ارشيف من : 2005-2008
مؤسسة الأقصى بالقدس تكشف بالصوت والصورة عن حفريات واسعة وأنفاق خطيرة ومتشعبة أسفل المسجد
ومتعددة وخطيرة أسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك، لا تبعد في بعض الأماكن عن قبة الصخرة المشرفة بالمسجد الأقصى المبارك سوى خمسين متراً.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي، الذي نظمته مؤسسة الأقصى اليوم في أحد فنادق مدينة القدس المحتلة، تحت عنوان: "أنقذوا المسجد الأقصى قبل أن يهدم" تم فيه عرض فيلم وثائقي حديث للمؤسسة يكشف بالصوت والصورة عن الحفريات والأنفاق الخطيرة، كما تحدث فيه كل من الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل أراضي العام 1948، والمطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثذوكس، والمهندس مصطفى أبو زهرة عضو الغرفة التجارية في القدس. وتضمن شريط الفيلم كشفا عن حفريات بالقرب من حفريات عميقة ومتسعة تنفذ أسفل حمام العين في أقصى شارع الواد في البلدة القديمة في القدس، حيث كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي استولت على المبنى الأثري والتاريخي والوقفي وشرعت قبل نحو سنة ونصف ببناء كنيس يهودي لا يبعد سوى 50 مترا عن المسجد الأقصى المبارك، ولفت الفيلم إلى وقوع انهيار في الثامن والعشرين من الشهر الماضي خلف مبنى حمام العين، حيث أدى الكنيس اليهودي المقام إلى إحداث حفرة عميقة على مدخل احد البيوت المقدسية.
ولفت الفيلم إلى أن العمل يتم على مدار الساعة ويشتمل على مشاهد الحفر وأدواته وشبكة التهوية والإضاءة فضلا عن كشف التصدعات في العديد من البيوت المقدسية.
وعرض الفيلم سلسلة من الأنفاق أحدها بطول ستمائة متر يمتد من قرية سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك وصولا إلى الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، كما يعرض بعض المشاهد للانهيارات الأرضية التي وقعت مؤخرا ومنها بالقرب من سبيل قايتباي بالقرب من قبة الصخرة المشرفة.
من جهته، أكد الشيخ رائد صلاح إن الأقصى في خطر لأنه محتل وأن القدس في خطر لأنها محتلة، وقال: " حتى يزول الخطر عن الأقصى والقدس جذريا لا بد من زوال الاحتلال الإسرائيلي، وهذا هو الحل الجذري للمخاطر التي شاهدها الجميع ووردت في الفيلم.
وشدد الشيخ صلاح على أن الأخطار تزداد على المسجد الأقصى يوما بعد يوم وخاصة الحفريات المتواصلة والمستمرة منذ أربعين عاما، وان سلطات الاحتلال تعمل ليل نهار وتسابق الظروف المحلية والدولية طامعة بفرض مشروعها الاحتلالي بتهويد القدس، وطامعة بفرض واقع تدميري للمسجد الأقصى.
وشدد فضيلة الشيخ صلاح على أن ما هو اخطر مما شاهدناه وتقوم سلطات الاحتلال بفرضه بقوة السلاح والاحتلال هو سعيها لفرض السيادة العسكرية الاحتلالية على كل ما يدور في المسجد الأقصى، وتحاول طامعة تحييد دور دائرة الأوقاف الإسلامية ولجنة الاعمار كأنه لا يوجد أي سيادة فلسطينية أو عربية أو إسلامية على المسجد، لافتا إلى ما قامت به سلطات الاحتلال هذا الأسبوع من منع عمال الأوقاف من خلع بعض البلاطات على سطح الساحات الداخلية للمسجد الأقصى، وتساءل: ماذا يوجد تحت هذه البلاطات؟ وماذا تريد أن تخفي سلطات الاحتلال؟، وقال إن الادعاءات الإسرائيلية بوجود هيكل كان تحت المسجد الأقصى إنما هي أكذوبة كبرى؛ فلا هيكل أول ولا ثان وعلى هذا لا يوجد أي حق للمجتمع الإسرائيلي بأي ذرة تراب من المسجد الأقصى المبارك. ووصف تصريحات ودعوات بعض مسؤولي سلطات الاحتلال بطرد السكان الفلسطينيين من القدس المحتلة بالدعوات المجنونة والهستيرية والوقحة ومكانها فقط سلة المهملات، وقال إن القدس بالنسبة لحاضرنا الفلسطيني والعربي والإسلامي ليست مجرد بيوت ومباني وشوارع وطرقات بل هي العقيدة والتاريخ والحضارة، وهي حق ابدي لن نتخلى عنه. أما المطران عطا الله حنا، فأكد في كلمته بالمؤتمر الصحفي، فأكد أن ما تم مشاهدته موثقا بالصوت والصورة يؤكد على أن هناك خطراً كبيراً يتهدد المسجد الأقصى المبارك وبأبنية كثيرة وتاريخية في القدس القديمة. وأكد الأب حنا التضامن والوقوف مع الأشقاء المسلمين من أبناء شعبنا في هذه المعركة، وقال أن الفيلم يضع حدا لكل المُشككين بعدم توثيق وصدق المعلومات، وقال: ها نحن نقول لهم انظروا ما رأيكم في هذه المعلومات؟ وطالب بضرورة ما ورد بالفيلم إلى الجهات العربية والدولية لفضح سياسات الاحتلال وتبيان مدى خطورة الأوضاع في مدينة القدس والخطر المحدق بالمسجد الأقصى المبارك، والسياسات الاستيطانية الاستعمارية التي تهدف إلى طمس الهوية العربية الفلسطينية وتهويد القدس والمقدسات.
وبدوره، أكد المهندس مصطفى أبو زهرة أن المواطنين الفلسطينيين في القدس المحتلة يعيشون في قلق دائم ومتزايد نتيجة سياسات الاحتلال الهادفة إلى طرد السكان ووضع اليد على العقارات والمقدسات.
ولفت إلى العديد من الأنفاق التي تم الكشف عنها مؤخرا والى الحفريات الواسعة النطاق والممتدة في كل مكان، وأكد أن ما تم كشفه يؤكد أنها قنوات ماء يبوسية عربية، وتساءل عن موقف المجتمع الدولي من الاحتلال الإسرائيلي للقدس تحت الأرض وفوق الأرض مؤكداً أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية عبث سلطات الاحتلال الإسرائيلي في هذه المدينة التي تقع تحت نير الاحتلال. وأجاب الشيخ صلاح والمهندس أبو زهرة والأب عطا الله على أسئلة الحضور، في ما وزعت مؤسسة الأقصى أشرطة تسجيلية للفيلم بلغات متعددة على الحضور.
التاريخ: 11/3/2008