ارشيف من : 2005-2008

حزب الله: لن نسمح باستباحة الدماء البريئة وتهديد الاستقرار والسلم الأهلي

حزب الله: لن نسمح باستباحة الدماء البريئة وتهديد الاستقرار والسلم الأهلي

لاقت جريمة "الأحد الدامي" ردود فعل شاجبة ومستنكرة من قبل مختلف أطياف المجتمع اللبناني السياسية منها والروحية. وكان حزب الله قد أصدر بياناً اعتبر فيه "أن ما حدث جريمة كبرى ارتكبت ضدّ مطالبين بحقوقهم المعيشية، في ظل وضع اقتصادي واجتماعي متردّ تتحمل السلطة المسؤولية الكاملة عما آل إليه".
وقال: "الجريمة ارتكبت على وقع تهديدات السلطة ووعيدها للمطالبين بلقمة العيش، وهي لم تتوان عن اتهام الناس بالمسؤولية عن فقرهم وعوزهم وانقطاع الكهرباء عنهم، والتحريض عليهم لتوريط الجيش في مواجهة مع الفئات الشعبية الكادحة ليتسنى لها تحقيق مآرب سياسية وأمنية، وعمدت بعد ارتكاب الجريمة إلى بث أحقادها والرقص على الدماء إمعاناً في الاستهانة بالوطن والمواطنين".
وإذ حمل "سلطة الأمر الواقع الحاكمة وأركانها المسؤولية عن كل قطرة دم سفكت"، دعا البيان "قيادة الجيش للإعلان الواضح والصريح للبنانيين ولأهالي الشهداء المظلومين والجرحى عن الجهة المجرمة التي قتلت مواطنين أبرياء"، متسائلاً "هل الذين سقطوا شهداء وجرحى سقطوا برصاص الجيش، وبالتالي من أصدر الأمر للجنود بإطلاق النار ومن يتحمل مسؤولية ارتكاب هذه الجريمة المروعة، ولحساب من؟ أم أن هناك جهة أخرى فمن هي؟ إذ إن تجهيل المجرم أو التغطية على الجريمة إمعان في استباحة الدماء البريئة، وتهديد الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد".
وشدد بيان الحزب على متابعة "هذا الأمر حتى كشف هوية المجرمين القتلة والمحرضين والمسؤولين والجهات التي تقف وراءهم لأن هذه الدماء التي سفكت لها أهلها وحرماتها، ولا يمكن السكوت عن هذا التعاطي الإجرامي مع الناس".
وفي الختام تقدم البيان من عوائل الشهداء بالتعزية، و"نتمنى للجرحى الشفاء العاجل، ونحن وإياهم بانتظار نتائج التحقيق التي سنتابعها بشكل حثيث ويومي ليبنى على الشيء مقتضاه".
كتلة الوفاء
وأكدت كتلة الوفاء للمقاومة في اجتماعها الدوري "أن الاحتجاج الشعبي حق دستوري ووطني وإنساني مشروع لا يجوز لأحد المس به بأي شكل من الأشكال".
وقالت في بيان لها "إنَّ تَطَوُّعَ بعض رموز قوى السلطة لمهمة تبرير قتل المواطنين ليس إلا مزايدة رخيصة تؤكد مدى استخفاف هؤلاء بأرواح اللبنانيين وتكشف عما في صدورهم من دفائن، وحبذا لو كان تبرع هذا البعض بالاشمئزاز على الأقل من مشهد القتل المباشر للضحايا البريئة كما فعلوا لدى سماعهم بضع كلمات عن أشلاء الغزاة الصهاينة".
واعتبرت "أن المشاهد الحيّة التي بثها بعض وسائل الإعلام المرئية تؤكد فظاعة وبشاعة وعدم قانونية الطريقة التي تعاطت بها القوة الأمنية الرسمية أو بعضها على الأقل مع المواطنين العزّل، فضلاً عن أن صور القناصة وهم يطلقون النار من فوق السطوح على الناس المدنيين، تذكّر اللبنانيين بما لا يرتضون تذكّره إطلاقا".
 وقالت: "إن لغة التحريض التي استخدمتها قوى السلطة في بيانها وعبر أبواقها الإعلامية لإذكاء نار الفتنة بين المواطنين في مناطقهم المتجاورة في الشيّاح وعين الرمانة من خلال ترويج الادعاءات الكاذبة وبث الشائعات وإثارة الهواجس الدفينة والبغيضة، كل ذلك ينضوي في سياق رهان فريق السلطة على طعن العيش المشترك الذي تتمسك به المعارضة وتدين كل من يتعرض له، كما يكشف عن مدى حنق وغيظ هذا الفريق من متانة التفاهم القائم بين حزب الله والتيار الوطني الحر اللذين يشكلان مع بقية أطياف المعارضة الضمانة الحقيقية للوحدة الوطنية".
وأهابت الكتلة بقيادة الجيش "أن تمضي بجدية في التحقيق بما جرى يوم الأحد الفائت، وتعمل على تحديد المسؤوليات وإحالة المرتكبين أيّاً كانوا إلى القضاء المختص".
المجلس الشيعي
وعقد المجلس الإسلامي الشيعي اجتماعا استثنائيا بهيئتيه الشرعية والتنفيذية، وأصدر بيانا اعتبر فيه "أن الاعتداء الآثم والجريمة الغادرة التي ارتكبت ضد الضاحية الجنوبية والتي تتكرر للمرة الرابعة فاقت في وحشيتها كل تصور، وهو ما يدفع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى التحذير الشديد من خطورة ما حصل"، مؤكداً "ان الاحتقان بلغ ذروته والناس ينتظرون طريقة التعامل مع الجريمة والمجرمين والمحرضين، لأن المستقبل السياسي في البلاد بات مرهونا بمستوى التعامل الجدي والمسؤول مع هذه الجريمة ومرتكبيها، وهي جريمة لن يكون مسموحا التغطية عليها أو تمييع حقائقها، أو التلطي خلف الانقسامات السياسية لتضييع دماء ضحاياها".
وأقام المجلس الشيعي وذوو الشهداء مجلس عزاء عن أرواح الشهداء في مقره على طريق المطار بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية، والقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان كلمة وصف فيها الاعتداء بالصارخ وغير المبرر.
مواقف
وكانت صدرت بيانات وتصريحات من مختلف القوى السياسية والحزبية والنقابية تدين ما جرى الأحد الدامي، أبرزها من حركة أمل ورئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، رئيس جبهة العمل الاسلامي فتحي يكن، كتلة التغيير والإصلاح النيابية، المؤتمر الشعبي اللبناني، تجمع العلماء المسلمين، التنظيم الشعبي الناصري، الاتحاد العمالي العام، لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية ـ قوى المعارضة، القوى السياسية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني في الشمال، هيئة قدامى "القوات" اللبنانية، كما توقفت المدارس الرسمية والخاصة والجامعات عن التدريس في المناطق كافة المناطق حدادا على أرواح شهداء.
الانتقاد/ العدد1252 ـ 1 شباط/ فبراير 2008

2008-02-01