ارشيف من : 2005-2008
العراقيون يشاركون اللبنانيين العزاء باغتيال الشهيد القائد عماد مغنية
بغداد ـ "الانتقاد"
بعد استشهاده بوقت غير طويل ارتفعت صور وملصقات مختلفة الاحجام والابعاد للقائد العسكري في حزب الله الشهيد عماد مغنية في عدد من مناطق بغداد ومدن عراقية اخرى. ربما لم يكن اغلب العراقيين قد سمعوا كثيرا عن الشهيد عماد مغنية (الحاج رضوان)، ولكنهم بالتأكيد يعرفون الشيء الكثير عن حزب الله اللبناني، بقدر ما يعرفون عن عناوين سياسية عراقية مهمة وفاعلة ولها عمقها التاريخي وامتدادها الجماهيري.
ومعرفة حزب الله وطبيعة وجوده ودوره قد تكون كافية لوحدها للاهتمام بحدث استشهاد مغنية، مضافا الى ذلك الطريقة التي استشهد بها، والتي تبدو بصمات جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) واضحة عليها الى حد كبير. ولعل التفاعل الملموس والواضح لعدد كبير من العراقيين مع الانتصار التاريخي لحزب الله على اسرائيل في حرب الثاني عشر من تموز/ يوليو من عام 2006، يشير الى حقيقة ومستوى الارتباط والتقدير والاجلال للانجاز الذي تحقق ولاصحابه وصانعيه ايضا.
"واستشهاد المجاهد عماد مغنية في العاصمة السورية دمشق الاسبوع الماضي، كان اقرارا واعترافا بقوة وتأثير وحضور الشهيد، واقرارا واعترافا بقوة وتأثير وحضور الكيان الذي ينتمي اليه ويتحرك في فضائه". هكذا قال احد ائمة الجمعة في العاصمة العراقية بغداد، وبنفس المعنى ولكن بصيغ وتعابير مختلفة تناول خطباء وائمة جمعة وجماعة في بغداد والنجف والبصرة وكربلاء ومدن اخرى جريمة اغتيال المجاهد مغنية (الحاج رضوان).
ولعل التطرق الى ذلك الحدث من خلال منابر صلاة الجمعة عبّر عن اهتمام بالشأن الاسلامي العام، وبتعبير ادق عبّر عن اهتمام بمجريات الامور في الساحات والميادين التي تجمعها نقاط التقاء وقواسم مشتركة مع الشأن والهم العراقي، وبالاحداث والوقائع التي تخص قوى وكيانات وشخصيات لها ثوابتها الدينية ـ الاسلامية، ومبادئها السياسية والانسانية الصادقة.
والى جانب تناول حدث استشهاد مغنية من على منابر صلاة الجمعة، فإن مكتب الشهيد السيد محمد صادق الصدر في مدينة النجف الاشرف اعلن في بيان نعى فيه المجاهد الشهيد الحداد ثلاثة ايام، حيث اقيمت مراسم العزاء عن روح الشهيد مغنية من قبل فروع المكتب في مناطق ومدن مختلفة.
وسياسيا فإن كتلة الائتلاف العراقي الموحد، التي تشغل غالبية مقاعد مجلس النواب العراقي (البرلمان) وتتألف من عدة كيانات سياسية شيعية ابرزها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وحزب الدعوة الاسلامية (المقر العام)، وحزب الدعوة الاسلامية (تنظيم العراق)، وجهت برقية تعزية الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ادانت فيها "بشدة العمل الارهابي الجبان الذي طال هذا المجاهد البطل"، معتبرة "ان الحاج المجاهد مغنية لم يذهب بعيدا عن شعبه وآلام امته، وانما ذهب عزيزا عند مليك مقتدر وبقي شامخا في قلوب محبيه".
اضافة الى ذلك فإن جهات سياسية ودينية عراقية كثيرة وجهت رسائل وبرقيات تعزية الى حزب الله وعائلة الشهيد مغنية عبرت فيها عن تعاطفها ومواساتها وحزنها الشديد لفقده، وادانتها للارهاب بكل اشكاله وصوره.
الانتقاد/ العدد 1255 ـ 22 شباط/ فبراير 2008