ارشيف من : 2005-2008
الحبّ الجارف بين جنبلاط وجعجع تحوّل تضارباً بين أزلامهم
دعا البيك الجبلي إلى إحراق الأخضر واليابس، انطلاقاً من تاريخه النضالي الطويل في إحراق لبنان في أتون حروبه وصفقاته الشخصية، فحملت عناصر ميليشياته المدجّجة بالسلاح للاستخدام ضدّ اللبنانيين فقط في أزقّة بيروت والقرى الهادئة، دروسه التاريخية وطبّقوها على رفاقهم السياديين أمثالهم في "القوّات اللبنانية"، الذين لا يقلّون عنهم شراسة في حروب الزواريب.
وأعلن الاقطاعي المجبول بالديموقراطية الخانقة، عن استعداده لشنّ حرب، وهو الممتهن لها برصيد طويل يذكّر بقدوته الصرب في البوسنة والهرسك، ومثاله الأعلى الخمير الحمر في كمبوديا حيث أبيد نحو مليوني كمبودي، فبدأها برفاقه "الشباطيين" وعلى يد مناصريه الذين ما أن سمعوا حديثه الشائق حتّى هبّوا لتنفيذ وصاياه الخالدة، ووجدوا الفرصة سانحة في الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري على جاري عادتهم في تعكير المناسبات الوطنية والجامعة، واستغلالها بما يفضي إلى تقليص رصيدهم السياسي ونفور الناس من حولهم.
فخلال الاحتفال بذكرى اغتيال الحريري بالطبل والزمر والرقص في ساحة الشهداء، كما نقلت محطّات التلفزيونات، نشب عراك بالأيدي والعصي والكراسي والآلات الحادة والجارحة، بين عناصر كل من وليد جنبلاط وسمير جعجع، ليتحوّل المواطنون عن سماع كلمات قيادييهم التضليلية، إلى مشاهدة وقائع مثيرة عن "الحب" المستفحل والمستشرس بين هذين الطرفين ذكّرت بمآثرهما في حرب الجبل، "ومن الحبّ ما قتل"، وإزاء تفاقم القبلات التضاربية بينهما، سارع المواطنون إلى الهرب من الساحة، وذلك خشية التعرّض للأذى أو لأيّ مكروه.
وهذه الصور تحكي وقائع عن الحبّ الجارف الذي وصلت إليه العلاقة الحميمة بين "الاشتراكيين" و"القوّاتيين".
ع.م
الانتقاد/ العدد 1255 ـ 22 شباط/ فبراير 2008