ارشيف من : 2005-2008

علاء أبو ادهيم... مقدسي انتقم لغزة ولمدينته المحاصرة والمحتلة

علاء أبو ادهيم... مقدسي انتقم لغزة ولمدينته المحاصرة والمحتلة

غزة ـ عماد عيد
من مدينة القدس انطلق الشهيد علاء أبو ادهيم (25 عاما) منفذ العملية الاستشهادية في المدرسة الدينية الصهيونية "مركز هراب"، غرب المدينة المقدسة والتي أوقعت ثمانية قتلى في صفوف المستوطنين اليهود، فيما أصيب أكثر من 40 مستوطنا بجراح، بينهم خمسة في حالة الخطر الشديد، قبل أن يستشهد على أيدي بعض الجنود وعناصر الأمن.
وحسب أقرباء الشهيد فقد تميز الشهيد بالهدوء وكان ملتزما بالصلاة ولم يكن يظهر أي انتماء لأي تنظيم أو فصيل فلسطيني، وكان يستعد للزفاف خلال الصيف المقبل بعد أن أتم خطوبته على إحدى فتيات البلدة القديمة في القدس المحتلة، إلا أن الهجوم العدواني الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أسفر عن استشهاد وجرح المئات من سكان القطاع دفع الشهيد إلى تنفيذ العملية انتقاما لشهداء غزة، حيث لم يعرف النوم خلال المحرقة التي استمرت لأسبوع كامل.
وكان علاء يحمل هويته الشخصية خلال تنفيذه الهجوم، ما أدى إلى سرعة التعرف الى شخصيته ومداهمة منزل عائلته بعد وقت قصير من تنفيذ العملية واعتقال عدد من أفراد عائلته بمن فيهم خطيبته.
الهدوء الذي كان يتميز به الشهيد ساعده في تنفيذ العملية بدقة بالغة فقد دخل متنكرا بلباس الحاخامات، وحمل سلاحه الرشاش وعددا كبيرا من المخازن في حقيبة ودخل المدرسة وبدأ بتركيب السلاح وإطلاق النار، ووصل إلى المكتبة التي كان بها عدد من طلاب المركز فأمطرهم بالنيران ما دفع بعضهم إلى القفز من النوافذ خوفا من رصاص علاء.
بعض المصادر قالت إن الشهيد أطلق 400 رصاصة وبعضهم قال 600، فقد قاتل كما وصفه احد ضباط الاحتلال كمقاتلي الكوماندوس الذين يظهرون في الأفلام الأميركية.
وخلافا لما ذكرته بعض المصادر الإسرائيلية فإن الشهيد علاء لم يكن يعمل سائقا في المعهد الاستيطاني الذي وقع فيه الهجوم، وإنما سائقا لدى شركة نقل إسرائيلية تقوم بنقل عمال فلسطينيين إلى مصانع إسرائيلية أو حتى نقل إسرائيليين في مختلف أرجاء البلاد، وهو يعمل في هذه الشركة منذ حوالى عامين، وكان يعمل قبلها على سيارة نقل عام.
ذوو الشهيد وبرغم كل الضغوط التي مورست عليهم إلا أنهم رفعوا أعلام فلسطين وأعلام حزب الله في قلب مدينة القدس المحتلة، ورفضوا الخضوع لقرارات الشرطة وشروطها لتسلم جثمانه، مؤكدين أن نجلهم استشهد من اجل الدفاع عن أبناء شعبه.
وكما كانت عملية الشهيد قوية ووجهت ضربة للأمن في دولة الاحتلال فقد ظل الغموض سيدها حتى اللحظة حول هوية الجهة التي تقف وراء العملية، فقد رجح الجيش الإسرائيلي أن يكون لحزب الله دور كبير في العملية، وخاصة أن المجموعة الوحيدة التي تبنت الهجوم حملت اسم أحرار الجليل ـ مجموعات الشهيد عماد مغنية، إلا أن مصادر صهيونية أخرى لم تستبعد أن تكون العملية ثمرة تعاون بين حزب الله وحركة حماس، حيث امتنعت كتائب القسام عن التبني الرسمي لكنها وجهت إشارات متعددة تشير إلى علاقتها بالعملية مثل توزيع صور الشهيد وصور العملية بعد تنفيذها، وإصدار بيان يقول إنها لن تكون الأخيرة.
وبغضّ النظر عن الجهة التي نفذت فقد كانت العملية مؤلمة لإسرائيل، أولاً لكون منفذها مقدسياً ويحمل الهوية الإسرائيلية، وهو ما يعني إمكانية وصوله ووصول أمثاله إلى أي مكان يرغبون في الوصول إليه دون عوائق، وثانياً لأنها جاءت في وقت اعتقد فيه جيش الاحتلال انه وجه ضربة للمقاومة بقتله أكثر من مئة وعشرين فلسطينيا في قطاع غزة.
الانتقاد/ العدد 1258 ـ 14 آذار/ مارس 2008

2008-03-14