ارشيف من : 2005-2008

مجرد كلمة: الحلم الأميركي

مجرد كلمة: الحلم الأميركي

لا يفتأ الكثير من الباحثين والمتابعين لأحلام الامبراطورية الاميركية منذ سنوات يتحدثون عن سعي أميركي للهبوط في لبنان وبناء قواعد عسكرية تتضمن ثكنات لجنود الاطلسي ومطارات حربية وغيرها، وكان البعض يظن أن ذلك ادعاء واوهام تدخل في اطار عقدة المؤامرة، والبعض الآخر يصدق لكنه لا يرى دليلاً دامغاً على نية البنتاغون.
حكي الكثير عن حرب تموز والشرق الاوسط الجديد الذي تريده اميركا خالياً من أي قوة عسكرية غير قوتها وقوة حليفتها "اسرائيل"، لكن "اسرائيل" هزمت امام المقاومة ولم تستطع ابقاء جنودها على الارض اللبنانية تمهيداً لتحقيق الحلم الاميركي.
جاءت حرب مخيم نهر البارد وعلى أسبابها ووقائعها بنى العارفون بنوايا واشنطن قناعتهم بأن لا هدف للحرب غير تنظيف محيط مطار القليعات ليصبح جاهزاً لتنفيذ انزال اميركي أبدي على شاطئ البحر الابيض المتوسط.
واذا كان هذا الهدف واقعي فإن تحقيقه يحتاج الى سلطة لبنانية قادرة على محو المعارضين للأهداف الاميركية، وتدرك واشنطن ان لائحة المعارضين تتضمن الكثير من القوى اللبنانية الحية وايضاً المؤسسات اللبنانية القوية بعقيدتها التي لم يتمكن حلفاء واشنطن في بيروت من تغييرها حتى الان.. كما هي تعرف بالادلة والبراهين ان مجموعتها الواقعة بين معراب والمختارة تحتاج الى الأطلسي للاستقواء به لا لتقويه.
هكذا يصبح حضور المدمرة الاميركية كول ومن ثم شقيقاتها الى قبالة الساحل اللبناني حاجة ملحة للادارة الاميركية، لها هي ولحسابها هي بغض النظر عن المهللين والمرحبين وغير الخجولين بالتطبيل لها، ويصبح حاكم السراي كما كل فريقه ـ الذي لم ير البوارج ـ أحوج لأن تدخله في نطاق رؤيتها، ليبقى تحت الرعاية الأميركية.
يعلم جورج بوش وفريقه أن أفضل ما يمكن ان يفعله اتباعهم في لبنان هو انتظار لحظة تمد البوارج الاميركية جسراً الى البر اللبناني لاجلائهم..
..هذا في أحسن الأحوال.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1257 ـ 7 آذار/مارس 2008

2008-03-07