ارشيف من : 2005-2008
بريماكوف يعتبر لبنان «مجتمعاً متفجراً»: الأسد ليس متورطاً في اغتيال الحريري
اعتبر رئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف، في حديث الى «أخبار المستقبل»، ان تركيبة المجتمع اللبناني «ذات طبيعة متفجرة»، مشددا على ان الرئيس السوري بشار الأسد «ليس معنيا شخصيا» بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وقال بريماكوف، الذي يشغل حاليا منصب رئيس غرفة التجارة والصناعة في روسيا، ان «الوضع في لبنان خطير جدا» مضيفا «طبعا نعترف ان للسوريين بعض التأثير في المستجدات هناك، ولكنني لا اعتقد ان هذا التأثير حاسم. ان تركيبة المجتمع اللبناني بحد ذاتها ذات طبيعة متفجرة. ولكن الاهم هو ان يتوصلوا الى اتفاق حول رئيس للجمهورية. ولكن عليهم ان يتفقوا كذلك بشأن رئيس الوزراء». ورأى ان «السياسيين سيتحلون بقدر كاف من المنطق للتوصل الى اتفاق».
وحول امكان نشوب حرب اهلية في لبنان، قال بريماكوف «طبعا قد يتوقع المرء انفجار حرب اهلية. ولكن عنصر الوجود الفلسطيني غير متوافر اليوم كما كان في السبعينيات. فقد كان ذلك عنصرا حاسما في تلك الحرب الاهلية. فاليوم، كل الخلافات هي بين اللبنانيين، والمواجهات محض لبنانية».
واوضح انه «تاريخيا، كان البلدان (لبنان وسوريا) يشكلان بلدا واحدا. طبعا هناك تناقضات ومسائل عالقة. على سبيل المثال، وقبل خمسة ايام من اغتيال الحريري، زرته في منزله وتناولنا الفطور معا. كان يعرف انني سأزور الرئيس الاسد... ارادني ان انقل اليه رغبته بلقائه، وان ابلغه ان لبنان لن يوقع ابدا على معاهدة سلام مع اسرائيل. وان اراد الرئيس ضمانات، فنحن مستعدون لان ينص دستورنا على ذلك، ولكن لا يمكننا ان نقبل واقع أنه حتى تعيين رئيس اطباء في مستشفى يجب ان يخضع لموافقة الاجهزة الامنية السورية. وزرت الرئيس الاسد ونقلت اليه هذا الكلام، وابلغني ان تلك رغبته ايضا».
اضاف «اعتقد ان الرئيس الاسد ليس معنيا شخصيا بعملية الاغتيال. وحتى ملامح وجهه وتعابيره الجسدية عبّرت عن ذلك». وتابع «لست متأكدا من ان الرئيس الاسد كان منذ البدء متحكما بكل اجهزته الامنية». وكرر «اعتقد ان الرئيس الاسد ليس متورطا في عملية الاغتيال، وعندما قابلته لاحقا، ابلغني ان سوريا اكثر من عانى من الاغتيال». وسئل عن سبب اغتيال الحريري، فاجاب «لا اعلم. كلام واحد، لم تتورط سوريا في المسألة اطلاقا» مشيرا الى «تناقضات داخلية عديدة» بشأن المحكمة الدولية.
واشار الى انه «حين دخل الجيش السوري الى لبنان، فعل بناء على طلب من الولايات المتحدة ولحماية المسيحيين» موضحا ان رئيس الوزراء السوفياتي الاسبق أليكسي كوسيغين «عندما علم بالامر عبر جهاز اللاسلكي غضب كثيرا. لذلك كل الامور متداخلة».
وعما اذا كان يتوقع حربا إسرائيلية جديدة على لبنان، قال بريماكوف «لا اعتقد انه ستكون هناك حرب جديدة. لم يستطيعوا القضاء على حزب الله، وتكبدوا خسائر فادحة. قد تحصل عمليات قصف وعمليات عقابية، ولكن ذلك مستبعد». ورأى ان «لجنة فينوغراد حددت المسؤولية برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على حدة. اعتقد انها فعلت ذلك ليس من دون تأثير اميركي».
المصدر: صحيفة السفير اللبنانية، 29 شباط 2008