ارشيف من : 2005-2008
العجائب الـ 14 في معراب!!
محاوراً وهو لا يفقه شيئاً في عالم الحوار. وفرنجية انتهى. زعامته انتقلت الى سمير فرنجية. ومخايل الضاهر "أكل الدهر عليه وشرب"... "لم يبق غيرنا يا شباب" ... بهذه السذاجة يخاطب سمير جعجع جمهوره، وبهذه السذاجة يتوجه الى الرأي العام اللبناني فيقول:"الحل عندي ... ولا حل الاّ بالنصف زائداً واحداً".
الرجل يريد اشعالها كيفما كان. الفتيل جاهز وحزمة الديناميت جاهزة وبإمكان عود الثقاب ان يولّع الدنيا.
رجل معراب لا يرتاح الى السلم والاستقرار والهدوء. يعشق "الأحمر" بل مهووس به. يغتبط بمشهد الجثث المقطّعة والهامدة، وبمشهد بيروت وهي تحترق داخل مربعات خطوط التماس، وبمشهد التوابيت المحمولة الى ذوي الضحايا... و"من شبّ على شيء شاب عليه".
البعض يقول انه يزايد وانه يهدف من خلال هذا الطرح الى الضغط على المعارضة.لا. فمساره الميداني بعد خروجه من السجن لا يبرئ لسانه. "يوم الثلاثاء الأسود" ما يزال في الذاكرة، وتهديداته بالحسم الدموي مرات متتالية لم تكن مناورة، والعرض الذي قدّمه الى بكركي لحمايتها أمنياً ضد "الموارنة" يؤكد مدى رسوخ الذهنية الميليشيوية في شخصيته.
وسمير جعجع لا تعجبه المقاومات الأخرى خصوصاً تلك التي تقاوم الاحتلال الاسرائيلي. وهو يرفضها ويُدينها ويُحمّلها مسؤولية "خراب البصرة". لا تُعجبه سوى المقاومة التي قادها الى اهدن فالكرنتينا وبكفيا والشوف وشرقي صيدا فالى اليرزة والقصر الجمهوري.
مقاومته:" أعرف عدوك ... السوري عدوك".
وتحت هذا الشعار، ذهب الى القرداحة للتعزية بباسل الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.
تحت هذا الشعار، كان يفعل ما يحلو له ويقول ما لا يقال. لا يقف عند ثوابت وطنية ولا عند مبادئ عقيدية... فبيروت الشرقية "عقار ميليشيوي" دمغه باسمه. وكم هو يتشوّق ويحنّ الى استعادة هذا العقار مجددّاً.
سمير جعجع مشكلته وعقدته وهوسه الجنرال ميشال عون لا غيره.
ولا يعرف كيف يضرب هذا الرجل وينهيه ويرتاح منه.
ماضي القتل الجماعي والتهجير الجماعي والاغتيالات والخوّات والتشبيحات...لا يعذّبه. ما يعذّبه هم حلم السيطرة على بيروت الشرقية لينتقم من الجميع. تارة يلجأ الى قمع "العصيان المدني" مصادراً دور الجيش وقوى الأمن الداخلي، وتارة يعرض الحمايات الميليشيوية على المرجعيات والمؤسسات الدينية، وتارة أخرى – وبالفم الملآن – يطالب جماعة 14 شباط بفتح أبواب نار جهنم باعتماد صيغة النصف زائداً واحداً.
وهو في كل هذا التجوال الميليشيوي، لا يروح عن باله "الشبح العوني المرعب". يدور ويعود الى الجنرال ميشال عون ليصبّ عليه حقده المزمن، ويصفه بأخلاقيات ميليشيوية متناسياً أنه ابن مؤسسة عسكرية وطنية عريقة لا تنطبق عليه لا من قريب ولا من بعيد المواصفات والتوصيفات الميليشيوية.
دعته واشنطن الى زيارتها إنما من دون أخذ صور تذكارية. لكنه اشترط أن يكون هناك تصوير "هوليودي" غير شكل واعلامي كامل. ويُقال ان المشكلة تمّ تجاوزها بسلام.
معلوم أن القانون الأميركي يمنع أيّ شخص غير أميركي محكوم في بلده الأم قضائياً من دخول الأراضي الأميركية. وهذا القانون أصبح أكثر تشدّداً بعد أحداث 11 أيلول 2001. فلماذا خرقت ادارة بوش القانون الأميركي؟ ولماذا اختارت سمير جعجع؟
هل ان ذلك هو من باب مكافأته على موقفه من حرب تموز 2006؟ أم نكاية بالجنرال عون؟ أم لاستخدامه في مشاريع جديدة مثلما استخدمته عام 1990 وبعد ذلك أودعته السجن لفترة احد عشرة عاماً واربعة أشهر؟ أم للأسباب كلها؟
من مفرقعاته الأخيرة أنه تحدّى سيّد المقاومة اللبنانية أن يناظره تلفزيونياً غير آبهٍ بالمثل القائل:" إذا أبتليتم بالمعاصي فاستتروا".
ماذا لو تنازل – لا سمح الله – السيّد حسن نصرالله عن مستواه المقاوماتي البطولي الشريف وقبِل التحدّي واستعرض في المناظرة التلفزيونية أحكام القضاء اللبناني على سمير جعجع. ... بماذا سيجيبه الأخير؟ ... بالتأكيد، سيقول له أنه تلك الأحكام صدرت بأمر اليوم السوري. وعلى افتراض ان السيّد نصرالله سايره في ادعائه وسأله "اليوم، الدولة دولتك، والعدلية بين يديك، والقضاء خاتم لبيك"... فلماذا لا تبرئ نفسك قضائياً وتُسقط عنك الأحكام الجزائية؟"
المصدر: موقع التيار الوطني الحر "TAYYAR.ORG"