ارشيف من : 2005-2008
جمعية التربية الإسلامية في الشمال تكرم سماحة المفتي مالك الشعار
طرابلس والشمال، وأقامت على شرفه عشاءً في مطعم الفيصل – القلمون شارك فيه عدد كبير من الشخصيات السياسية والدينية والعسكرية والإعلامية والإجتماعية.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من آي الذكر الحكيم رتلها فضيلة الشيخ زياد الحاج شيخ قراء الكورة والقلمون والبترون،ثم رحب فضيلة الدكتور ماجد الدرويش المشرف العام لمادة التربية الإسلامية في مدارس الإيمان الإسلامية،عريف الحفل بالحضور معتبراً أن جمعية التربية الإسلامية أرادت من هذا الحفل التكريمي لسماحته أن يكون لقاء جمع الشمل في هذه الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان،آملين أن يعم مفهوم الوحدة والمحبة لننعم بعيشة كريمة واستقرارفي هذا الوطن الحبيب.
كلمة جمعية التربية الإسلامية في الشمال ألقاها الأستاذ غسن حبلص رئيس الجمعية فاعتبر أن وحدة الشمال تجسدت في وحدة الكلمة والموقف بانتخاب سماحة الشيخ الدكتور مالك الشعار مفتياً لطرابلس والشمال،فسماحته ملك زمام العلم والمعرفة فأعاد للقضاء بريقه ورونقه وأحيا في نفوس تلامذته ومريديه عنفوان العزة والكرامة وأعطى المؤسسات الأهلية وفي مقدمتها جمعية التربية الإسلامية المشرفة على معاهد ومدارس الإيمان الإسلامية في الشمال الكثير مما أعانها على أداء الرسالة وتحقيق الغاية، والطريق ما زال طويلاً والأمل والرجاء بتقديم المزيد من سماحته يزيد ويتضاعف.
لقد كانت فرحتنتا بالإجماع السياسي والديني والإجتماعي على اختيار صاحب السماحة بما يجمع من مؤهلات علمية ومواصفات دينية أكبر من فرحتنا بجلوس سماحته على كرسي الإفتاء بما له من أهمية، وهذا بداية فأل حسن نأمل أن يمتد إلى باقي المؤسسات في بلدنا الحبيب لاسيما مؤسسة رئاسة الجمهورية التي تنتظر اجماعاً سياسياً كالذي شهدناه في عملية انتخاب سماحة مفتي طرابلس والشمال، فهل يقدح هذا الإجماع الشمالي شرارة الإجماع اللبناني فتعود لهذا الوطن أجواء المحبة والعيش المشترك وينعم اللبنانيون بأمن واستقرار وسلام طال انتظاره وتعود البسمة إلى شفاه الجميع.
ثم توجه الأستاذ غسن حبلص إلى القادة اللبنانيين قائلاً لهم:"حسبكم المأزق الذي أوصلتم البلد إليه واعلموا أن القوى الخارجية لا تريد الخير لبلدكم، واذا كانت صادقة فيما تقول فلترفع يدها ونحن قادرون بعون لله تعالى وبوعي وصدق وإخلاص العديد من القيادات الوطنية على تجاوز الأزمة وإعادة اللحمة والتوافق على رئيس للجمهورية يكون لبناني المنشأ والهوية والأهداف، يستهدف مصلحة الوطن واهله ويعمل على رعاية العيش المشترك بين طوائفه الكريمة، وليس هذا ببعيد عن شعبٍ حمل الحضارة إلى العالم أجمع وقادة تجاوزوا حدود الوطن المحدود ليكون لهم دور مميز على مستوى العالم، فهل تكون عملية إنتخاب سماحة المفتي بداية النهاية لمرحلة الألم والفرقة، هذا ما نرجو ونأمل وما ذلك على الله بعزيز.
لقد أجمعت كلمة اخوانكم من مختلف شرائح المجتمع وفعالياته على اسناد أهم وأدق المسؤوليات إليكم، فأنت القائد الراعي لمؤسسة تعاني الكثير وتحتاج إلى عناية فائقة تعيد إليها روح الحياة والأمل بمستقبل زاهر، إنها مسؤولية لا يقدر عليها إلا أولو العزم من أصحاب القيادة والريادة.
ولئن كانت المؤسسة الدينية بكل مرافقها تتطلع إلى سماحتكم بعين الأمل والرجاء فان اخوانكم في المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية المتنوعة ينتظرون من سماحتكم لمسة أخوية حانية ورعاية أبوية كريمة، وأن يكون مقام الإفتاء المعين والنصير ليصبح المرجع والحكم، وهذا عهدنا وأملنا بمن كان له الباع الطويل في عدد من المؤسسات الأهلية والجمعيات المدنية، وقد خبرنا منه ذلك في جمعية التربية الإسلامية التي كان لها من رعاية سماحتكم ما أعانها على تجاوز الكثير من المحن والأزمات".
أضاف رئيس جمعية التربية الإسلامية في الشمال:"أربعون عاماً مضت كانت حافلة بالإنجازات والنجاحات على مختلف الأصعدة فمن التوسع الأفقي إلى أقاصي عكار وأعالي جرود الضنية، إلى الإرتقاء العمودي عبر خطة النهوض التربوية والتعليمية الشاملة، إلى إختراق نوعي تجاوز حدود الوطن متناغما مع اختراق مماثل داخل فيحاء العلم والعلماء نأمل أن يكون قريباً يإذن الله تعالى، عنينا بذلك المدرسة العالمية في جدة والمبنى العتيد في طرابلس الجديدة.
إنها مسيرة العلم والإيمان تسير بهدوء وتؤده، برعاية الله وعنايته، وإدارة إخوة أكفاء تطوعوا لخدمة هذه الرسالة يؤازرهم ويشد عضدهم ثلة طيبة مباركة في الهيئة العامة، مستمدة العون والمدد من الله أولاً ومن المحسنين الأفاضل من داخل البلد وخارجه ثانياً.ولا ننسى الدور الريادي للإخوة الخريجين من مدارسنا الذين أصبحوا شامة في جبين المجتمع ومنائر علم وهداية في مختلف مؤسساته ومرافقه، فكانت رابطة الخريجين لترشيد هذه المسيرة والإفادة من الطاقات المتجددة والمواهب المميزة في خدمة المؤسسة والوطن.
ثم ختم الأستاذ غسان حبلص سائلاً المولى أن يكون هذا الإختيار الميمون بما رافقه من اجتماع مميز فاتحة خير على الوطن وأهله.
بدوره المحتفى به سماحة الدكتور مالك الشعار مفتي طرابلس والشمال شكر رئيس وأعضاء الهيئتين العامة والإدارية لجمعية التربية الإسلامية الذين أبدو عاطفة جياشة ومحبة صادقة متعهداً استمرار التعاون الذي بدأ مع جمعية التربية الإسلامية في الشمال منذ أكثر من أربعين عاماً.
أضاف سماحته:"موضحاً المهمات التي ينوي القيام بها من خلال منصبه كمفتي لطرابلس والشمال وهي الرعاية التامة لأبناء الطائفة الإسلامية مع الحفاظ على كرامتها وهيبتها وأمن الوطن والمواطن، الذي لا يجوز الدنو أوالمس به، فمسؤولية المفتي ودار الفتوى تتناول كل ما تطمح إليه النفوس والأبصار،والمدد يكون من خلال التعاون مع كافة العاملين في الحقل الديني والثقافي والسياسي والإجتماعي والإقتصادي والتربوي، لأنه إن أردنا تحقيق الأهداف المرجوة من منصب الإفتاء علينا أن نبدأ برباطة جأش مستلهمين في كل خطوة المصلحة الإسلامية والأنفعية المطلقة بكل ما له من علاقة ببلدنا وطائفتنا ومؤسساتنا التربوية والدينية، وسيكون ذلك من مضمون الرسالة والعمل التي لا يجوز أن أُشغل عنها بسواها مهما كان هناك من أمور استثنائية.
وعن منهجه في العمل اعتبر سماحته أنه سيسعى لتطبيق وتجسيد مفهوم الشورى مع كافة الأطياف بالإضافة إلى الإهتمام وحراسة كل ما له علاقة بأمن الوطن والمواطن الفكري والديني والحسي مع المساهم من خلال الكلمة الطيبة والحوار الهادئ والإنفتاح الذي سَيَسَع البعيد والقريب معلناً منهجه المعتمد على قوله سبحانه وتعالى "وقولوا للناس حسنا".
فالأمة المتحضرة هي الأمة التي لا تعرف معنى الترهل أو التوقف أو التراجع وإنما هي التي تمشي قدماً مسلحة بالحكمة والحجة والدليل والبرهان وصدق الإحتضان حتى نكون كالجسد الواحد وخلافنا وتنوعنا يكون هدفه إثراء حركتنا الفكرية والدينية.
في خام الحفل تقبل سماحة المفتي الدكتور مالك الشعار ورئيس وأعضاء جمعية التربية الإسلامية التهاني من الحضور كما وأُخذت الصور التذكارية.
التاريخ: 8/2/2008