ارشيف من : 2005-2008
نقطة حبر: الثائر الروحي
كان وراء الثورة الاسلامية في ايران، شخصية كبيرة لم يعرفها العالم على حقيقتها، وإنما اقتصرت معرفته بها على ما تناقلته وسائل الاعلام، المناوئة أو المناصرة للثورة، لذلك ظلّ أبرز عنصر من عناصر قوة هذه الثورة خفياً على الذين أرادوا بها سوءاً، فحاكوا لها المؤامرات من دون أن تنجح هذه المؤامرات والدسائس في القضاء على الثورة الاسلامية الوليدة، بل كثيراً ما ارتدت هذه المكائد إلى الذين دبّروها وحاكوا فصولها وتفاصيلها.
هذه الشخصية وكما هو معروف هي شخصية مفجّر هذه الثورة الإمام الخميني (قده)، وضمن قراءة هذه الشخصية لم ينجح الكثير من الدارسين في الوصول إلى البعد الأساس الذي تقوم عليه بناءات هذه الشخصية الربانية البعيدة كل البعد عن شخصية رجال وعلماء الدين النمطية. لقد ظل البعد الروحي في فكر الإمام الخميني غائباً عن متناول أعداء ومحبي الثورة والإمام، كعامل أساس في نجاح الثورة، وبقي المدى العرفاني الرحيب والآبار المعنوية الكامنة في جوف التراث الاسلامي العظيم التي تمد الإمام بعناصر قوته بعيدة عن نظر الأعداء، أما المحبّون والمناصرون فلم يدركوا الأبعاد والمسافات التي وصل اليها قائدهم في عالم العرفان والتوحيد. يقول الإمام الخميني (قده) في كتابة الرائع "الآداب المعنوية للصلاة" شارحاً عبارة "أشهد أن لا اله إلا الله": وهي أن يتجلى التوحيد الفعلي للحق في القلب، ويدرك بسره الباطني حقيقة هذه اللطيفة، وينقطع عن سائر الموجودات وينفصل عنها...
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد1253 ـ 8 شباط/ فبراير 2008