ارشيف من : 2005-2008

إسرائيل: «حزب الله» ليس معنياً بحرب جديدة أو مواجهة داخلية

إسرائيل: «حزب الله» ليس معنياً بحرب جديدة أو مواجهة داخلية

كتب حلمي موسى
عرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي الجنرال عاموس يادلين أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أمس، بإسهاب الوضع الأمني والأخطار التي تواجهها إسرائيل، حيث أشار في هذا المجال إلى ان «حزب الله» سيحاول الثأر من إسرائيل جراء اغتيال الشهيد عماد مغنية، مستذكرا أن الحزب انتقم في الماضي في ذكرى الأربعين لاغتيالات.
وشدد يادلين في كلامه أمام لجنة الخارجية والأمن على أن «الثأر جزء لا يتجزأ من الثقافة الشيعية. ومن ناحية ثانية، يريدون خلق ردع وتوجيه ضربة قوية لإسرائيل. ومع ذلك، فإنهم يواجهون صعوبة كبيرة في التحرك في الجنوب اللبناني، بسبب فعاليات القوات الدولية. فحزب الله غير معني بالمواجهة في لبنان، وهو حتى الآن لا يريد جولة ثانية لأنه لم يكمل بعد خطته لإعادة بناء قوته».
وأوضح يادلين أن العمليات في الخارج أيضا ليست مريحة لـ«حزب الله» لأنه لا يريد أن ينظر إليه كتنظيم شبيه بتنظيم القاعدة. وبحسب كلامه، فإن «حزب الله» أيضا «لا يريد حربا أهلية في لبنان لأنه يفهم نتائجها»، مشيراً إلى أنّه «بحسب التجارب السابقة نعرف أن قسما من عمليات ثأر حزب الله تنفذ في يوم الأربعين للاغتيال»، لكنه أشار إلى أنه كانت هناك حالات وقع فيها الثأر بشكل فوري، ملاحظا أن ذلك حدث على سبيل المثال بعد اغتيال إسرائيل للأمين السابق للحزب الشهيد عباس الموسوي بإطلاق القذائف على كريات شمونة، ثم بتفجير السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بعد ثلاثين يوما.
وعقّب على هذه الأقوال عضو لجنة الخارجية والأمن رئيس الموساد السابق داني ياتوم بالقول إن «على إسرائيل أن تبقى جاهزة طوال الوقت تحسبا لأي عملية ثأرية».
وقال يادلين إن نشطاء من تنظيم «القاعدة» تسللوا مؤخرا إلى قطاع غزة، لافتاً إلى أنّ ناشطي حركة الجهاد العالمي أفلحوا في استغلال الحدود المفتوحة بين مصر وقطاع غزة في رفح طوال أكثر من أسبوع من الزمن لتهريب العشرات من الخبراء في إنتاج العبوات الناسفة والصواريخ، مضيفاً أنه تمّ أيضا استغلال اقتحام الحدود لتهريب قناصة تدربوا في كل من إيران وسوريا، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. واعتبر يادلين أن الفلسطينيين في غزة لم يتخلوا عن فكرة المسيرات الحاشدة كوسيلة لاختراق الحصار، متوقعاً إقدامهم على تنظيم مسيرات أخرى باتجاه الحدود الإسرائيلية ـ المصرية.
وتناول يادلين بتوسع الموضوع النووي الإيراني، حيث أكد أن هناك توافقا في التقدير الاستخباراتي الأميركي والإسرائيلي رغم التقرير الاستخباراتي الأميركي الذي نشر قبل فترة. وألمح إلى أن هذه التقديرات تشير إلى أن طهران قد تملك مواد مشعة تتيح لها امتلاك قنبلة بين العامين 2010 و2015 وأنها تحاول تسريع العملية.
وأشار يادلين إلى أن تقرير الاستخبارات الأميركية حول المشروع النووي الإيراني أضر جدا بالنضال الدولي ضد التسلح الإيراني. ومع ذلك، قال إن الشهور الأخيرة تشهد تجدد الاهتمام الدولي بالتسلح النووي الإيراني، وهو ما يسهل معركة إسرائيل في هذا المجال، معتبراً أنه إذا ما سارت الأمور لإيران كما تريد فإنه «سيكون لديها خيار نووي في .2010 هذا سيناريو معقول. ومع ذلك فإنهم لا يزالون يواجهون مصاعب تقنية في ميدان تخصيب اليورانيوم».
وأكد يادلين أن الإيرانيين يواصلون عمليات التخصيب عارضاً لما تمتلكه إيران من صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل، وخصوصا صاروخ «شهاب 3». وأضاف أن الصناعات العسكرية الإيرانية تطور صاروخا جديدا من طراز «عاشوراء» يبلغ مداه ألفي كيلومتر، كما أنه يجري في إيران تركيب صواريخ «بي أم 25» التي يتراوح مداها ما بين 2500 وخمسة آلاف كيلومتر.
وفي نهاية الجلسة، قال عضو اللجنة عن حزب «كديما» يوحنان بالسنر إن «حزب الله، كما يبدو، يقف عند مفترق طرق وليس بوسعه الرد بحرب مفتوحة في كل الجبهات لأنه يريد أن يحافظ على نظرة الناس له في الساحة اللبنانية وفي العالم أيضا كحزب سياسي وليس كمنظمة إرهابية. ومن جهة أخرى، يتعذر على حزب الله الرد بالنيران على شمالي إسرائيل بسبب ميزان الردع الذي خلقته إسرائيل في حرب لبنان الثانية».
وأشار بالسنر إلى ان «مفترق الطرق الذي يقف فيه حزب الله غير بسيط، فمن جهة ألزم نفسه علنيا برد مهم ضد إسرائيل، ومن جهة أخرى يضعه كل رد في خانة التنظيم الإرهابي أمام الجهات الدولية، وهي خانة يحاول الحزب تجنبها منذ الثمانينيات. وبشأن العملية الثأرية، فإن حزب الله يخشى أن يدفع ثمنا سياسيا يقود إلى تصنيفه من جديد كمنظمة إرهابية إذا أقدم على تنفيذ انتقامه من إسرائيل».
واعتبر عضو الكنيست من حزب «ميرتس» ران كوهين بعد خروجه من الجلسة أن الخطر الإيراني لا يزال الخطر الوجودي الأكثر جدية على إسرائيل. وأضاف أن «على إسرائيل والأسرة الدولية أن تنظرا لهذا الخطر على أنه الأقسى واستخدام كل المنظومات الاقتصادية والسياسية لمنع إيران من التسلح النووي».
ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي السابق من «الليكود» سيلفان شالوم إلى التصرف بحكمة من أجل دفع مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات جديدة على إيران. وقال إنه «ينبغي لإسرائيل الاستعداد لمواجهة قيام روسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو) أو تبهيت مساعي تشديد العقوبات. وفي حالة كهذه علينا العمل من أجل أن تفرض أميركا وأوروبا عقوبات شديدة على إيران بشكل مستقل»، مشيراً إلى أنّه ينبغي إبلاغ العالم بأن إيران تطور صواريخ بعيدة المدى وأن «نافذة الزمن» للتسلح الإيراني تتقلص «ولا فرق إن كان ذلك في منتصف العام 2009 أو في نهايته. فهذا قريب جدا».
من جهة ثانية، كلّف رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي، أمس، نائبه العميد دان هرئيل ببحث السبل الكفيلة بتطبيق استنتاجات لجنة فينوغراد. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنّ اشكينازي عهد إلى هرئيل «إدارة دفة عملية التنسيق بين الجهات المختصة لإعداد خطة مرسومة في سبيل تطبيق استنتاجات لجنة فينوغراد الحكومية حول حرب لبنان الثانية»، مشيرة إلى أنّه تقرر أن يعمل قادة الأذرع العسكرية على تطبيق هذه الاستنتاجات في خطط العمل الحالية والمستقبلية.
المصدر: صحيفة السفير اللبنانية، 27/2/2008

2008-02-27