ارشيف من : 2005-2008

لبنان يتضامن مع غزة: اعتصامات ومسيرات تندد بالعدوان الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية

لبنان يتضامن مع غزة: اعتصامات ومسيرات تندد بالعدوان الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية

عبر اللبنانيون والفلسطينيون في مخيمات لبنان عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهته للعدوان الصهيوني المستمر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعن الغضب الذي يعتري صدور اللبنانيين أمام مشاهد المجازر والقتل المتعمد للأطفال في أسرتهم وأحضان أمهاتهم.
هذا لم تقله الفتاة زينب كما لم تعبر عنه سارة التي حملت دمية مذبوحة تصور مشهد الاطفال الشهداء في غزة، وحضرت الى الاعتصام الذي أقيم أمام مسجد القائم (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت.. ولكنّ عيني الفتاتين وكل الفتيات المشاركات كانت تشير بوضوح الى حزن يعتصر قلوبهن مما يحدث. كما بدا الغضب واضحاً في سواعد الرجال من الصمت العربي حيال ما يجري.
شارك في "تجمع مسجد القائم" الذي نطمه حزب الله حشد كبير من ابناء الضاحية والمخيمات الفلسطينية في بيروت والضاحية، وقوى من مختلف الفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى الاسلامية والوطنية اللبنانية ونواب وشخصيات.
وحمل المشاركون لافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وبقرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. كما رُفعت صور عملاقة على الأبنية المجاورة لمسجد القائم تشير إلى وحشية العدو الإسرائيلي بحق أطفال غزة، وأخرى ترمز الى كوندوليزا رايس والدماء تسيل منها كصورة معبرة عن التواطؤ الأميركي مع "إسرائيل" في قتل الشعب الفلسطيني، وأخرى لـ"بان كي مون" دلالة على تماهي الامم المتحدة مع العدوان الاسرائيلي.
تحدث في التجمع ممثل حركة حماس في لبنان اسامة حمدان، وممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي، وعضو جبهة العمل الاسلامي الشيخ عبد الناصر الجبري، فاستنكروا المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, وأكدوا نهج المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وأن "اسرائيل" فشلت في تحقيق اي من اهدافها من وراء هذه المجازر، حيث استمرت الصواريخ الفلسطينية تتساقط على المستعمرات الاسرائيلية. منتقدين الصمت العربي حيال هذه الاعتداءات الارهابية.
وفي ختام الاحتفال ألقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كلمة حزب الله أكد فيها دعم الشعب الفلسطيني في غزة، ومنددا بهمجية ووحشية العدو الصهيوني لارتكابه المجازر بحق المواطنين العزل.. وقال: "ان العدو لا يحصد سوى الاخفاق والخيبة في حربه الجديدة في قطاع غزة، وما سينجزه أولمرت وضباط جيشه وأركانه الهزيمة والخيبة، كما جرى في حربه مع المقاومة في لبنان".
وأضاف: "قبل يومين أعلن رئيس حكومة العدو ان العملية متواصلة، واليوم صباحا أعلن انتهاء التوغل في غزة، وأعلن الاندحار والانكفاء لأن حساباته الخاطئة ولأن عقله الاحمق هو انه لم يتعلم من حرب تموز، وأن الذين يمتلكون ارادة الجهاد لا يمكن ان تقهرهم آلة العدو".
وقال: "كانت المفاجآت بدأت من غزة حيث فوجئ العدو الصهيوني بمهارة المقاومين الذين استفادوا من حرب تموز". مؤكدا "التزام شعب المقاومة في لبنان وفلسطين ارادة الجهاد وقرار المقاومة، ولن نقبل المساومة تجاه ارضنا ومقدساتنا".
وأكد رعد: "ان المدمرة (كول) جاءت لتغطي ما يحدث في غزة، لكن الوقت لن يسعفها، فالصهاينة أنهوا توغلهم في غزة بسبب المفاجآت التي وجدوها هناك". وقال: "بدأنا نسمع من مواقع رفيعة تصحح وتتحدث عن قمة وحدة عربية سوف تنعقد في دمشق.. نقول استلحقوا أنفسكم، نصر الشعب الفلسطيني في غزة يفرض عليكم ان تلتئموا في قمة عربية تؤكد الثوابت القومية التي ترفض اي تنازل عن شبر من ارض فلسطين، وترفض اي مساومة على حق العودة للشعب الفلسطيني الى ارضه، وترفض الاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني".
وبدعوة من التعبئة التربوية في حزب الله شاركت نحو 20 مدرسة من الضاحية الجنوبية في الاعتصام امام مقر الامم المتحدة في وسط بيروت احتجاجاً على الاعتداءات الإسرائيلية. وقام وفد من الأطفال بتسليم ممثل للامم المتحدة رسالة تطالب المنظمة الدولية بالتحرك لوقف المجازر.
كما نظم حزب الله مسيرة حاشدة عند بوابة فاطمة الحدودية تنديدا بالمجازر الاسرائيلية التي ترتكب في غزة ونصرةً لشركاء الدم والشهادة من الشعب الفلسطيني.
انطلقت المسيرة من المدخل الشمالي لبوابة فاطمة في بلدة كفركلا ـ مرجعيون، وتقدمها حملة الاعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات حزب الله والسراي اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى حملة صور قادة وشهداء المقاومة وصور كبيرة للشهيد القائد عماد مغنية، بمشاركة شخصيات وعوائل شهداء المقاومة وشهداء المجازر الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وسارت المسيرة بمحاذاة الشريط الشائك الفاصل مع الجانب الإسرائيلي وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها وحدات من الجيش اللبناني التي انتشرت في المنطقة على طول الشريط الفاصل، فيما لوحظ استنفار إسرائيلي داخل منطقة البساتين الواقعة بمحاذاة مستوطنة المطلة المقابلة لبوابة فاطمة، وشوهد عدد من جنود الاحتلال داخل دشمهم الإسمنتية يراقبون الأراضي اللبنانية.
ورفع المشاركون لافتات تندد بالمجازر الإسرائيلية وبالصمت العربي المطبق تجاه ما يحصل في غزة، ورددوا هتافات التأييد للمقاومة وللسيد حسن نصر الله.
ولدى وصول المسيرة الى باحة الموقع الإسرائيلي قرب ما كان يُعرف سابقا بالجدار الطيب، اصطف عشرات المشاركين قرب السياج وأطلقوا صيحات التكبير و"الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا". ولوحظ وجود دورية من المراقبين الدوليين العاملين في جنوب لبنان تراقب ما يحصل.
 وألقى عضو المجلس السياسي في حزب الله الشيخ خضر نور الدين كلمة حيا فيها شعب غزة الباسل وقال: "ان دم الاطفال والشباب في غزة لن يذهب هدرا، و"إسرائيل" دولة ارهابية ولم تعرف الا لغة القتل والدمار، ومن المعيب والمغزي هذا الصمت الدولي والعربي تجاه ما يحصل. ألا يدمي قلوب الحكام العرب ما يحصل من مجازر في غزة! ألا يستحق أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه المجزرة التي تحصل!".
وشهد مخيم البداوي اعتصاماً امام مكتب وكالة "الأونروا"، ألقى خلاله المسؤول السياسي في حزب الله في الشمال الحاج محمد صالح كلمة اعتبر فيها "ان العدوان يهدف الى انهاء المقاومة"، مشيراً الى "أن الانظمة العربية مسؤولة عن المجازر بالتساوي مع "إسرائيل" بسبب صمتها وضعفها أمام الادارة الاميركية".
الانتقاد/ العدد1257 ـ 7 آذار/مارس 2008  

2008-03-07