ارشيف من : 2005-2008

الرجل الذي دوّخ الشاباك 20 عاما لوكالة معا: المهم ان تبلغ العالم ان "اسرائيل" لا تريد ان تعفو عن المطاردين بل تريد قتلنا

الرجل الذي دوّخ الشاباك 20 عاما لوكالة معا: المهم ان تبلغ العالم ان "اسرائيل" لا تريد ان تعفو عن المطاردين بل تريد قتلنا

ركاب السيارة توزعوا فيها فجلس الشهيد محمد شحادة (ابو شحادة) في المقعد الخلفي للسيارة وبجانبه الشهيد عيسى مرزوق وفي المقعد المجاور للسائق الشهيد احمد البلبول وكان الشهيد عماد الكامل سائقهم.‏

على دفعتين هاجم المستعربون السيارة بوابل من اسلحتهم الرشاشة، فبعد اول هجوم تقدمت مجموعة المستعربين من السيارة مرة ثانية وأعادوا اطلاق النار للتأكد من اتمام عملية الاعدام، وخرجت المجموعة من المدينة تحت ستار قوات كبيرة من جيش الاحتلال دخلت من محاور متعددة في المدينة لتغطية الانسحاب.‏

الشهداء في سطور‏

وكان المطاردون الاربعة تعرضوا لملاحقات لا متناهية من جانب الاحتلال بهدف اغتيالهم الا ان الله كان يكتب لهم النجاة في كل مرة فمن هم الشهداء الاربعة:‏

شحادة‏

الشهيد محمد شحادة في اواسط الاربعينات من العمر التحق بحركة فتح في اواسط السبعينات واعتقل على خلفية نشاط مسلح حيث امضى عشرة اعوام ليخرج في صفقة التبادل عام 85 . اعتقل اداريا عدة مرات في انتفاضة الحجارة والتحق بحركة الجهاد الاسلامي وكان من ابرز ناشيطيها في فلسطين وابعد على مرج الزهور واصبح مطاردا للاحتلال منذ عودته ومع اندلاع انتفاضة الاقصى التحق ابو شحادة بالمقاومة وطورد من بدايتها وتعرض لعدة محاولات اغتيال ودوهم منزله عشرات المرات الى ان هدم قبل اسبوع على اعتقاد انه في داخله حيث شاركت الطائرات المروحية في الحصار وكذلك المجنزرات والجرافات .‏

البلبول‏

الشهيد احمد البلبول ايضا في اواسط الاربعينات من العمر التحق بحركة فتح واعتقل في نهاية السبعينيات وكذلك مع بداية الثمانينيات وكان من مؤسسي لجان الشبيبة في بيت لحم . اعتقل عدة مرات اداريا في الانتفاضة السابقة الى ان اتهم بتهريب كمية من الاسلحة عبر البحر الميت واعتقل لسنوات على اثرها . ومع بداية الانتفاضة طورد من قبل الاحتلال الصهيوني وتعرض لعدة محاولات اغتيال ودهم لمنزله وعرف عنه قدرته على التخفي والتنكر .‏

مرزوق‏

الشهيد عيس مرزوق في الثلاثينيات من العمر عضو بلدية بيت لحم من نشطاء الجهاد الاسلامي وكان مراسلا لقناة المنار في بيت لحم امضى اكثر من اربع سنوات في سجون الاحتلال وكان ناشطا طلابيا في جامعة بيت لحم متمتعا بقدرات خطابية وثقافة واسعة .‏

الكامل‏

الشهيد عماد الكامل في الثلاثينات من العمر واعتقل عدة مرات من جيش الاحتلال على خلفية نشاطات للجهاد الاسلامي وشارك في مقاومة الاحتلال خلال انتفاضة الاقصى .‏

وفي رواية خاصة لوكالة "معاً" كان النشطاء الاربعة لا سيما الناشط في كتائب الاقصى احمد البلبول ومعه المطارد محمد شحادة ( مطارد للاحتلال منذ العام 1989 ) خرجوا أمس في جولة بالمدينة زاروا خلالها العديد من الاماكن والتقوا مع نشطاء في حركة فتح بهدف التحضير للمؤتمر السادس، وزاروا مقر وكالة معا والتقوا مع الصحافيين وابلغوا رئيس التحرير رسالة للعالم مفادها ( ان الاحتلال لا يريد اعتقالنا بل يريد اغتيالنا ) .‏

وحمّلوا الاحتلال مسؤولية انهيار ما يسمى بالتهدئة وقال المطاردان محمد شحادة واحمد البلبول خلال تواجدهما في وكالة معا ( حتى لو نريد نحن التهدئة فان الاحتلال يبحث عنا ليقتلنا ) .‏

وقبل ان يغادر مقر معا ، قال محمد شحادة للزميل ناصر اللحام : المهم ان تبلغ العالم ان اسرائيل لا تريد ان تعفو عن المطاردين بل تريد قتلنا .‏

بعد ذلك جالوا في المدينة واستقروا عند صاحب فرن لتناول وجبة سريعة ، وقبل ان يحل المساء كان مستعربون تسللوا اليهم ، ورموهم بالرصاص في منطقة الرأس دون سابق انذار ) .‏

بيت لحم تودع شهداءها‏

وقد وصلت جثامين الشهداء الاربعة الى مشفى بيت جالا الحكومي حيث احتشد في المكان المئات من المواطنين الذين عبروا عن غضبهم الشديد ازاء تلك الجريمة.‏

من جهتها اعلنت القوى الوطنية والاسلامية في بيت لحم اليوم وغداً اضرابا شاملا والمدارس وتشييع جثامين الشهداء سيكون ظهرا من مسجد عمر بن الخطاب . وجرت مواجهات في العديد من نقاط التماس مع جيش الاحتلال في محافظة بيت لحم .‏

مواقف من عملية الاغتيال‏

من جهته قال ابو عدي لوكالة معا : ان كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية في حل من التهدئة وتعتبر دماء شهداء ابطال بيت لحم امانة في اعناقها وسترد على اسرائيل اعمالها‏

فتح تنعى الشهداء وتحمل الاحتلال تبعيته‏

نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الشهداء الأربعة ، محمد شحادة، أحمد بلبول، عماد الكامل، عيس مرزوق، الذين اغتالتهم قوات المستعربين وجيش الاحتلال في مدينة بيت لحم هذا اليوم. وقال فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح، إن الاحتلال الاسرائيلي يواصل تدمير كل جهد ممكن لتهيئة اي أجواء للتهدئة، وإن عملية الاغتيال الجبانة والاعدام على دفعات من جانب المستعربين ثم الجيش الاسرائيلي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن اسرائيل دولة عدوان واحتلال عنصري، ترفض منح الفلسطينيين حق الحياة الطبيعية.‏

حماس: إعدام المقاومين في بيت لحم لن يمر مرور الكرام‏

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان سامي ابو زهري أن جريمة إعدام المقاومين الأربعة في بيت لحم، مساء الأربعاء ، "لن تمر مرور الكرام"، مشددة على أنه "لا حديث عن التهدئة في ظل هذه الجرائم التي يقترفها الاحتلال الصهيوني".‏

الجهاد : عملية بيت لحم ضربة لجهود مصر ازاء التهدئة‏

من جهتها اعتبرت حركة الجهاد الاسلامي عملية الاغتيال في بيت لحم ضربة للجهود المصرية الرامية للتهدئة .‏

ونعت سريا القدس الجناح العسكري في بيان لها قادتها الثلاثة وتوعدت الاحتلال بالرد على جرائم العدو .‏

التاريخ: 13/3/2008‏

2008-03-13