ارشيف من : 2005-2008

باختصار: صبر كوندي

باختصار: صبر كوندي

يبدو أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد ملّت من كثرة ما نفد صبرها مع العالم ولا ندري في كل مرة ينفد صبرها كيف ومن أين تعيد ملأه من جديد.
آخر صبر نفد من كوندي هو صبرها وصبر إدارتها على كينيا، وكم كانت ترغب لو أنها وجدت في كينيا ما لاقته في لبنان، حين تنطح رئيس الحكومة عندنا ليشكرها على صبرها على عدم سكوتنا على مجازر العدو بحقنا، وعلى تفضلها بعدم إعلانها بنفاد صبرها علينا.
بيد أن حقيقة الأمور هي أنه في كينيا استطاعت رايس أخذ زمام المبادرة وإعلان نفاد الصبر، أما عندنا في لبنان فالأمر مختلف لأنه لم يكن بيدها حيلة بسبب الصمود التاريخي للمقاومة بوجه العدوان الاسرائيلي الأميركي العالمي علينا، وبالتالي فإنه لم يكن لنفاد صبرها من قيمة تذكر.
أما الشكر على عدم نفاد الصبر فقد تبيّن، وكما توضحت الصورة بعد العدوان، أنه كان بسبب تقاعس فريق عن القيام بما كان مطلوبا منه خلال العدوان، أو لنقل بصراحة بسبب عدم جرأته على القيام بما طلب منه.
أياً يكن من أمر فالثابت أن صبرنا نحن بدأ بالنفاد من رايس ومعلميها وأدواتها في المنطقة، وحين ينفد صبرنا فطريقة ملئه تختلف كثيرا عن الطريقة التي تعيد فيها إدارة البيت الأبيض ملء صبرها.
فحذار...
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1256 ـ 29 شباط/ فبراير 2008

2008-02-29