ارشيف من : 2005-2008

نقطة حبر: وفي الأربعين.. هنيئاً لك

نقطة حبر: وفي الأربعين.. هنيئاً لك

وفي الأربعين.. هنيئاً لك يا حاج عماد، هنيئاً لك الرضوان، هنيئاً لك جوار إمامك وحبيبك، بل هنيئاً لك جوار ووصال الحبيب الحقيقي بعد السكن في بيت الأحزان الذي أودعته صدرك كحال يعقوب (عليه السلام). هنيئاً لك السلطنة بدل المحنة، وعز الوصال مكان ذل الفراق، هنيئاً لك الحصاد بعد مواسم الخير والجهاد التي بذرت بذورها بعرق الجبين، وسقيت شتولها بماء القلب، وحميت سياجها برموش العين.
هنيئاً لك المواسم والقطاف، قطاف القلب الذي نقيته من أدران التعلق بالدنيا، وطهرته من النظر إلى غير الله، فبطشت بعفاريت النفس الأمارة بالسوء قبل بطشك بالأعداء الصهاينة.. وكأن بطشك بالعدو الداخلي كان مقدمة وشرطا لازما وضروريا لسحق الأعداء الخارجيين! لقد تطهرت من صدأ الطبيعة، وتحررت من حبائلها، وتزينت بجواهر ولآلئ اليقين والإخلاص والتوكل والصدق والكرم والمروءة والفتوة، فنعمت ببركة الفيوضات الإلهية في الدنيا، وحظيت بلقاء الحبيب في آخرتك، فهنيئاً لك في الأربعين من هذا العام الذي استشهدت فيه وفي كل أربعين.
سلام عليك يوم وُلدت ويوم جاهدت في الله حق الجهاد ولم تخشَ فيه لومة لائم، ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.. ويا أيها الفاني عن نفسه، مرة أخرى هنيئاً لك قلبك الأبيض كبياض الثلج إذ يطلع عليه القمر، وهنيئاً لك فتح الأبواب.
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد1256 ـ 29 شباط/ فبراير 2008

2008-02-29