ارشيف من : 2005-2008

لبنان يؤبّن شهداء الأحد الدامي وتأكيد على التحقيق لمحاكمة المجرمين

لبنان يؤبّن شهداء الأحد الدامي وتأكيد على التحقيق لمحاكمة المجرمين


أحيت المناطق اللبنانية في بيروت والجنوب والبقاع ذكرى شهداء الغدر الذين أرداهم رصاص الجبناء يوم الاحد الدامي في أحداث مار مخايل، حيث عمت الاحتفالات التأبينية في القرى والبلدات وأقيمت مجالس العزاء ورفعت الصلوات لأرواحهم، حاملة رسالة وطنية بالوحدة ورفض الفتنة رداً على رسائل الفتنة والاجرام. وفي الوقت نفسه أجمعت الكلمات التي ألقيت في الاحتفالات على استكمال التحقيق الجنائي بشفافية وعدم تسييس القضية وعلى ضرورة معاقبة الجناة مهما علا شأنهم.
بيروت
في حسينية البرجاوي أقام حزب الله احتفالاً في ذكرى أسبوع الشهيد يوسف شقير تحدث خلاله نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم فاعتبر "أن "ما جرى يوم الأحد الأسود هو جريمة موصوفة بكل ما للكلمة من معنى، مقدِّماتها معروفة، وأطرافها محدودون"، وقال: "لم يكن هناك تعقيدات لمعرفة المسؤولين، بل ربما كان البعض مجهولا، لكن البعض الآخر كان معلوما تماما ويشار إليه بالإصبع، وفق شهادات الشهود ووفق الوقائع التي صورتها الكاميرات".
واعتبر سماحته ان "الجيش مسؤول عن التحقيق لأنه الجهة التي كانت تمسك بالأرض، ولأنه الجهة الوحيدة التي كانت ظاهرة في مقابل المتظاهرين، ولأنه يملك الإمكانيات الكافية من أجل التحقيق والإدانة وتحديد الفاعلين، أكانوا من الجيش اللبناني أو من غيرهم"، مشددا على وجوب ان يكون التحقيق "جنائيا لا سياسيا".
وإذ شدد على "معاقبة المرتكبين المجرمين كائنا من كانوا، ومهما كانت مواقعهم وأدوارهم، ومهما كانت انتماءاتهم، فكل واحد ارتكب يتحمل مسؤولية فعله، ولا تزر وازرة وزر أخرى، نحن لا نحمل المسؤولية لمن لا يتحملها، بل يتحملها من هو مسؤول عنها"، رفض في المقابل تسييس القضية، وقال: "لا نريد ولا نقبل بالتسييس، ولا نقبل بأن تمر هذه الجريمة من دون عقاب، ومن دون كشف ملابساتها، فنحن جميعا بحاجة لمعرفة هذه الملابسات ومن هم وراء هذا العمل، سواء كانوا أفرادا أو غير ذلك".
 وقال: "من مصلحة الجميع كشف المرتكبين والمحرضين، لأن هذا الأمر يؤسس لطمأنينة مستقبلية"، معتبراً ان "هذا الكشف ليس إدانة إلا لأصحابه، هو ليس إدانة لمؤسسة أو جهة".
وانتقد سماحته قوى 14 شباط بما ساقته من تصريحات وبيانات عقب الحادثة "لأنهم حاولوا أن يأخذوا الأمور إلى المحل الخطأ"، لافتا إلى أن هذه القوى حاولت ان تروج "للفتنة بين الجيش والناس"، وقال: "يريدون بذلك أن يصبح الجيش معاديا للمقاومة وأهلها، وكذلك يريدون للناس أن ينفروا من الجيش ويبتعدوا عنه، ليكن معلوما كنا كمقاومة نحن والجيش اللبناني في خندق واحد ضد العدو الإسرائيلي، وسنبقى والجيش اللبناني في خندق واحد ضد العدو الإسرائيلي".
وطمأن سماحته اولئك الذي يسعون إلى "فتنة مسيحية إسلامية"، قائلاً: "الفتنة ليست موجودة في قاموسنا بل هي موجودة في رغباتهم، وإن شاء الله ستبقى ملعونة، وسنقضي عليها في مهدها بالطرق المناسبة"، مشيرا إلى أن قداس الأحد عن أرواح الشهداء هو "من نتائج التفاهم مع التيار الوطني الحر".
وفيما خص تقرير فينوغراد أكد سماحته "أن الهزيمة لم تنته بعد، وأن الهزيمة لها تداعيات مستمرة وسيتذكرها الإسرائيليون يوما بعد يوم"، مؤكداً ان التقرير "أعلن سقوط تطبيق القرار الدولي 1559"، لافتاً إلى أن "الذي يحمي لبنان ليس القرار 1701 وإن كنا نفَّذناه وطبَّقناه وتمسَّكنا به، لكن الذي يحمي لبنان هو قوة المقاومة وقوة أبنائه".
ووصف سماحته جماعة 14 شباط بـ"الأدوات تحرِّكها أميركا، وإلا لماذا هذا التعقيد أمام الحلول التي تطرح في لبنان"، وقال "لسنا نحن الذين نعقد الحلول، بل هم الذين يعقدونها، هم الذين لا يريدون الشراكة والوحدة الوطنية، ولا يريدون الاعتراف بالآخر، ويريدون أن يأخذوا البلد إلى ضعفه وهوانه، وهذه أمور مرفوضة عندنا".
وفي قاعة الجنان ـ طريق المطار أقامت الهيئة الصحية الاسلامية حفلا تأبينيا لشهيد الدفاع المدني المسعف مصطفى امهز حضره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وحشد من النواب والشخصيات السياسية والروحية والفعاليات الاجتماعية وممثلو المؤسسات الانسانية، وألقى رعد كلمة اكد فيها على "ضرورة كشف الجناة والمجرمين الذين قاموا بقتل المواطنين يوم الأحد الأسود"، مشدداً على "ضرورة التمسك بالسلم الأهلي الذي هو المخرج الوحيد للبنانيين والعيش المشترك والشراكة في الوطن بين جميع الافرقاء".
وأشار رعد إلى "ارتياح بعض أقطاب 14 آذار لأنه لم يتم ذكر أسمائهم في التقرير لأنهم لا يزالون يتابعون مهمتهم في حربهم على المقاومة والمعارضة الوطنية، مشيرا إلى "ان أسماء هؤلاء ستكشف يوما ما". وألقى مجيد نعمة كلمة اخوة الشهيد في الدفاع المدني، وعُرض فيلم قصير عن سيرة الشهيد الانسانية.
وفي روضة الشهيدين أقيم احتفال تأبيني حاشد لشهداء أحداث مار مخايل، بدعوة من حزب الله وحركة امل، برعاية المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في القاعة الكبرى لحسينية روضة الشهيدين في الشياح، بحضور حشد من الشخصيات السياسية، والحزبية والدبلوماسية والنقابية والاجتماعية والتربوية والاعلامية، والروحية.
وتحدث في الحفل رئيس المؤتمر الشعبي كمال شاتيلا فأكد "ان المعارضة أثبتت أنها انتصرت هذه المرة على هذا المخطط الجهنمي التحريضي الفوضوي"، لافتا الى  أننا "نتعرض لتصفيات لمشروع الشرق الأوسط الكبير", مخاطباً العرب بالقول: "ليس المطلوب ان يكون موقفكم محايدا, بل معنا ضد هذا المشروع الذي لا يستهدفنا وحدنا, وإنما يستهدف سبع دول عربية".
وقال: "نحن حريصون على وحدة الجيش ودوره الوطني باعتباره صمام أمان لوحدة الوطن، ولكن من حق عائلات الشهداء وكل الوطنيين في لبنان أن نطالب بتحقيق تفصيلي دقيق وشفاف لمعرفة من قتل ومن وجه القتلة وكيف ينحصر التحقيق في القوات المسلحة".
وسأل شاتيلا عن "التعليمات التي أعطيت قبل الأحد للقوى الأمنية في التعاطي مع حركات الاحتجاج والتظاهر السلمي"، وقال "نريد أن نعرف ما هي هذه التعليمات، أوراق السنيورة ووزير الدفاع والداخلية يجب أن تحال الى محكمة محاكمة الرؤساء والوزراء التي لم نعد نسمع بها منذ أن شكلت هذه الحكومة".
وألقى النائب علي حسن خليل كلمة حركة أمل، فاعتبر إن نتائج التحقيقات الأولية "خطوة ايجابية إذا استكملت بشكل جدي بالوصول الى الحقيقة بعيدا على الضغوط السياسية".
وقال إن"دماء هؤلاء الشهداء ليست رخيصة على الإطلاق ولن نتهاون فيها أبدا، كل نقطة دم سقطت هي أمانة في أعناقنا جميعا".
وأضاف: "وما يؤسفنا اليوم هو استمرار بعض الذين ضربوا الجيش وضباطه وثكناته وقاموا بالحملات على هذه المؤسسة أن يتحدث في هذه اللحظة في الدفاع عن الجيش".
وتحدث الوزير المستقيل محمد فنيش باسم حزب الله في الاحتفال، فقال: "أمام وعي أهلنا، وأمام صبرهم، وأمام قوة ايمانهم، لا نجد إلا تلك الكلمات، التي وصف بها سيد المقاومة هؤلاء الناس الذين أثبتوا مرة أخرى انهم أشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس".
وأشار الى أن "ما حصل في الضاحية الجنوبية في ليل أسود، دبرت فيه المكائد، وسفكت فيه الدماء، دماء شهداء مظلومين قتلوا غدرا، وأريد لهذه الجريمة أن تكون مادة لاشعال حريق، الله سبحانه وتعالى وحده يعلم كم كان سيكون مداها"،
وأكد أننا "نصر على استكمال هذا التحقيق من دون اي تستر او تمييع على اي مسؤول مهما كان موقعه ورتبته لاننا حريصون على هذا الجيش كما حرصنا على دور المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ولان دماء الناس ودماء الشباب ودماء اهلنا لن تكون رخيصة علينا".
وأكد أن "مطلب المعارضة قبل هذه الحادثة, ان نكون شركاء في القرار ولن يكن هناك تهاون في ان نكون شركاء في القرار, لانكم غير مؤتمنين أن تكونوا أصحاب القرار في هذا البلد, ونحن لا نأمن لكم لأنكم تستغلون دماء بريئة وترهنون البلد لمشاريع تدبر للمنطقة".
وألقى راعي الحفل الشيخ عبد الامير قبلان كلمة، استهلها بتلاوة الفاتحة عن أرواح الشهداء، مطالباً "بالكشف عن الجناة وإنزال العقوبة التي يستحقونها". وقال: "لا نريد ان نعتدي على احد انما نريد حق الشهداء، لان الشهداء ماتوا مظلومين، بدون سبب وبدون مبرر"، معتبراً "الجيش خشبة خلاص فهو الضامن لوحدة المؤسسة وهو الشريك الذي عاش مع المقاومة ووقف الى جانبها صفا واحدا في مواجهة العدوان الاسرائيلي".
وألقى والد الشهيد احمد عجوز كلمة عوائل الشهداء، داعياً "السلطة ان تنظر للجميع نظرة واحدة وان لا يكون هناك ضاحية محرومة واناس ينعمون بالرفاهية والراحة على حساب الآخرين". في الختام، تلا السيد نصرات قشاقش مجلس عزاء عن أرواح الشهداء.
الهرمل
ونظم حزب الله في الهرمل احتفالا حاشدا في ذكرى أسبوع المسعف في الهيئة الصحية الإسلامية الشهيد مصطفى علي امهز، في قاعة مجمع سيد الشهداء، بحضور حشد من الشخصيات السياسية، وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية ورؤساء بلديات واتحاد بلديات المنطقة وممثلين عن الجمعيات والهيئات الاهلية والشعبية ووفود من عائلات وعشائر البقاع الشمالي واهالي الهرمل وذوي الشهيد يتقدمهم الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك.
وبعد مجلس عزاء حسيني، وعرض فيلم وثائقي عن سيرة الشهيد الانسانية في صفوف الهيئة الصحية الاسلامية وخلال حرب تموز، وكلمة باسم عائلة الشهيد ألقاها فضيلة الشيخ نبيل امهز، تحدث سماحة الشيخ محمد يزبك فقال: "ان السيد حسن نصر الله لن يسكت على إهانة شعبنا"، مثنياً على "حكمة قيادتي أمل وحزب الله وعوائل الشهداء التي فوتت الفرصة على ما ارادته أميركا وأدواتها".
وحمل على جعجع الذي يبرر المجزرة، وقال:"ان جعجع يشتهي الدم من جديد ويسعى لاعادة خطوط التماس، ولكن نقول له ان الماضي قد ولى وورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر تبقى صمام الامان لحفظ البلد".
ورأى "ان ما جرى يوم الاحد الماضي كان يهدف الى جر المقاومة الى الداخل"، مطالبا بـ"تحقيق شفاف يرضي عوائل الشهداء ويرضي الجميع"، مذكرا "بأن حزب الله يوم اغتيال الرئيس الحريري شدد على كشف الحقيقة، واليوم يريد كشفها لانه ليس هناك دم اغلى من دم، وعلى المؤسسة العسكرية ان تحمي نفسها امام الجميع وتمنع تمييع التحقيق وذلك لمصلحة البلد ودماء الشهداء، ومنع تحويل لبنان الى عراق جديد".
بلدة الغسانية
وأقام حزب الله في بلدة الغسانية احتفالاً تكريمياً للشهيد مصطفى علي أمهز الذي سقط في مار مخايل دعا خلاله وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش، قيادة الجيش "ان يكون التحقيق في أحداث يوم الاحد واضحا وشفافا، وان يتم بكل نزاهة وتجرد دون اي غطاء او تستر على اي مجرم كان سببا في سقوط الشهداء، ومحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة والاقتصاص منهم من خلال القضاء حرصا على دور الجيش والسلم الاهلي ومصلحة الوطن".
واعتبر فنيش ان ما حصل "من تداعيات وما صدر من مواقف لاحداث يوم الاحد، كشف ما تبقى من عورات لفريق لم يحترم دماء الناس واستخف بأرواح الابرياء وأراد ان يستغل ما حصل من اجل تحويل المشكلة الى فتنة داخلية تعيد تذكير اللبنانيين بسجل هذا الفريق الاجرامي في القتل وارتكاب المجازر والتقسيم الطائفي".
وهاجم الوزير فنيش "الأبواق الناشزة التي تبحث عن كيفية إضعاف المقاومة ودورها، وتبحث حتى باختلاق الافتراءات للإساءة إلى دور المقاومة".  وحول تقرير فينوغراد قال الوزير فنيش: "نحن نعلم اننا هزمنا مشروع العدو، واننا أصبنا من أهدافه مقتلا، ومن قواعد الردع التي يتباهى بها، وأصبنا معنويات جنوده مرة اخرى ومن دوره على المستوى الاستراتيجي".
حداثا
وفي بلدة حداثا أقام حزب الله احتفالاً تأبينيا في ذكرى أسبوع الشهيد محمود عبد الامير منصور، تحدث فيه الوزير المستقيل طراد حمادة، فأكد "ان مسؤولية مجزرة مار مخايل تقع اولا على عاتق مجموعة السراي، لانها هي حكومة الامر الواقع التي تمسك بزمام الامور في البلاد بحكم استيلائها على السلطة ومصادرتها إياها والمسؤولة عن المؤسسات الامنية والنظام العام لانها تسيطر عليه وممسكة به، ولذلك يجب ان تحاسب بعد التحقيق الذي تجريه قيادة الجيش".
واعتبر "ان الفريق الحكومي يتحمل مسؤولية مباشرة عما حصل يوم الاحد الماضي من خلال التحريض والتوجيه والسياسات التي تقال للجيش وغيره من القوى الامنية"، مشيراً الى "اننا نريد لجيشنا ان يكون جيش المواطن اللبناني وجيش العزة والكرامة والدفاع عن وحدة البلاد والنضال ضد الاعداء وحماية الوطن والسلم الاهلي والنظام الديموقراطي اللبناني"، مستغرباً كيف ان "الفريق الحاكم لا يعيش الا على التهديد بالفتنة والابتزاز السياسي وإشاعة الشغب والتخويف والاستناد الى الدعم الخارجي الضال".
الانتقاد/ العدد1253 ـ 8 شباط/ فبراير 2008

2008-02-08