ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الأربعاء: "بيت العنكبوت" يقض مضاجع الصهاينة
من مناسبات العدو: عيد البوكيرا
يحتفل اليهود في كيان العدو ـ وفي خارجه ايضا ـ اليوم بعيد الاسابيع، الذي يحمل اسماء اخرى يشتهر بها، ومنها "عيد نزول التوراة، وعيد الاسابيع، وعيد البواكير)، ويأتي هذا العيد بعد مرور سبعة اسابيع على عيد الفصح بحسب تقويمهم.
في الماضي، كان اليهود يعمدون الى تقديم بواكير محاصيلهم الى الكهنة الذين يخدمون الهيكل، ومن هنا يأتي تسميته ايضا بعيد "البواكير"، وهذا ما يحصل حاليا ايضا في عدد من المستوطنات والكيبوتسات الزراعية في إرجاء الكيان الغاصب، حيث يحتفلون بذلك بشكل رمزي، وفي محاكاة للعادات القديمة التي لم تعد قائمة.
يعرف العيد اليهودي ايضا بعيد العنصرة، والمقصود به التجمع الذي كانت تشهده ساحات الهيكل قبل بدء الاحتفالات الدينية، التي لم تعد قائمة، وحاليا، يقدم اليهود في عدد من الكنس على تلاوة اجزاء خاصة من التوراة، وتحديدا ما يتعلق بالحصاد، على ان تختتم بذكر النبي داوود (ع)، اذ يعتقد اليهود انه توفي في هذا اليوم تحديدا.
ويعقد اليهود بعد سقوط القدس واحتلالها صلوات خاصة بما يسمونه حائط المبكى، ويقومون بتزيين الشوارع وداخل الكنس، بالازهار والاغصان التي تدل على العيد، المرتبط بالحصاد.
تشومسكي سيحاضر في بيرزيت عبر الفيديو
قرر المفكر الأميركي نعوم تشومسكي إلقاء محاضرته المقررة في جامعة بيرزيت عبر الدائرة الفيديوية من عمان ـ ستنقلها قناة الجزيرة مباشرة ـ بعد قرار العدو الصهيوني منعه من الدخول إلى الأراضي المحتلة.
وأكد مرافقو تشومسكي أنه لن يكرر محاولة العبور عبر جسر اللنبي.
المصدر: "هآرتس – عاموس هرئيل"
"ربما احتفالات حزب الله بالانتصار بعد خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان ـ قبل عشر سنوات ـ ساهمت في اندلاع الانتفاضة الثانية. وربما أيضا مشهد جنود جيش لبنان الجنوبي وهم يهربون مع أفراد عائلاتهم مس بقدرة الردع الإسرائيلية، ومع ذلك كان يجب أن ينتهي احتلال جنوب لبنان.
إن الهيجان الإعلامي في الذكرى السنوية العاشرة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في 24 أيار ، كان سابقا لأوانه بل إن بعض الصحف استبقت المناسبة بثلاثة أسابيع. من الصعب الاعتقاد أن هذا الأمر سوف يتكرر في آب، الذكرى السنوية الخامسة لفك الارتباط عن قطاع غزة. إن الضباط الذين قادوا عملية إخلاء غوش قطيف وشمالي السامرة وعلى رأسهم رئيس الأركان الأسبق "دان حالوتس" واللواء في الاحتياط "دان هرئيل"، لن يقفوا أمام الميكروفونات كما يفعلون الآن قادة الانسحاب من لبنان.
إن الانسحاب من لبنان ما يزال يعتبر خطوة مبررة، رغم اندلاع الحرب في الـ2006 ورغم الادعاءات القائلة بأن الانسحاب المتسرع، كشف عن ضعف المجتمع الإسرائيلي (بيت العنكبوت كما وصفه أمين عام حزب الله (السيد) حسن نصر الله في خطاب بنت جبيل بعد يومين من انسحاب الجيش الإسرائيلي). أيضا ترك الانسحاب من لبنان طعما مرا، لكنه لا يوازي الأزمة التي نشأت في الجمهور نتيجة اقتلاع 9000 مستوطن من بيوتهم. في لبنان لم تتم عملية إخلاء يهود من بيوتهم ولم يتم التخلي عن مواقع استيطانية تاريخية . في العام 1982 طرحت الفكرة للحظات إقامة مستوطنات هناك، لكن حتى في هوامش هلوسات اليمين، أدركوا أن هذا الامر مبالغة . أيضا حتى لو تم دفع مشاهد عناصر جيش لبنان الجنوبي الذين تم التخلي عنهم، ففي نهاية الأمر يتعلق الأمر بعرب.
إن الانسحاب من لبنان ما يزال يوصف بالانسحاب الشجاع. لقد خرجنا من لبنان بليلتين من دون أن يصاب أي جندي بخدش، رغم أنه من غير الواضح فيما إذا كان حزب الله يومها كان ينوي فعلا مطاردة المنسحبين أم أنه اكتفى بالاحتفالات المهينة في قلعة الشقيف لاحقا.
ما يزال أيهود باراك محق الذي كان آنذاك رئيس الحكومة، إذ أدرك يومها أن الإسرائيلي العادي يعتقد بأن استمرار الإحتفاظ بالمنطقة الأمنية لا جدوى منه، وإن إسرائيل علقت في لبنان فقط من قوة النية في ابقاء الوضع على ما هو عليه، إلى أن جاء باراك وقطع هذه العلاقة الواهنة. وفي نظرة إلى الوراء فإن السؤال الكبير كما قال باراك هذا الأسبوع هو لماذا لم يحدث هذا قبل عشر سنوات.
في سنوات التسعينات كان لبنان المشكلة المشتعلة والنازفة على جدول الأعمال الأمني، لكن مستوى أضرارها كان يبدو متواضعا، بالمقارنة مع ما اتى لاحقا الانتفاضة الثانية التي فتحت في أيلول/ سبتمبر العام 2000 وحرب لبنان الثانية في الـ2006 . لقد خلد لبنان معايير قتالية إشكالية داخل الجيش الإسرائيلي، وأهدرت اهتمامات حيوية أخرى. لقد أدرك باراك أن المعركة خاسرة وأن اهراق الدم سنويا لجنود الجيش، لا يخدم أي هدف حقيقي. لقد اتخذ قرارا منطقيا وأكتمل معه سياسيا، وأعلن أنه ينوي الخروج من لبنان في غضون سنة من تاريخ أداء حكومته القسم، وكان هذا في 1 آذار 1999 بعد يوم على موت العميد ايرز غرشتاين الذي قتل نتيجة عبوة ناسفة زرعها عناصر حزب الله. بعد هذا الإعلان بدأ يميل الميزان لصالحه في السباق مقابل بنيامين نتنياهو، والذي انتهى بانتصاره في الانتخابات بعد شهرين.
في الذكرى السنوية هذا العام أجرت القناة الثانية مقابلة مع قائدين بارزين خدما في لبنان هما العميد في الاحتياط "شموئيل زكاي" والعميد "تشيكو تامير". وما برز في هذه المقابلة هو إحباط القادة من غياب دعم المجتمع الإسرائيلي لتضحيات المقاتلين في لبنان، وقال أحدهم "لو كان الجمهور قويا لكانت الأمور مغايرة، ولكنا بقينا هناك الى الابد". لكن ما الذي كنا سنحققه لو بقينا هناك؟ هذا ما لم يقله زكاي وتامير . إن الاسف والانتقادات للخروج من لبنان بقيت من ارث اليمين وبعض الضباط المعدودين. لقد فرض باراك على الجنرالات الانسحاب الأحادي الجانب ، ولكن اليوم يعترف الكثيرون منهم بأنه كان محق.
إن تامير نفسه في كتابه حرب من دون وسام (اصدار وزارة الدفاع )، يصف الجيش الإسرائيلي في لبنان بأنه كان جيشا ثقيلا، لم يفهم ما يحدث وادار هناك حرب استنزاف من دون قدرة على الحسم، وفي بعض الاحيان كان الجيش مصاب بالشلل في ظل الخوف من سقوط الضحايا وردة فعل المواطنين على الخسائر، وهي الظاهرة التي كررت ذاتها في الـ2006 . وكتب تامير أيضا أن الوجود في لبنان كان فشلا منظوماتيا أدى بالجيش الإسرائيلي الى الانسحاب احاديا وبشكل متسرع ومن دون جدول أعمال أمني أو سياسي.
قائد كبير آخر هو العميد في الاحتياط "جيورا عنبر" وصل الى استنتاج مفاده أنه ساد في منطقة الحزام الأمني تناسب مطلق. وأضاف ان النجاح التكتيكي ليس فقط أنه لم يؤدي الى النتائج الايجابية، بل إنه أحيانا أدى الى انهيار منظوماتي. ووصف عنبر المستنقع اللبناني بالقول "إن كتيبة جولاني كانت تخرج الى عملية أهميتها هامشية، وكانت المدرعة تصعد على العبوة الناسفة بسبب خطأنا ويسقط لنا ثمانية قتلى. كنا نشعر أنه يجب الرد والقصف، وردا على ذلك كان حزب الله يطلق الكاتيوشا ويقتل المدنيين في الجليل . وأضاف إن الوجود في الحزام الامني لم يضف لنا شيئا. إن منطقة الحزام الامني لم تكن عميقة بما يكفي لكي تؤمن لسكان الشمال الحماية من صواريخ الكاتيوشا( بل حتى من القاذفات القصيرة المدى التي كان يمتلكها حزب الله)، في حين أن حزب الله لم يولي اهتماما كبيرا لمسألة التسلل الى داخل المستوطنات على طول الحدود.
لا شك أنه كان هناك عيوب في الانسحاب. ربما احتفالات حزب الله بالانتصار، ساهمت في تكوين القناعة الخاطئة لدى الفلسطينيين بأنه يمكن أن ينجحوا في طرد إسرائيل من الضفة الغربية، وهكذا ساعدوا في اندلاع الانتفاضة الثانية. إن الدولة بذلت جهودا هائلا في استيعاب لاجئي جيش لبنان الجنوبي، الذي سيذكرون في الشرق الأوسط، كيف تجمع ألفي جندي من جيش لبنان الجنوبي مع افراد عائلاتهم مرعوبين حول الجدار الطيب. والإستنتاج الحتمي هو أن إسرائيل هكذا تتخلى عن حلفائها.
ومع ذلك كان يجب أن ينتهي احتلال جنوب لبنان. من دون أي شرعية دولية، ومن دون أي هدف سياسي، ومن دون أي خطة عسكرية بعيدة المدى، مع حد ادنى من محاولات مواجهة مخاوف سكان جنوب لبنان ـ إنها كانت حرب لا يمكن الانتصار فيها، وكان من الأفضل وقفها.
الخطأ
إن المأساة اللبنانية وصلت إلى نهايتها، وإسرائيل حددت سقفا عاليا جدا والرد في العمق اللبناني" هذا ما تعهد به باراك مع خروج آخر جندي من جنوب لبنان . هذا التعهد لم ينفذه، وهنا من يقول أنه هنا تكمن بذور الفشل في العام 2006.
إن المأساة اللبنانية، تبين أنها بعيدة من أن تنتهي. في 7 تشرين الأول عام 2000 وبعد أقل من خمسة أشهر على الانسحاب، هاجم حزب الله دورية عسكرية في هار دوف (مزارع شبعا) وقتل ثلاثة جنود وخطف جثثهم. كان الرد الإسرائيلي رمزي : قصف محلي وبعدها مفاوضات متواصلة لاستعادة الجثث. هذا هو خط الافق اللبناني. لم تحافظ اسرائيل على ميزان الردع، مقابل اعتداءات حزب الله، بل ان المجتمع الدولي بقي جانبا رغم الانسحاب الكامل من المنطقة المحتلة. وغداة عملية الخطف في هار دوف أجرى باراك جولة في الحرمون وفي لقائه مع الضباط وجه له آنذاك قائد الفرقة 91 موشيه كابلنسكي انتقادات حادة" أنت تعهدت ونحن تعهدنا باسمك أمام سكان الشمال، إذا ما حصل شيء هنا بعد الانسحاب فإن أرض لبنان سوف تهتز".
وحصل مع باراك نفس ما حصل بعد خمس سنوات مع اريئيل شارون، بعد عملية فك الارتباط. رغم الدعم العالمي ، حددت القوة النارية التي يمكن أن يفعلها بعد الانسحاب. إن دخول قوات الجيش الاسرائيلي مرة أخرى الى المناطق التي تم الانسحاب منها ، كان يفسر كإعتراف بخطأ الانسحاب. والعبرة التي تم استخلاصها لدى غالبية الإسرائيليين من كلا الانسحابين الاحاديي الجانب أنه لا يمكن الاعتماد على الخصم وأن أي منطقة يتم الانسحاب منها ، سوف تستخدم مستقبلا لإطلاق الصواريخ.
إن لدى باراك مبررات معقدة، لكنها ليست مقنعة ابدا، بخصوص قراره بالرد المكبوح على عملية الخطف في هار دوف. لقد مضى تسعة ايام على اندلاع الانتفاضة الثانية في المناطق، وفي أعقابها جاءت اضطرابات تشرين لعرب إسرائيل. وحدث الخطف بعد ساعات معدودة من انسحاب الجيش الإسرائيلي من قبر يوسف في نابلس، وتحت نيران الهجمات الفلسطينية. إن منسوب الرعب لدى الإسرائيليين ارتفع وباراك خشي من فتح جبهة ثانية في الشمال.
في ظل الكبح والهدوء بنى حزب الله خط مواقع له على طول الحدود، استخدمها كمكان مريح لعملية خطف الجنديين والتي ادت الى اندلاع الحرب في الـ2006 . بذات الوقت بنى منظومة صاروخية واسعة اطلقت باتجاه اسرائيل خلال الحرب. إن حساب النفس بعد الحرب، تضمن انتقادات كثيرة للسياسة الإسرائيلية التي بنيت عبثا على أمل أن تصدأ صواريخ حزب الله في مخازنها. عمليا تحدث الآن عملية مشابهة جدا وأخطر بنتائجها منذ حرب لبنان الثانية، لقد تزود حزب الله بأكثر من 45 ألف صاروخ من بينها ما يغطي كل الأراضي الإسرائيلية، وأيضا هذه المرة تجلس إسرائيل بصمت وهدوء، رغم اللهجة الكلامية التصعيدية لقادتها، إلا أن إسرائيل تقلل من عملياتها الهجومية من اجل إحباط تسلح العدو. وسجل استثناء لذلك بمهاجمة المفاعل النووي في العراق في العام 1981 والمنشأة النووية في سوريا في العام 2007 ، عندما تم تفعيل نظرية بيغن التي تبرر هذه المبادرة من اجل إحباط التهديد النووي.
الى جانب تحطم الردع مقابل حزب الله ، تخلى الجيش الإسرائيلي عن جمع المعلومات الاستخبارية (تحديدا على المستوى التكتيكي على طول الحدود)، إذ خصص قوات وموارد صغيرة جدا من اجل حراسة الحدود وعدم الاهتمام بالتحضير للجولة القادمة في لبنان. على كل هذا دفع ثمنا باهظا في ال2006.
بعد الحرب
من الصعب جدا ان تجد علاقة مباشرة بين الانسحاب قبل عشر سنوات وبين الوضع الحالي على الحدود اللبنانية. إنها بالواقع حرب واحدة طويلة، متدحرجة، كان الانسحاب فيها نهاية المعركة الثانية فيها، والحرب في الـ2006 كانت المعركة الثالثة. أما اليوم فيستعد الجانبين للمعركة الرابعة. إن مناقشة الوضع في لبنان عام 2000 بعيدا عن العواطف والذكريات المرتبطة به ليس واقعيا خاصة في وضع الـ2010. لا يوجد في ذلك الانسحاب جذور مشكلتنا اليوم ويبدو أنه لم يستخلص منها العبر لمواجهة التهديد الآني من الشمال. إن التحدي الذي يقف في وجه الجيش الإسرائيلي الآن ليس عبارة عن هجمات حرب عصابات على جندي في موقع داخل حزام الحماية المشبوه، بل إنه تطور لمعركة قد تتضمن سقوط آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية.
بنظرة الى الحدود الآن ، يبدو أن الخطر الآني للحرب قد خف قليلا، بعد عدة أشهر من التوتر والتهديدات المتبادلة في مثلث "إسرائيل" سوريا لبنان. إن الكثير من ذلك يرتكز على الردع الذي تحقق بواسطة القوة الكبيرة التي فعلها الجيش الإسرائيلي عبر الهجمات الجوية في المعركة السابقة. إن العميد "إيتان برون" رئيس مركز التفكير العسكري قال هذا الأسبوع خلال محاضرة له في معهد فيشر أنه في مفاهيم كثيرة، فإن الطرف الثاني اعتقد أننا جننا في الحرب بلبنان وفي عملية الرصاص المسكوب في غزة".
لكن لبنان من الممكن أن يشتعل نتيجة ما يحدث في الجبهة الأساسية والنضال المتواصل لكبح البرنامج النووي الإيراني. وفي هذا الحال، هناك شك في أن تكون ردود الجيش الإسرائيلي جيدة، رغم التحسن الكبير منذ العام 2006,
إن السؤال الأساسي في الشمال الآن هو كالتالي: كيف تحذر "إسرائيل" من أن لا تكرر الخطأ وأن لا يحدث في هذه السنة أو السنة القادمة نفس أخطاء الـ2006 ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يديعوت احرونوت": نجاح إيراني بلا أثمان.. ولا عقوبات عليها
المصدر: "رون بن يشاي – المعلق العسكري للموقع"
"من الصعب أن لا ننفعل من الشكل الذي نجحت فيه القيادة الإيرانية بدفع الدبلوماسية الدولية إلى عجلتها النووية. لقد مكنت أمس رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان والرئيس البرازيلي لولا ديسلفا من قطع قسيمة نفيسة على حساب الولايات المتحدة الأمريكية، وفي المقابل عرقلت إيران من خلالها قرار فرض العقوبات عليها من قبل مجلس الأمن. ويحصل كل هذا من دون أن يمس برنامجها النووي قيد أنملة.
لقد ربحت إيران كثيرا في صفقة الأورانيوم مقابل الوقود النووي (فهي التي بادرت في تشرين الماضي إليها وبعد ذلك تراجعت عنها، وعرضت شروطا جديدة، وها هي أمس تعود إليها بحلة جديدة وبواسطة البرازيل وتركيا). الربح الأساسي من هذا الاتفاق هو عامل الوقت: لقد ربحت ايران سبعة أشهر نفيسة (من تشرين 2009 وحتى اليوم من دون عقوبات إستطاعت إيران خلال هذه الفترة، تطوير بنية تحتية لتخصيب اليورانيوم والسلاح النووي، من دون ان تدفع ثمن اقتصادي أو غيره في الساحة الدولية. ولم ينته الأمر على ذلك: يمكن الافتراض الآن وبعد التوقيع على الاتفاق بوساطة تركية برازيلية، أن يحصل تأخير إضافي في بلورة خطة العقوبات التي ستقدم إلى مجلس الامن الدولي.
إن تفاصيل الاتفاق ستعرف على ما يبدو بكاملها فقط في الأسبوع القادم، عندما تعرض رسميا على هيئة الوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا. فقط حينها تستطيع الدول العظمى والخبراء في وكالة الطاقة الذرية أن يدرسوا الاتفاق بعمق والرد عليه رسميا. أيضا إذا توصلوا إلى استنتاج بان الأمر يتعلق بخدعة، من المتوقع أن ينشأ جدال بين الدول العظمى الغربية وبين روسيا والصين حول تطبيق الاتفاق وفرض شروط إضافية لصالح طهران. الخلاصة هي أنه سيكون هناك تأجيل إضافي لشهور معدودة لمسألة فرض العقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي.
لكن حتى لو كان الاتفاق الذي أنجزه الرئيس البرازيلي ورئيس الحكومة التركية من (الإمام) الخامنئي واحمدي نجاد لا يتطلب تعديلات، وحتى لو استعدت إيران لتنفيذه حرفيا، حتى الآن ما يزال هذا الاتفاق سيء، لأنه لا ينص على ما يؤخر البرنامج النووي. في هذا الاتفاق تتنازل إيران عن 1.200 كلغ من الأورانيوم المخصب بدرجة منخفضة، مقابل وقود نووي للإحتياجات السلمية، تنتج في روسيا وفرنسا لصالح مفاعل الأبحاث في طهران، والاتفاق لا يمنع من إيران الاستمرار في توسيع وتحسين البنية التحتية لتخصيب اليورانيوم على أراضيها. أيضا الاتفاق لا يمنع من ايران الاستمرار في مراكمة كميات اضافية من الاورانيوم المخصب بدرجة مخصبة لوقت الحاجة - عندما تقرر قيادة آيات الله- حينها من الممكن في وقت قصير إن تنتج منها مواد مخصبة صالحة لإنتاج رؤوس حربية نووية . وهذا هو أسوأ ما في الاتفاق، الذي في كل الأحوال سوف يؤخر اليوم الذي تكون فيه ايران مستعدة لتنفيذ ما يسميه الغرب "الانطلاقة النووية"- أي وضع تنتج فيه ايران أو تستطيع في أي لحظة أن تنتج سلاح نووي عملياتي.
تحتفظ ايران اليوم بمخزون فيه أكثر من 2 طن من الاورانيوم المخصب بدرجة منخفضة (3.5%) ، بل هي أنتجت في الأشهر الأخيرة 300 كلغ من الاورانيوم بدرجة تخصيب 20% وهي المادة التي يمكن تخصيبها بسرعة ومن دون صعوبات إلى درجة التخصيب العالية (93%) والتي هي عنصر أساسي في القنبلة النووية. من هنا فإن التأخير الذي سينتج عن الاتفاق التركي – البرازيلي- الايراني، سيمنح ايران وقتا إضافيا للتقدم باتجاه القنبلة وبظروف مريحة ومن دون دفع أي ثمن.
نظريا يحتمل أن تقرر الولايات المتحدة رغم الاتفاق الجديد الاستمرار في بلورة خطة العقوبات وفي الجهود المبذولة لإجراء عملية تصويت في مجلس الأمن الدولي، وربما تخضع الصين وروسيا وتتعاونان. لكن فرص تحقيق ذلك ضعيفة. إن الفرضية الواقعية الوحيدة لإمكانية فرض عقوبات تدفع إيران لإعادة النظر في موقفها، هي إذا قررت ادارة أوباما وبالتنسيق مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا التنازل عن قرار مجلس الأمن وفرض عقوبات خطيرة من خلالهم على ايران. إلا انه في ظل الأزمة الاقتصادية في أوروبا، والتي تعد تجارتها مع ايران بالمليارات، فإن إيران مهمة لها الآن أكثر من أي وقت مضى، وأيضا هذه الفرضية تبدو الآن بعيدة جدا عن امكانية التنفيذ".