ارشيف من : 2005-2008

لأول مرة منذ سيطرة حماس على القطاع: الفلسطينيون في غزة يتوحدون في تأبين القيادي في حزب الله عماد مغنية

لأول مرة منذ سيطرة حماس على القطاع: الفلسطينيون في غزة يتوحدون في تأبين القيادي في حزب الله عماد مغنية

غزة ـ عماد عيد
في مشهد بدا غير مألوف في قطاع غزة منذ سيطرة حماس على القطاع اجتمعت قيادات من فتح وحماس بالإضافة إلى الجهاد والشعبية والديمقراطية وباقي الفصائل في قاعة واحدة لتأبين القيادي في حزب الله الشهيد عماد مغنية، وعلى مدار ثلاثة أيام كانت قاعات مركز رشاد الشوا ـ اكبر مركز في غزة ـ تستقبل الآلاف من الفلسطينيين الذين قدموا للتعزية باستشهاد القيادي، وكان في استقبالهم قيادات الفصائل الفلسطينية التي اعتبرت مغنية واحداً من أبطال الثورة الفلسطينية.
حركة حماس
الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس تقدم بالعزاء إلي السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وللأمة العربية والإسلامية, باستشهاد "الحاج رضوان" الذي يمثل شهيد الأمة الإسلامية وشهيد القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وقال رضوان الذي ألقى كلمة نيابة عن الدكتور محمود الزهار المختفي لأسباب أمنية: "ان الاحتلال الإسرائيلي الذي أقدم على اغتيال عماد مغنية ويهدد باغتيال قادة الفصائل الفلسطينية واغتيال المجاهدين يواصل مجازره في محاولة لإيقاف المقاومة، ولكننا نقول له سنستمر في المقاومة".
وحذر رضوان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ووزير الحرب ايهود باراك من مغبة الإقدام علي أي حماقة: "وإلا ستفتح أبواب جهنم على الاحتلال وبراكين من غضب مع الحرب المفتوحة".
وقال رضوان: "ونقول ان الفصائل التي تقف موحدة في بيت عزاء الحاج رضوان دليل لكم أيها المجاهدون أن دماء الشهداء هي التي توحد شعبها، وان خندق المقاومة هو الذي يوحد الشعب".
وأضاف رضوان: "إننا نودع اليوم قائدا كبيرا ونوجه رسالة من فلسطين وغزة المحاصرة التي تواجه المجازر والاجتياحات، ونوجه رسالة إلى حزب الله ولبنان، أننا على الدرب سائرون وعلى درب الشهادة، قائلاً: لن نقيل ولا نستقيل حتى لو قتلوا منا القادة، ونحن قدمنا الكثير منهم الشيخ احمد ياسين والشقاقي والرنتيسي وابو علي مصطفى وأبو جهاد وأبو عطايا وقدمنا الكثير".
الجهاد الإسلامي
من جانبه قال د. محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي "نجتمع اليوم في غزة لنحتفل بالشهادة والشهداء وترفرف فوق اجتماعنا روح القائد الشهيد عماد مغنية الذي امضى حياته مجاهدا وقائدا لا يعرفه احد, ونجتمع لنؤكد أن إسرائيل المعبئة بالحقد والسلاح والغرور الذي صنعته نكبة عام 67 هي اليوم خائفة ومذعورة أمام المقاومة اللبنانية والفلسطينية".
وأضاف الهندي: "ان الحاج رضوان هو الذي زرع انتصار تموز دون أن يعرفه احد، هذا الانتصار الموجود في كل قلوب الأحرار, ولكن الاحتلال أعطى لتموز كلمة السر للحاج رضوان ليكون مصدرا هاما على الدوام ومنارة تضيء فجر تموز.. بالأمس لم يسمع باسمه أحد وعندما طعنوه ـ غدروه ـ خرجت الملايين تهتف باسمه، لقد أعطى الأغبياء لتموز رمزاً وكلمة سر (الحاج رضوان) سيحفظها أحفادنا وأحفاد أحفادنا كما نحفظ اليوم (طارق بن زياد) وغيره من أبطال الفتوح الكبيرة.. ماذا تبقى للحاج رضوان بعد أن صنع مجد تموز سوى أن يتوزع - بهذه الحربة الغادرة - في كل الجهات ويعطي لكل الأحرار المقاومين والمجاهدين جزءاً من انتصار تموز".
حركة فتح
القيادي في حركة فتح احمد حلس الذي حرص على الحضور إلى بيت العزاء في الأيام الثلاثة مع عدد كبير من كوادر فتح قال ان الحاج رضوان كان ملهما للفلسطينيين في حياته ووحّدهم في شهادته.
وأضاف: "نأتي اليوم ليس للتضامن مع حزب الله وأمينه العام، بل نأتي لنعزي أنفسنا في فقدان هذا القائد الكبير الذي كان ملهما لكل الثوار في العالم ولثورتنا الفلسطينية".
واعتبر حلس أن فقدان الشهيد رضوان خسارة ليس للمقاومة اللبنانية فحسب، بل خسارة للمقاومة الفلسطينية، وقال: "إن مغنية هو رمز لكل الشهداء العظام، وإن الشعب الفلسطيني لا ينسى أبداً من قاتل إلى جانبه".
الجبهة الشعبية
وأكد رباح مهنا القيادي البارز في الجبهة الشعبية أن اغتيال عماد مغنية يؤكد مدى إجرام الاحتلال الإسرائيلي: "وان الدرس الذي تعلمناه: الرأس بالرأس، وهذا الاحتلال لا يفهم إلا لغة الردع".
وقال مهنا "علينا أن نعي درس اغتيال مغنية لنعرف أن الاحتلال لا يرحم أحدا، وان إجرامه يجب أن يوحد الفلسطينيين وكل أحرار العالم ليواصلوا مشوارهم في مقاومة الاحتلال مهما كان شكله".
على أن أشكال الشجب ضد الجريمة لم تتوقف عند السياسيين بل تعدتها إلى قادة العمل العسكري الذين تعهدوا بالانتقام لمغنية من إسرائيل، وبات اسم الشهيد يتردد كثيرا في الإذاعات المحلية التي بثت أناشيد إسلامية تخلد اسمه أو عبر بيانات لفصائل مسلحة تتبنى هجمات على قوات الاحتلال باسم الشهيد مغنية، أما صوره فقد دخلت إلى الشارع الغزّي تماما كصور قادة المقاومة الفلسطينية التي لم تعتد يوما على فتح بيوت عزاء لغير قادتها.
الانتقاد/ العدد 1255 ـ 22 شباط/ فبراير 2008

2008-02-22