ارشيف من : 2005-2008
"المباني الفكرية للثورة الاسلامية في ايران"
لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان ندوة فكرية بعنوان "المباني الفكرية للثورة الاسلامية في ايران" بحضور حشد من الشخصيات الفكرية والروحية والعلمائية وذلك في قاعد مسجد المصطفى في رأس العين ـ بعلبك.
بعد آيات من القرآن الكريم والنشيدين الوطنيين اللبناني والايراني تحدث المستشار الثقافي الايراني السيد محمد حسين رئيس زاده فقال: "في تقديرنا أن مباني الثورة الاسلامية في ايران أربعة: الدين ـ القيادة ـ الشعب ـ ووحدة الكلمة"، ثم شرح تفصيل كل من هذه المباني. وأشار السيد رئيس زاده إلى أن الدستور الإيراني اعتنى بهذه المباني وخصص موادّ لتنفيذها وتشييدها على الصعيد القانوني، فجعل الدين المحور الرئيسي في التشريع والقضاء والتنفيذ، وأبطل كل تشريع مخالف للإسلام، وأسس لإنجاز هذه المهمة مجلس صيانة الدستور، كما أن من مهمات ووظائف الولي الفقيه الإشراف على هذا الأمر واتخاذ القرار لمنع المخالفة.
وشدد رئيس زاده أنه "وفي طريق استمرار القيادة شُرع التصويت لولاية الفقيه وجعلها المبدأ الرئيسي في الحكم الذي منه تصدر مشروعية القوى الحاكمة في الحكومة، ولها ولاية مطلقة في إطار الدين وضوابطه، ومصالح الأمة، وأعطى للشعب دوراً رئيسياً لتضمين حضوره في جميع الساحات من التنفيذ والتشريع، واختار "الجمهورية الاسلامية" حكومة له حيث ترمز "الجمهورية" إلى شكل الحكومة وتشير "الاسلامية" إلى محتواها، وكذلك بالنسبة إلى والحدة الوطنية ووحدة الأمة الاسلامية جعل لها مواد أخرى".
وختم كلامه بالقول "اليوم يعمل الاستكبار العالمي على استهداف هذه المباني، في ساحة الإعلام والدعاية وغيرها كما بذل جهداً واسعاً وكبيراً لتحقيق انفصال الشعب عن الثورة وولاية الفقيه وإيجاد الفرقة بين الشعب الايراني وبين الأمة الاسلامية من جاب آخر، ولله الحمد لم يصل العدو إلى أهدافه".
من جهته النائب الدكتور اسماعيل سكرية تحدث عن ذكرى الثورة وأبعادها الاستراتيجية فاستهل كلامه بالقول: "الثورة الخمينية انطلقت عن عمق وانتماء الأمة ومخزونها الإسلامي فكراً وثقافة في وقت تعاظم فيه مدّ العدوان الصليبي التلمودي المستمر على المنطقة منذ قرون، والذي حطّ رحاله وتمحور في فلسطين وقدسها الشريف، بما في ذلك احتلال العراق وتدميره حماية لإسرائيل ونهباً لنفطه".
بعد ذلك تحدث النائب مروان فارس فقال: "شكّلت الثورة الاسلامية في إيران منعطفاً هاماً في المنطق الخاص بمعارف البشرية، فالمدى الذي أخذته دلالات هذه الثورة في الفكر الإنساني أخذ بسرعة هائلة في الاتساع إلى حد وصلت بموجبه المتغيرات إلى مكانة كبيرة في حيّز الوقائع العالمية الجديدة".
من جهته رأى الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك ان الثورة الايرانية ثورة الإمام الخميني هي ثورة الإنسان، وهي استجابة لنداء الوحي والرسول (ص)، فكمال الانسان وسعادته لا يكونان الا في ظل الأحكام الإلهية.
كما أشار الشيخ يزبك إلى أن منطق الحوار الذي دعا اليه الإسلام والرسالات السماوية هو المنطق الذي أخذت به الثورة الإيرانية، وهي الينابيع التي آمنت بها الثورة من أجل أن يقوم الناس بالقسط.
وقال الشيخ يزبك "بعد تقرير لجنة فينوغراد هل يبقى هناك من يشكك أن الحرب أعدتها اسرائيل بأمر اميركا، وهل يبقى هناك من يستخف بالنصر ويستهزئ به".
وعرض الشيخ يزبك أقوال الإمام الخميني عشية انتصار الثورة قبل تسعة وعشرين عاماً، وكيف واجه الإمام الخميني الشاه وزبانيته وأميركا برغم كل الحصار والتهويل العالمي، وشكّل بثورته خطراً على "اسرائيل" التي اعتبرها غدة سرطانية.
الكلمة الأخيرة كانت للقائم بأعمال السفارة الإيرانية السيد فردوسي بور فتحدث عن معاني ودلالات الانتصار والمباني المعرفية للثورة الاسلامية، وقال: أنجزنا انجازات كثيرة في الاقتصاد والثقافة والسياسة والدفاع والعلوم العسكرية، وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط لا يوجد دول أنجزت خططاً خمسية، فنحن استطعنا أن ننجز أربع خطط خمسية والآن نعدُّ لخطة عشرية ولعشرين سنة.
وختم السيد فردوسي بور كلامه بالقول إن الإمام كان أول من تنبأ بالانتصارات في المنطقة، وبضعف الكيان الصهيوني وانهيار الأمبريالية العالمية، وإن أماني الإمام الخميني تحققت بعد 29 سنة وسيتحقق المزيد من الانتصارات والانجازات.
الانتقاد/ العدد 1253 ـ 8 شباط/ فبراير 2008