ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة: .. في محكمة الضمير
استفاق الضمير العالمي فحكم على "اسرائيل" أنها مجرمة حرب، ارتكبت حرب ابادة منظمة وجرائم ضد الانسانية في حربها ضد لبنان في تموز ـ آب 2006.
الحكم هذا لا يعني اننا سنشهد قادة العدو وجنرالاته وضباطه وجنوده يساقون الى المحكمة لينالوا الجزاء العادل الذي يستحقونه جراء ما ارتكبوه من قتل متعمد بحق الاطفال والشيوخ والنساء.. من ابناء وطننا، بل هو حكم امام شعوب العالم لعل ضميرها يستفيق، فلا تبقى في موقع المشاهد فقط، ولتعرف من الجاني ومن الضحية، وربما عندما تنهض هذه الشعوب ضد الظالمين تجد الحكم امامها مدوناً في أولى صفحات التاريخ.. فتنفذه دون خوف من اميركا ومن معها.
وحقيقة ان هذا الحكم لن يضاف الى سجلات المحاكم الجنائية ولن يدون على ابواب قصور العدل.. ولن يلقى عناية النظام الدولي، ولن يلاحق المجرمون المدانون فيه من الانتربول الدولي، لا يغير من جوهره شيئاً، بل يضيف ايضاً الى لائحة المدانين، لائحة اخرى تطول لتشمل كل من رعى الارهاب الاسرائيلي داعماً بالسلاح ومتواطئاً بالموقف ومتغاضياً عما ارتكبه، وناكراً للحقيقة..
ولكن سؤالاً طرح على هامش صدور الحكم من بلجيكا، اذا كان الحكم الصادر عن محكمة الضمير لا قيمة فعلية له، فلماذا منعت بعض الدول قضاة متطوعين من السفر الى بروكسل، ولماذا منعت بلجيكا عن عدد غير محدود من الشهود الحضور الى المحكمة، ولماذا حوصرت هذه المحكمة اعلامياً، مع انها ضمت عدداً من القضاة الكبار، وشاركت فيها لجنة من المحامين البلجيكيين للدفاع عن المجرمين الصهاينة..
هذا له معنى واحد، أن هناك الكثير في هذا العالم لا يريدون أن تسجل اسرائيل كنظام ارهابي.. كما انهم لا يريدون لصوت الضمير ان يصل الى ضمائر الشعوب.
الحكم صدر.. والتاريخ سجّل ان اسرائيل مجرمة ومدانة، والعقاب يتكفل به المستقبل.
امير قانصوه
الانتقاد/ العدد1256 ـ 29 شباط/ فبراير 2008