ارشيف من : 2005-2008
أسرى الوعد الصادق يقاطعون المحاكمة السياسية ويعزون السيد نصر الله باستشهاد مغنية
مرة جديدة يثبت مجاهدو المقاومة الإسلامية أنهم على الوعد، وان حالات القهر والسجن لا تؤثر على معنوياتهم، ومرة جديدة يثبتون أن إرادتهم قوية لا تلين مهما تبدلت الظروف. لذلك لم تضعف عملية اغتيال القائد الشهيد عماد مغنية من عزيمة أسرى الوعد الصادق (أسرى عدوان تموز)، بل زادتهم تمسكا بقضيتهم وبمقاومتهم، معلنين أن الحرب ما زالت مفتوحة مع هذا العدو، وبعد أن وصفوا رئيس حكومة العدو ايهود اولمرت بالسفاح ووزير حربه ايهود باراك بالإرهابي توجهوا إليهما بالقول: "أيها الجبناء لن تستطيعوا التقليل من قوة إرادة مغنية المغروسة في قلب كل قائد ومقاتل في المقاومة الإسلامية".
وأمام وسائل الإعلام الصهيونية رفع أسرى الوعد الصادق في الكيان الصهيوني (حسين سليمان، ماهر كوراني ومحمد سرور) صوتهم المدوي أثناء جلسة المحاكمة، وبعثوا رسالة قوية الى قادة "إسرائيل" وقالوا "ان اغتيال القائد عماد مغنية لن يكسر من عزيمتنا ولن يعيد هيبة الجيش الإسرائيلي".
وبعث الأسرى الثلاثة تعازيهم، من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية الكثيرة التي انتظرت تصريحات منهم على هامش المحكمة: "نحن نعزي أنفسنا والسيد نصر الله على موت مغنية".
وشدّد الأسير سليمان على أنَّ المواجهة مع إسرائيل "لا تزال مفتوحة"، وأن هذه المواجهة "لن تتوقف ولن تضعف في أعقاب اغتيال مغنية"، موجهاً رسالة بنبرة غاضبة إلى الحكومة الإسرائيلية جاء فيها: "أنا أوجّه كلماتي هذه إلى الإرهابي إيهود باراك والسفاح ايهود أولمرت، ولكل قادة العدو، وأقول لهم: أيها الجبناء، لقد قتلتم عماد مغنية لأنكم تخافون منه ومن قوته، انتقاماً منه على محاربته لكم، ولأنه ألحق بكم الهزيمة".
وأضاف "إذا كنتم تعتقدون أن بإمكانكم إعادة قوة ردعكم، التي تحطمت أثناء عدوان تموز على أيدي المقاومة الإسلامية، بواسطة الاغتيالات، فأنتم مخطئون في خيالكم". وقال إنه فقد "أخاً وأباً وقائداً كبيراً يمثل كل شيءٍ في الحرب وانتصار المقاومة في تموز".
الأسرى يقاطعون المحكمة
وبعد أن وقف أسرى الوعد الصادق موقفهم المشرف بوجه القادة الصهاينة من عملية اغتيال القائد مغنية كان لهم موقف آخر عبّر عن جرأتهم في مقارعة العدو ووقوفهم بوجهه، من خلال رفضهم للمحاكمة السياسية التي يحاول العدو الصهيوني أن يفرضها عليهم، بدلا من معاملتهم كأسرى حرب وفق الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الدولية. فكانت للأسرى الثلاثة انتفاضة بوجه الادعاء "الإسرائيلي" عبر رفضهم حضور جلسات المحاكمة كي لا يمنحوا القضاء "الإسرائيلي" شرعية في محاكمة جنائية لهم. وسخر الأسير محمد سرور من هذه المحاكمة، معلنا أن نتائجها لن تؤثر على موعد إطلاق سراحهم، من خلال عملية التفاوض غير المباشرة التي تجري بين حزب الله والكيان الصهيوني عبر وسيط من الأمم المتحدة. فضلا عن ذلك فقد عبر الأسير سرور عن افتخاره بما قام به ضد جيش العدو كونه أمرا طبيعيا لإقدام الجيش الصهيوني على غزو قريته وبلده.
وفي الرسالة التي وجهها الأسير سرور إلى المحكمة المركزية في مدينة الناصرة، حيث تجري محاكمته، أوضح أنه لا ينوي منح الشرعية للمحاكمة التي وصفها بالسياسية، معلناً عدم حضورها من الآن فصاعداً.
وكان الأسيران، حسين سليمان وماهر كوراني، الممثلان من جانب المحامية سمدار بن ناتان، قد أعلنا في وقت سابق أنهما سيقاطعان المحكمة. وقرر الأسير سرور مقاطعة المحكمة بعدما قررت عدم الاعتراف بمكانته كأسير حرب، وأعلنت بدء محاكمته في الرابع عشر من الجاري.
وأوضح سرور، في رسالته، أنه قد شارك في مرحلة الادعاءات السابقة في المحكمة، لأنها كانت تناقش مسألة حقه في أن يجري التعامل معه كأسير حرب، وصلاحية المحكمة، إضافةً إلى بطلان بنود الاتهام الموجّهة إليه.
ورأى الأسير سرور أن "تقديمه للمحاكمة، وفقاً للقانون الجنائي، (كما تفعل إسرائيل مع الأسرى اللبنانيين) يتناقض مع أهداف قانون كهذا، لا يتضمن معالجة أوضاع الحرب، وأن هدف القانون الجنائي هو توجيه مسلكيات مجتمع، ولا إمكان لفرض ذلك على دول أخرى".
واستنكرت الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين الضغوط والممارسات الإسرائيلية بحق أسرى عدوان تموز. وتحدثت الجمعية عن معلومات حصلت عليها بأن العدو يحاول منذ فترة تشديد الضغط والحصار على الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في عدوان تموز، في محاولة منه لترهيب الأسرى وإحباطهم وإدخال اليأس الى قلوبهم وكسر معنوياتهم بالعزل تارة وعبر الضغوطات النفسية والترهيب تارة أخرى.
الانتقاد/ العدد 1255 ـ 22 شباط/ فبراير 2008