ارشيف من : 2005-2008
باختصار: ما أقصر حياته!
هل عادت "الحرب الأميركية على الإرهاب" إلى مربعها الأول، أي أفغانستان؟ طبعا لا يمكن الجزم نهائيا بذلك وإن كانت مؤشرات عديدة توحي بأن منطلق هذه الحملة التي شنها بوش وفريقه من المحافظين الجدد قبل حوالى سبع سنوات لم يحسم لمصلحة "فوارس" البيت الأبيض.
وابرز تعبير على ذلك ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أول من أمس بأن القاعدة في أفغانستان لم تهزم، وأن الحرب ضدها ستكون طويلة، فيما أعرب نظيرها البريطاني ديفيد ميليباند عن اعتقاده بأن حركة طالبان قد غيرت من تكتيكاتها في معرض تبريره لعدم تمكن الحلف الأطلسي من هزيمتها.
الأمر لم يقف عند هذا الحد بل يبدو أن على الولايات المتحدة أن تواجه نوعا آخر من التحدي بسبب الحرب على أفغانستان، وهو الحفاظ على وحدة حلف الناتو الذي بدأت الخلافات بين أعضائه تطفو إلى سطح الإعلام حول توزيع القوات في أفغانستان.
إذاً الحملة الأميركية على "الإرهاب" لم تتمكن بعد من حسم بدايتها بقدر ما أدت هذه الحملة إلى حسم مصير مطلقيها، ما يدفع للتساؤل عن أحوال من سيسكن في البيت الأبيض بعد رحيل بوش الذي يجمع معظم المراقبين على أنه أوقع بلاده في نظرية الفوضى الخلاقة التي أراد منظرو فريقه إيقاع العالم فيها.
وهو ما يوصل إلى استنتاج واضح وهو: ما أقصر حياة هذا الفرعون!
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1253 ـ 8 شباط/ فبراير 2008