ارشيف من : 2005-2008
مشروع القرار الفرنسي البريطاني الأميركي ضد إيران يلقى اعتراضات صينية روسية
باريس ـ نضال حمادة
يلقى مشروع القرار المقدم من قبل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي الإيراني، عقبات حقيقية من جانب الصين وروسيا حسب مصادر مطلعة في العاصمة الفرنسية باريس، التي عقد فيها السفير الإيراني مؤتمرا صحافيا تناول فيه تقرير وكالة الطاقة الذرية الأخير حول ملف بلاده النووي. ففي معلومات لـ"الانتقاد" من مصادر فرنسية، يلقى مشروع القرار المقدم ضد إيران من كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة اعتراضات كبيرة من الصين وروسيا. وقالت المصادر إن شكل وحجم الاعتراضات المقدم يجعل مشروع القرار فارغا من أي معنى، إذا لم ينسفه من الأساس. وفي وصف لتقاسم الاعتراضات قالت المصادر إنه أشبه بتقاسم أدوار، حيث تعترض روسيا على أي فقرة تشير من قريب او بعيد إلى فرض حظر على بيع الأسلحة لإيران، وترى أن ذلك يجعل منها الخاسر الأكبر، فيما تصدر الولايات المتحدة السلاح في جهات الأرض الأربع، وتسعى فرنسا للحذو حذوها مع كل البلدان التي زارها مؤخرا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. أما بالنسبة الى الصين، فتقول المصادر ان الصينيين يعترضون بقوة على فقرات في مسودة المشروع تشير إلى حظر على حرية تحرك الأموال والمعاملات المصرفية مع إيران، إضافة إلى الاعتراض على فقرة تتضمن منع شركات التأمين العالمية من التعاون مع التجار الإيرانيين. وتعلل الصين اعتراضها بالحجم الكبير للتبادل التجاري بينها وبين إيران، فضلا عن عقود النفط والغاز التي أبرمتها الشركات الصينية مؤخرا مع إيران.
في هذا الوقت عقد السفير الإيراني في باريس علي آهاني مؤتمرا صحافيا في مبنى السفارة الإيرانية تناول فيه تقرير البرادعي والعلاقات مع الغرب، فأكد ان التقرير الأخير لوكالة الطاقة الذرية أتى في مصلحة إيران التي أجابت عن كل الأسئلة التي طرحتها الوكالة، ولم يعد هناك أي شيء مهم يمكن ان يكون موضع تساؤل او خلاف. معتبرا أن هذا الملف أصبح خارج نطاق البحث في مجلس الأمن، وهو بين يدي الوكالة التي يتعرض مديرها منذ أشهر طويلة لضغوط كبيرة. وفي جوابه عن سؤال حول الرد الإيراني اذا ما أصرت الدول ـ فرنسا وبريطانيا وأميركا ـ على تقديم مشروع قرار الى مجلس الأمن، قال أهاني إن الإيرانيين سوف يمنعون الشركات الفرنسية من الحصول على أي عقد في بلادهم.. معتبرا ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ينتهج سياسة أطلسية تبعية لأميركا. ومشيرا إلى ان إيران تشعر بالخطر من وجود القاعدة البحرية الفرنسية في الإمارات التي لا تبعد كثيرا عن الشواطئ الإيرانية. متسائلا: كيف يطلبون تعاون إيران في ملفات المنطقة الأخرى ويسعون لحصارها عبر مجلس الأمن.
الانتقاد/ العدد1256 ـ 29 شباط/ فبراير 2008