ارشيف من : 2005-2008
استطلاع مركز بيروت: العداء لـ"اسرائيل" لم تبدله الانقسامات
ـ 61 بالمئة يؤيدون رد حزب الله على جريمة اغتيال مغنية
ـ 85 بالمئة يؤيدون إسقاط الكيان الصهيوني
مرة جديدة يثبت غالبية اللبنانيين مع مختلف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية أنهم الى جانب المقاومة، وما استطلاعات الرأي سوى واحدة من هذه الدلائل.
وفي آخر استطلاع أجراه مركز بيروت للأبحاث والمعلومات ما بين التاسع عشر والثاني عشر من شهر شباط 2008 اظهر أن غالبية اللبنانيين تؤيد حق الرد لحزب الله على عملية اغتيال الشهيد عماد مغنية، وان "إسرائيل" خرقت الحدود الطبيعية للصراع، فضلا عن ذلك فقد حازت المقاومة ثقة مختلف الشرائح اللبنانية بقدرة حزب الله على الرد على جريمة الاغتيال وبإمكانية إسقاط الكيان الصهيوني، كما أشار الى ذلك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والسبب يعود الى الثقة المطلقة التي أعطاها الجمهور اللبناني لكلام السيد نصر الله في هذا المجال.
وفي قراءة لهذه النتائج تبين أن غالبية اللبنانيين يكنون العداء للكيان الصهيوني، وان التوجهات الأساسية للصراع معه لم تتغير، بالرغم من الانقسامات السياسية التي يشهدها.
بعد أن أنهى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمته خلال تشييع القائد الشهيد عماد مغنية، في الرابع عشر من شباط (2008) بادر رئيس مركز بيروت للأبحاث والمعلومات عبدو سعد الى القيام باستطلاع للرأي لمعرفة تداعيات هذا الخطاب على الرأي العام اللبناني، وموقف الجمهور من حق حزب الله في الرد على عملية الاغتيال وإمكانية إسقاط الكيان الصهيوني.
وأظهر الاستطلاع أن غالبية اللبنانيين (61 بالمئة) يعطون حزب الله حق الرد على اغتيال الشهيد مغنية. وفي قراءته لهذه النتيجة رأى سعد في حديث لـ"الانتقاد" أن "النتيجة لم تفاجئه، لكن ما أثار اهتمامه هو تأييد المسيحيين لحق الرد، وخاصة ان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان لم يمض على انتهائه سوى سنة ونصف السنة، مع ما حملته هذه الحرب من دمار ومآس". ويشير سعد الى "نقطة مهمة لفتته، وهي أن الذين أعطوا حق الرد يعتقدون أيضا أن هذا سيؤدي الى حرب جديدة وهم مستعدون أن يتحملوا تبعاتها. فضلا عن أن هؤلاء يدركون أن رد حزب الله سيكون قاسيا ويضع "إسرائيل" أمام خيارات صعبة"، ويقول سعد: "إن ثقة هؤلاء بقدرة حزب الله على الرد جاءت على خلفية نتائج الحرب السابقة ونتائج تقرير فينوغراد الذي أكد أن المقاومة انتصرت في حرب تموز 2006 وان "إسرائيل" انهزمت".
وأظهرت الدراسة أيضا أن نحو 64 بالمئة من اللبنانيين اعتبروا أن "إسرائيل" خرقت الحدود التقليدية للصراع، وهذا برأي سعد "إدانة لبنانية واضحة لـ"إسرائيل" بعملية الاغتيال".
وحول رد حزب الله على الجريمة، اظهر الاستطلاع توقع غالبية اللبنانيين (61,6 بالمئة) أن الرد لن يكون على أهداف مدنية، وهذا يدل على ثقة عالية بقدرة حزب الله العسكرية، وقدرته على الرد ووصوله الى أهداف غير مدنية، وان له يد طويلة في ضرب أهداف عسكرية.
وكان من الطبيعي أن يظهر الاستطلاع أن أكثرية اللبنانيين (نحو 53 بالمئة) لا تعتقد بأن حكومة فؤاد السنيورة ستقف الى جانب المقاومة إذا حصلت حرب جديدة، لأن "اللبنانيين يعتقدون أن حكومة السنيورة لم تقف الى جانب المقاومة خلال عدوان تموز 2006، فضلا عن اتهامات حزب الله لحكومة السنيورة بالتواطؤ مع "إسرائيل"".
لكن السؤال البارز الذي أورده الاستطلاع هو هل تؤيد العمل على إسقاط الكيان الصهيوني؟ كانت نتيجته بالغة في الاهمية، حيث أيد 85 بالمئة هذه الفكرة. وفي هذا المجال يقول سعد ان "الجواب يستبطن ثقة عالية بكلام السيد نصر الله، لأنه عوّد الناس على الصدق، وليس عنده لغو في الكلام، بل هو واضح وصادق بما يقوله وصادق في وعده". وأشار الى أن "الذين قالوا ان الكيان الصهيوني في طريقه الى السقوط كما قال السيد نصر الله (56 بالمئة) استحضروا تداعيات حرب تموز وتذكروا نتائج تقرير فينوغراد".
ويختم سعد الحديث بالقول: "برغم الانقسامات اللبنانية، والسجالات التي تشهدها الساحة الداخلية، فإن ثمة قناعات وطنية لم تستطع المعطيات السابقة النيل منها، حيث أن العداء تجاه "إسرائيل" متأصل داخل المجتمع اللبناني، وان التوجهات الأساسية تجاه الصراع مع هذا الكيان لم تتغير تقريبا".
مصعب قشمر
الانتقاد/ العدد1256 ـ 29 شباط/ فبراير 2008