ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة: صلوات تحاصر الشياطين
ما حصل في الشياح يوم الاحد الدامي وعلى الرغم مما اختزنه من ألم ووجع، كان "فرصة كبيرة" لمن اشتهى أن يفتح الجرح ويسترجع مشهداً ولىّ منذ زمن... أمكنه ـ عن سابق تصور وتصميم أو في لحظتها ـ أن يشغل كل الأدوات التي لا تعيد عرض الفيلم فحسب، بل تحوّله الى امر واقع.. وأن يقفز مباشرة الى قيادة الحرب المفترضة مستعيداً كل مفردات حروبه القديمة وصولاً الى تحديد محاور القتال وميدان حربه الجديدة..
.. خطوط تماس بين ابناء الحي الواحد رسمها بيان قوى السلطة ذلك المساء المشؤوم.. حتى ظن البعض أنه البيان رقم واحد لحربهم الجديدة.. صدم ذلك الكثيرين أكثر مما صدمهم أزيز الرصاص ومشهد الاجساد اليافعة تهوي على الاسفلت.. مشتهو القتل والدم لن يكتفوا بسبعة من فتياننا.. كان ذلك نذير شؤم!
كثيرون هالهم نعيق التصريحات المشؤومة التي تكشف عن النوايا السوداء كما هالهم مشهد الدم.. فهبوا يكسرون الحواجز المفتعلة ويعيدون نسج خيوط المحبة والوئام، ويحاصرون بالصلوات والتراتيل ورسائل السلام شرور الشياطين ويحرقون الفتنة باسم الله والوطن.. وبالدم المظلوم يعمّدون وثيقتهم التي كشفت الايام انها ليست تفاهماً، بل تلاحم مصيري لبناء وطن منيع في وجه كل الشياطين..
ألم تكن تلك هي رسالة كنيسة مار مخايل في 6 شباط 2006 ورسالة الكنيسة نفسها في قداس يوم الاحد الماضي، ومضمون ما حملته جولة وفد التيار الوطني الحر بين احياء عين الرمانة والشياح بعد احداث الاحد، وجوهر ما جاء في اللقاء التلفزيوني التاريخي بين الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون..
انها رسالة الوطن في وجه القتلة والفتنويين وكل الشياطين.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد 1253 ـ 8 شباط/ فبراير 2008