ارشيف من : 2005-2008

لبنان: لقاء اعلامي في نقابة الصحافة لمساندة الشعب الفلسطيني في غزة

لبنان: لقاء اعلامي في نقابة الصحافة لمساندة الشعب الفلسطيني في غزة

عن اللقاء اقتراحات تلاها رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، دعت الى تشكيل لجنة متابعة من الاعلاميين والمثقفين ورموز من المجتمع المدني لمتابعة وضع غزة، كما دعت الدول العربية الى توفير الوقود وبناء معملين او اكثر للكهرباء في غزة، كي لا تبقى تحت رحمة الاحتلال اسرائيل، "وهو امر بسيط بالنسبة للدول النفطية".‏

وطالبت باستمرار فتح معبر غزة على الاقل، "خصوصا ان دولة مصر ورئيسها محمد حسني مبارك قد استجاب لفكرة عدم تجويع الشعب الفلسطيني".‏

ودعت الجامعة العربية الى اصدار قرار يعبر عن موقف تضامني مع شعب فلسطين.‏

كما دعت الى العودة الى الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، واعتبار ان التناقض الاساسي هو مع العدو الاسرائيلي، وانما هذه الخلافات الفلسطينية تقع في دائرة التناقضات الثانوية التي يمكن حلها بالحوار، "خصوصا ان من راهن من الفلسطينيين او غيرهم على اعتبار ان هناك مبادرة اميركية في انابوليس تدعو الى اقامة سلام عادل وشامل وكامل، استنادا الى القرارات الدولية وتحديدا القرارين 242 و338 والقرار 194 الذي يضمن حق العودة. فقد تبين ان هذه السياسات الاميركية هي مجرد وهم وان اسرائيل تنطلق من سياستها من زاوية تطابق المصالح الاميركية والاسرائيلية على حساب المصالح العربية والفلسطينية.‏

وقال محفوظ: "المهم ان يكون هذا العمل بمثابة شرارة من الممكن ان تطلق نوع من الصحوة اللبنانية والفلسطينية والعربية ومن الممكن ان نأخذ العبر جميعا. الموقف اللبناني المتضامن مع غزة من الفريقين الموالي والمعارض هو امر جوهري وينبغي ان يؤسس الى ما هو ابعد من ذلك".‏

واضاف: "الشعب الفلسطيني يرفض التوطين، واللبنانيون معه يرفضون التوطين، ولكن السياسات الدولية التي يمكن ان تغذي الانقسامات في لبنان وفي فلسطين والتي يمكن ان تهيء لمشاريع التفتيت في المنطقة، هذه السياسات يجب ان نواجهها وبالتالي ان مشروع التوطين مشروع وارد في الحسابات الاميركية والاسرائيلية. اذا المصلحة اللبنانية تقتضي ان تواجه هذا الامر، ليس من مرتكز الرهان على حسن النوايا الاميركية والاسرائيلية وانما من زاوية تضامننا، لا سيما مع هذا الخطر الحقيقي الذي يتهدد لبنان.‏

واستنكر محفوظ في مستهل كلمته الجريمة الارهابية التي حصلت اليوم، وذهب ضحيتها شهداء متوجها بأحر التعازي الى اهالي الشهداء والنقيب عيد. وقال: "هذه الجريمة اليوم كان يمكن ان تحصل، ولكن بصعوبة، لو ان هناك تضامن لبناني. للاسف هناك مشاكل لبنانية فعلية ينبغي مواجهتها وايجاد الحلول لها. وعلينا ان نستفيد من هذا الوضع لتهدئة الخطاب السياسي والاعلامي داخليا والعمل معا على تهدئة وايجاد الاجواء التي تحمي مشروع الدولة".‏

البعلبكي‏

وكان افتتح اللقاء نقيب الصحافة محمد البعلبكي، الذي استنكر عملية التفجير الارهابية التي استهدفت النقيب وسام عيد، وقال: "ينعقد هذا اللقاء في اجواء ما كنا ننتظر ان نواجهها، حادث الانفجار الذي حصل اليوم، يأتي بعد حوادث سابقة ارهابية، تعرض لها المجتمع اللبناني كما تعرضت لها مؤسسات كبرى في لبنان واليوم تتعرض مؤسسة الامن الداخلي للتفجير. واذ نطلب الرحمة لجميع شهداء لبنان، سواء كانوا من رجال السياسة او الاعلام او الادارة، لا سيما شهداء الجيش وقوى الامن الداخلي الذي تقوم بواجبها مشكورة في هذه الظروف الصعبة".‏

واضاف: "على الرغم من هذه الاجواء وقلق اللبنانيين البالغ مما يحيط بهم لا يستطيع لبنان ولا اي لبناني لا سيما الاعلام اللبناني ان يغض الطرف عما يجري على ارض فلسطين الحبيبة. ما يجري في فلسطين ليس موضوع حصار اقتصادي او عقوبات جماعية تفرضها اسرائيل على الشعب مقابل صاروخ اطلق من غزة على الارض المغتصبة، على ما يدعى دولة اسرائيل، بل اكثر من ذلك هو عمل ابادة للشعب الفلسطيني، ممنهج ومدروس يبغي الوصول الى اعدام وجود ما يدعى الشعب الفلسطيني في تلك الارض المباركة".‏

واضاف النقيب البعلبكي: "يكفي ان نذكر انهم كشفوا مجددا عن تصميمهم على ان تكون دولتهم دولة اليهود، اي من ليس يهوديا ليس له مكان على هذه الارض وكأن الارض لهم ولم يغتصبوها ولم يهجروا اهلها. نحن نسمع كيف تحدث الرئيس الاميركي جورج بوش في زيارته للمنطقة عن دولة اليهود اولا، وكيف كشف عن ان الغاية من الاجتماعات التي ستعقد بناء على مؤتمر انابوليس، درس كيفية التعويض على اللاجئين دون الاخذ في الاعتبار ما هو موقف لبنان وغيره، كأن الوطن يشترى ويباع".‏

وشدد النقيب البعلبكي على "ان المشروع هو ابادة للشعب الفلسطيني، ولا يمكن للبنان ولا للبنانيين غض الطرف عن عمل كالذي تقوم به اسرائيل ومن يدعمها ومن خلفها". وسأل: هل تلتزم اسرائيل بأي قرار دولي، او بأي اتفاق بينها وبين الفلسطينيين انفسهم؟، هل هي مستعدة للتتنازل عن القدس الشرقية؟، عن الجدار الفاصل؟، عن المستوطنات؟.‏

وقال: "نخدع انفسنا والعرب والمسلمون يخدعون انفسهم، اذا تبادر الى ذهنهم لحظة واحدة ان هذا العدو يتردد في الوصول الى ما سبق ان قرره اسلافه من الصهاينة للاستيلاء على كل الاراضي الفلسطينية وابادة الشعب الفلسطيني".‏

واضاف: "هذا عدو لا ينصاع الا لمنطق القوة، وينكر على غيره حق امتلال القوة النووية وهو يمتلكها. هناك ظلم كبير في هذا الشأن لا يمكن ان يستمر. وعلى العرب مسؤولية كبرى ازاء ما يجري في فلسطين ولم يقصر لبنان في ان يقوم بواجبه".‏

وحيا النقيب البعلبكي "ما صدر عن بعض العرب حتى الان من مواقف وتصريحات تأييدا لاخواننا في غزة والضفة الغربية"، وتمنى ان يستمر العرب في هذا التضامن"، طالبا بتدابير عملية لوضع حد لهذا الطغيان الذي لن ينكفىء الا بمثل هذه التدابير".‏

وختم:" ان ما حل بالعرب جميعا من كوارث هو برأيي عائد الى تخليهم عن روح الجهاد"،‏

موجها باسم الرأي العام اللبناني دعوة صادقة من صميم القلب الى الشعب الفلسطيني الذي يواجه معركة الابادة: "ارحموا انفسكم وارحمونا معكم. كفوا عن الشقاق، كفوا عن الخلاف، العدو يظلمكم فلا تظلموا انفسكم وتظلمون معكم".‏

خليل‏

واعتبر سفير المنظمة العالمية لحقوق الانسان في لبنان علي عقيل خليل ان ما يحدث في غزة هو ابادة جماعية وجريمة كبرى ضد الانسانية يعاقب عليها القانون الدولي.‏

وطالب المنظمات الانسانية العرية والدولية برفع الصوت ضد هذه الجريمة، مقترحا "يوم اعلامي لبناني وعربي".‏

فيصل‏

وتحدث عضو الجبهة الديموقراطية في لبنان علي فيصل، باسم كل فصائل المقاومة الفلسطينية، شاكرا للمجلس الوطني ونقابة الصحافة تنظيم هذا اللقاء الاعلامي باعتبار "ان الاعلام هو الكاشف المباشر للجرائم التي ترتكبها اسرائيل في حق شعبنا والمجازر التي شملت شعب لبنان ومصر وسوريا والكثير من الدول العربية".‏

وشدد فيصل على "ان العدوان على غزة ما كان ليحصل لولا الضوء الاخضر الاميركي الذي نجم عن زيارة الرئيس جورج بوش، والذي قال اننا نتفهم اي عمل عسكري كبير يطال قطاع غزة ويجب ان نضع آلية لصندوق تعويض دولي للاجئين عن حقهم في العودة، ثم دعا الى انشاء دولة دينية لليهود وهذا يعني شطب حق العودة من جهة، وترانسفير للفلسطينيين من ارضهم في مناطق ال 48 واستقدام كل اليهود في العالم".‏

واضاف:" لذلك نحن لا نستسيغ مثل هذه السياسة الاميركية ونحن في موقع مواجهة لها، وما افيد عن انه يجري في غزة هو حرب ابادة نعم انه حرب ابادة، والا ما ذنب الطفل الفلسطيني الذي يحتاج الى رشفة اوكسجين في المستشفى، ما ذنب المراة الفلسطينية التي تريد ان تضع مولودها، ما ذنب المريض الفلسطيني في المستشفى الذي تحجب عنه الحياة، وما ذنب المواطن الذي تحجب عنه لقمة العيش؟".‏

ودعا فيصل مجلس الامن الدولي الى أخذ قرار حاسم لحماية الشعب الفلسطيني وارسال قوات حماية دولية ليس للفصل بينها وبين اسرائيل فقط، انما لانهاء الاحتلال الاسرائيلي ولوقف الاستيطان وانهاء الحصار ولتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته المستقلة على كامل الارض المحتلة بعدوان 1967 وعاصمتها القدس، مع حق عودة اللاجئين الى ديارهم واتخاذ عقوبات سياسية واقتصادية في حق اسرائيل، كما فعل اثناء النظام العنصري في جنوب افريقيا"، داعيا المجموعة العربية الى الضغط في هذا الاتجاه.‏

ودعا الجمعية العامة للامم المتحدة الى الانعقاد تحت بند الاتحاد من اجل السلام اذا استخدمت اميركا حق النقض وتطبيق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يدعو الى اتخاذ عقوبات بحق اسرائيل.‏

وبالنسبة الى الوضع العربي الرسمي، فقد دعا فيصل الى استعادة نظام المقاطعة الجدية تجاه اسرائيل واقفال كل السفارات الاسرائيلية الموجودة في عدد من العواصم العربية ومكاتب الممثليات التجارية او الديبلوماسية وسحب السفراء العرب على الاقل للضغط على اسرائيل لتوقف هذا العدوان، وفتح المعابر "اذ لا يجوز ان يكون هناك معبر بين الشعب الفلسطيني والدول العربية".‏

2008-01-25