ارشيف من : 2005-2008
نقطة حبر: غزة بندقية
ألِغزةَ كلُّ هذا الصمت..
ألَغزةَ الجريحة كل هذا الصمت، ألِغزةَ البندقية، لغزة الشهداء .. لغزة الفقر والعشق حتى الشهادة كل هذا الصمت، لغزة الجنائز التي تشبه الأعراس. لصبيتها يلهون على شاطئها اللازوردي وفي أزقة الحزن والذكريات البعيدة، لتعب صياديها، لأطفالها يرضعون العزة مع الحليب.
ألغزة الأبية كل هذا الصمت، لغزة التي تخبئ دمعتها بين الجفن والهدب كل هذا الجفاء، لغزة المطوقة بأضرحة الشهداء تجيء كل هذه الأساطيل وحاملات الطائرات. ألصرخات أطفالها ونحيب نسائها تنعقد القمة العربية في الشام، أتراهم الزعماء العرب يجتمعون ليمسحوا عن خدودها الترب والدماء.
على أخبار القمة العربية القادمة تنام أحياء غزة الحزينة، ثم تصحو على أصوات غارة صهيونية تطفئ البيوت الأضواء، فتضيء دماء على الجدران، أسطع من شمس الصيف، ومع طلوع الشمس تزهر أشجار اللوز في بساتين غزة. تقدّم الصبر فاغتسل بماء نهرها الأحمر وراح يعزف بمزامير القصف على أنين جراحاتها أشجى الألحان، وشهقت مآذان غزة مرة أخرى حيّ على الكفاح فصاح فتى من بين الجماهير: غزة بندقية.
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد1257 ـ 7 آذار/مارس 2008