ارشيف من : 2005-2008
باختصار: غــزة
يكاد يجمع المحللون والمتابعون لما حصل في غزة أن المقاومين فيها أوقفوا بقتالهم البطولي وصمود أهلهم الحازم أمام همجية العدو، خطة صهيونية أميركية كانت معدة للمنطقة ككل تبدأ من غزة وتنتقل إلى باقي محور الممانعة.
وحسب مصادر متابعة فإن وزير الحرب الصهيوني كان قد اختار نخبة النخبة من جنوده خلال المناورات التي أجراها جيشه خلال العام الماضي لتنفيذ مهمة القضاء على حماس في غزة، لكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، فهذه النخبة التي دخلت إلى جباليا وجدت نفسها في مارون راس ثانية، ولم تتمكن من التقدم مترا واحدا بعد أول تقدم قامت به، كما أن أهالي المنطقة التي كان يراد لهم أن يهجروا رفضوا ترك منازلهم وبقوا في منطقتهم برغم حجم الاعتداء الهائل وكمية الدماء الكثيرة التي أريقت، وكانت النتيجة أن المقاومة في غزة لاقت التفافا شعبيا كبيرا امتد إلى جمهور الفريق المتواطئ مع الأميركي والاسرائيلي.
وترى هذه المصادر نفسها أن المشروع أحبط من بدايته، ما زاد في مأزق الاسرائيلي والأميركي ومن ورائهما العربي المتواطئ، فهرع ديفيد وولش إلى القاهرة للطلب من السلطات المصرية التوسط لدى حماس وفصائل المقاومة لتكريس تهدئة في غزة.
وإذا كانت غزة قد أوقفت الخطة حاليا فإن ذلك لا يعني أن فريق الشر المتربص بالمنطقة قد انكفأ أو تراجع عن نواياه المبيتة، وهو أمر يتطلب مواصلة التجهز والتيقظ لمواجهة أي محاولات مقبلة.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد 1258 ـ 14 آذار/ مارس 2008