الجامعة العربية أن يلتقط مفتاح الحل بشكل صحيح، فأعتقد أنه يُنجز هذا الأمر بسرعة، والمفتاح هو لا غالب ولا مغلوب".
الانتقاد/ العدد1252 ـ 1 شباط/ فبراير 2008