ارشيف من : 2005-2008

مجرد كلمة: عماد.. طريق الحرية

مجرد كلمة: عماد.. طريق الحرية

لم يقدّر لكثيرين أن يكحلوا عيونهم بطلة الحاج رضوان البهية.. ولم يساعدهم الحظ ليأنسوا بسماع صوته، هم فقط عرفوه مقاوماً أذاق أعداءنا الهزيمة مرات ومرات منذ فتح عينيه وشاهد كيدهم يسرق بسمة الوطن وحرابهم تدمي قلبه..
في تلك اللحظة كان عماد مغنية على رأس ثلة المقاومين الاوائل يغرز في عين الاعداء مخرزاً من فولاذ.. فيعميه حتى لا يقوى على إبصار طريق هزيمته..
الحاج عماد مغنية ليس أسطورة كما قيل.. انه الحقيقة والجرأة والصلابة، انه الارادة والقوة والعزيمة.. فعل في الايام الاولى من مسيرته اقصى ما يمكن لمقاوم أن يفعله.. خبرة ودراية مكنتاه من تحويل التراب الى نار تحرق الغزاة، قوة ايمانه بأن الله هو الاقوى من اسرائيل واميركا وكل المستكبرين في الارض مكنته من ايقاد هذا الايمان في اجساد أحرقت بنارها وجه الغزاة وحولت قوتهم الاسطورية الى وهم كان سرعان ما يتبدد امام صلابتهم.
من يذكر كيف تحررت بيروت من كل الطامعين بها.. من يعلم حكاية طلقات المقاومة الاسلامية الاولى في خلدة.. من يعرف عن احمد قصير حكاية الدقائق الاخيرة قبل أن يحول مقر الحاكم العسكري الصهيوني في صور بما فيه الى ركام.. لا بد أن يعرف عماد مغنية ولو لم يشاهده او يسمع صوته.. فهو مجاهد وضع بصمته على كل انجاز أرعب العدو وضعضع كيانه.
غاب الحاج عماد في الخنادق والدشم وبين اضلع الهضاب يرسم بسبابته الطريق الى الحرية.. يحضن بين جفنيه قافلة "رجال صدقوا".. يعاهد الله ويكمل المشوار متجاوزاً المواقع والكمائن وبريق العيون الغادرة، يرفع راية التحرير فوق بوابة فاطمة ويفتح ذراعي الوطن مستقبلاً موكب الاسرى تكللهم بيارق العزة.
لا يغادر الحاج رضوان ساحة زرع فيها من عينيه دمعاً ومن شرايينه دماً.
.. مقاوم ميدانه الارض وخيمته السماء.. وعده صادق ويقينه بنصر الله حتمي..
نعرف الحاج عماد منذ ذقنا طعم النصر.. نعرف أبا مصطفى منذ شاهدنا العدو مهزوماً ومهزوماً.. نعرف الحاج رضوان منذ كتب فوق مساحة وطننا نصر آب المظفر وعلى جبين الامة عزاً لا يضمر.. نعرفه في وجوه صادقي الوعد، نعرفه في المقاومة عماداً.. ومقاومة يسقط عمادها شهيداً يرتفع لها الف الف عماد.
نعرف شهيدنا الكبير منذ رسم خارطة طريقنا الى الحرية والكرامة.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد 1254 ـ 15 شباط/فبراير 2008    

2008-02-15