ارشيف من : 2005-2008

مصادر أوروبية تخالف توقعات الأكثرية بحرب على إيران

مصادر أوروبية  تخالف توقعات الأكثرية بحرب على إيران

باريس ـ نضال حمادة
الملف الإيراني لم يعد في الأولويات المستعجلة لأميركا وإسرائيل، الكلام لمصادر أوروبية في لقاء جمعها
مع بعض الصحفيين العرب والفرنسيين، مضيفة أن موازين القوى الحالية في منطقة الشرق الأوسط تصب في مجملها في مصلحة إيران، وبناءً على ذلك تتصرف إيران من موقع قوة. وفي تلميح لاستعداد أوروبي لمعاودة المفاوضات مع إيران قالت المصادر إن الولايات المتحدة ليست على استعداد لإعطاء ضمانات أمنية سلبية لإيران تقوم على تعهد أميركي بعدم استعمال السلاح النووي ضدها في حال تخلت عن تخصيب اليورانيوم، وذلك بسبب اعتراضات خليجية على نظام امني في المنطقة تكون فيه إيران الطرف الوحيد،  غير أن بعض الدول الأوروبية على استعداد لتقديم تلك الضمانات ومنها فرنسا.
وحسب المصادر نفسها تبدو إيران غير مستعدة للتفاوض مع الإدارة الأميركية الحالية، وهي تعتقد أن أية إدارة مقبلة في واشنطن، سوف تكون أكثر ليونة واستعدادا للتفاوض معها، وتقول المصادر ان  هناك قناعة في طهران بأن الإدارة الأميركية المقبلة سوف تكون بحاجة لإيران وسوريا، في الموضوعين العراقي واللبناني. وحول شروط التفاوض بين الفريقين أوضحت المصادر أن الإيرانيين يريدون تفاوضا يشمل جميع الملفات العالقة وهي تمتد من طهران إلى بغداد مرورا بدمشق وبيروت وانتهاء بغزة إضافة إلى النفط، على أساس رزمة تفاوضية واحدة، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى التفاوض حول العراق فقط.
المصادر تحدثت عن تحسن العرض على إيران في المجال الأمني غير أنها أبدت اعتقادها أن التفاوض  بين الدول الست وإيران سوف يبدأ خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وكل ذلك يتوقف على هامش المناورة التي تمتلكها إدارة بوش ودول الخليج، أما عن الصين وروسيا فتقول المصادر ان الدولتين تريدان عروضاً جريئة تشكل طريقاً لتسوية مع إيران.
المفاوضات الحقيقية هي بين واشنطن وطهران، تقول المصادر، وهنا يأتي الدور الأوروبي مسهلاً. لقد رفض الإيرانيون عام 2006 العروض الأوروبية وأهملوها، والمشكلة الأساس تبقى تخصيب اليورانيوم تقول المصادر التي عرّجت على الموضوع الإقتصادي في إيران، معتبرة أنه ليس على ما يرام وان الحكومة تستخدم أموال النفط من اجل دعم المواد الأولية.
من ناحية ثانية علمت "الانتقاد" من مصادر دبلوماسية وثيقة الإطلاع  أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني بنظيره السعودي في مطار القاهرة الأسبوع الماضي جاء بمبادرة إيرانية، وأضافت المصادر ان الوزير الإيراني حدد نقطتين أساسيتين في سياسة بلاده في المنطقة وتشكلان جزءاً من أمنها القومي وهما:
1- التمسك بوحدة العراق واهتمام إيران بطمأنة السنّة العرب على دورهم الأساس في ذلك البلد.
2- ضرورة تخلي البعض في المملكة عن فكرة إسقاط نظام الحكم في سوريا.
وأردفت المصادر أن الإيرانيين يعلمون جيدا حجم المأزق الأميركي في العراق وأفغانستان، وهم يتعاملون مع الواقع على هذا الأساس، ومن هنا جاءت زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى بغداد، حيث لفت المراقبون الى تجول الرئيس الإيراني في العاصمة العراقية عبر موكب سيار خلافا لرؤساء الدول التي تحتل العراق، حيث يتم الإعلان عن زياراتهم بعد عودتهم إلى بلدانهم.
في السياق نفسه اعتبرت المصادر نفسها أن إعلان السيد مقتدى الصدر ابتعاده عن الواجهة السياسية للمشهد العراقي، وإن بصورة موقتة، عنوان لمرحلة جديدة، تتعامل إيران من خلالها على أساس أن مسألة الوجود الأميركي في العراق سوف تشهد تطورات جذرية تصب في مصلحة محور الممانعة في المنطقة مع وصول الإدارة الأميركية الجديدة في العام القادم، وهذا ما يجعل السياسة الإيرانية تسعى منذ الآن إلى طمأنة السنّة العرب في العراق الى عدم وجود أي نية لتهميشهم، كل ذلك بالتزامن مع دعم محور قوى الممانعة في المنطقة.
الانتقاد/ العدد 1258 ـ 14 آذار/ مارس 2008

2008-03-14