ارشيف من : 2005-2008

"إسرائيل" تتنصل من الاعتراف باغتيال الحاج عماد مغنية خوفاً من الرد الآتي

"إسرائيل" تتنصل من الاعتراف باغتيال الحاج عماد مغنية خوفاً من الرد الآتي

الحقيقة التي لا بد من الانطلاق منها، أن "إسرائيل" وجهت ضربة قاسية لحزب الله وحققت إنجازا استخباراتيا وعملياتيا استثنائيا بنجاحها في اغتيال القائد الكبير في المقاومة الإسلامية الحاج رضوان، الاسم المحبب على قلوب المجاهدين. ولكن إلى جانب ذلك هناك حقيقة اكثر سطوعا وتجليا وهي ان تاريخ حزب الله المشبع بالتجارب وبالمحطات المفصلية التي مر بها، وفي ظل طبيعة تركيبته والفكر الذي يعتنقه والروح الذي يتحلى بها، كل ذلك يؤكد انه بالرغم من قساوة الضربة والألم الذي يشعر به المجاهدون والمحبون إلا أنها لن تؤدي سوى إلى مزيد من الاندفاع والتمسك بخيار المقاومة، وستعطي زخما شديدا لتيار المقاومة الهادر حيث سيتحول استشهاد القائد عماد مغنية إلى مصدر الهام يمد المجاهدين بالعزم والتمسك والإصرار على مواصلة الطريق.
وبالنسبة لمن قد يُخيّل إليه عند قراءة هذه الفقرات، بأنها ليست سوى تعبير عن وجدانيات واماني نكتفي فقط بالدعوة إلى التدقيق في الكلمات التي وردت ومقارنتها بتاريخ حزب الله، إضافة إلى التعمق في فكر وروح حزب الله بأبعادها وترجماتها العملية التي نجدها في كل محطة ومفصل وتحدّ واجهه ويواجهه حزب الله....
برغم أن حزب الله تلقى ضربة قاسية لا بد من التأكيد على أن استهداف الحاج رضوان كان من نوع الاستهدافات التي تتم بذاتها لذاتها أولا، ومن ثم تأتي العناوين الأخرى رسالة... انتقام... لذلك يمكن التقدير بأن استهدافه تم عندما توافرت فرصة اغتياله، لتأتي بعدها عمليات التثمير. أي بعبارة أخرى إن ما حدد مكان وزمان وأسلوب اغتياله كانت العوامل التقنية والعملياتية لتأتي في المرحلة التالية الأبعاد السياسية والمعنوية... وليس صحيحا الذهاب إلى التحليل بأن الابعاد السياسية وغير السياسية هي التي أملت التوقيت والمكان...
أيضا ما ينبغي التوقف عنده بعمق هو أن الإسرائيلي على غير عادته وبعد امتناعه في المرحلة الأولى عن التعليق عاد مكتب أولمرت واصدر بيانا رسميا رفض فيه اتهام "إسرائيل" بعملية الاغتيال. هذا إلى جانب أن أعضاء الكنيست والوزراء توالوا وتسابقوا في التعبير عن فرحتهم وثنائهم على الجهة التي قامت بالعملية، إضافة إلى تركيزهم على خطورة المجاهد الشهيد.
ـ واللافت في بيان النفي الإسرائيلي انه يتعارض مع ما اعتادت "إسرائيل" عليه من التزام الصمت عندما كان يوجه إليها اتهامات بالوقوف وراء عمليات اغتيال تتسم بطابع امني، وتستهدف شخصيات مطلوبة إسرائيليا. فكيف وان المستهدف هو الحاج عماد مغنية.
ـ وعليه يمكن التأكيد على أن خلفية هذا النفي تعود إلى ان "إسرائيل" بدأت الدخول في مرحلة القلق إزاء ما يمكن ان ينطوي عليه رد حزب الله الذي سوف يأتي وسيجعل "إسرائيل" تدفع أثمانا باهظة.
جهاد حيدر
الانتقاد/ العدد 1254 ـ 15 شباط/فبراير 2008

2008-02-15