ارشيف من : 2005-2008

اللقاء التشاوري الموسع دفاعاً عن كل مقدس ديني: الإساءة بحق النبي محمد (ص) مفتعلة ومقصودة

اللقاء التشاوري الموسع  دفاعاً عن كل مقدس ديني: الإساءة بحق النبي محمد (ص) مفتعلة ومقصودة

عقد معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية وأهل الفكر والقلم في لبنان لقاءً تشاورياً موسعاً للتداول في سبل الحفاظ على قيم العيش الحضاري بين الأمم، وذلك للدفاع عن المقدسات الدينية ومنع الإساءة للنبي محمد (ص)، وللحفاظ على الحريات الاعتقادية. جمع اللقاء ممثلين عن مؤسسات الطوائف الدينية الإسلامية والمسيحية في لبنان، وعن المعاهد والحوزات الدينية والثقافية والفكرية، وحشداً من الأساتذة والباحثين الجامعيين والحوزويين والأكاديميين. وقد ألقى الشيخ شفيق جرادي عن معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية كلمة جاء فيها: "يعيش عالمنا اليوم مشكلات حادَّة في قيم العلاقة بين الأمم والشعوب، تبرز فيها محاور قطبية يعمل بعضها على فرض سطوة سياسية وحضارية مدجَّجة بالسلاح والإرهاب الدولي لتمتين حاكميته المركزية، ما أدخل العالم والمنطقة في دوامة عنفية من الدم والدمار والتشنج الذي أخذ أشكالاً وألواناً عرقية وعنصرية ومذهبية وطائفية، تكاد تهدد كل شيء وكل سلطة وكل تعايش وكل حياة".
 وأضاف الشيخ جرادي: "أمام هذا الإمعان في هتك الحرمات النابع من روح الجريمة، لا يمكننا إلا أن نؤكد الأمور التالية:
 أولاً: نحن لا نرى في ما يحصل اليوم من جرائم بشعة بحق الإنسانية بعيشها ومقدساتها أي مدخلية وصدقية لادعاءات الدفاع عن حرية التعبير، وهل بإمكان أي حرية مهما تسامت أن تغتال حقاً؟ وهل هناك أي مشروعية للتعبير على حساب الإنسان في إنسانيته وأصل وجوده المادي والمعنوي؟
 ثانياً: لا يمكن لنا الفصل بين الصور المسيئة للنبي (ص) وما يسود اليوم من اتهام الإسلام بالإرهاب بهتاناً وزوراً.. بل وعن الضجيج السياسي المثار في الغرب تجاه ما يسمى بـ"المهاجرين المشرقيين والمسلمين"، وعن حرب الإعلام الغربي الاستقصائي حول كل مثلبة يمكن أن تقع في آخر أطراف الدنيا، ولو كانت بفعل الموروث الشعبي لهذا الفرد من الشعب أو ذاك من شعوب المسلمين، ولصقها بالإسلام كدين لتشويه صورة الديانة الإسلامية في عقول ومخيلة الأمم الأخرى.
 ثالثاً: من حقنا أن نسأل اليوم تجاه كل ما يحصل عن موقع المشروع الصهيوني الذي يريد أن يجعل من الديانة اليهودية جسداً  لروح الصهيونية، ويحوِّل أفق الحراك الحضاري للتاريخ الغربي إلى وحدة لا تنفك مع هذا المشروع المعادي للإسلام كديانة وللمسلمين كشعوب استطاعت أن تبني حضارتها بانسجام مع أهل الأديان في الشرق، وخاصة منهم أهل المسيحية. فهل المطلوب حرق صورة الإسلام في العالم استكمالاً لحرق شعوب المسلمين في المنطقة، وبطريقة تمتلك كل الاستعداد لتبديد كل وجه تفاعلي بين الإسلام والمسيحية؟
 رابعاً: إذا كانت المسألة مسألة حرية التعبير فلماذا منع الحجاب في الجامعات والمدارس ولو أدى إلى منع الحق في التعلّم؟! أليس الحجاب شكلاً من أشكال التعبير، وبالتالي فالإنسان حرّ في ممارسته؟! بل لماذا سياسة منع الجدل في الغرب إذا جاء عبر أقلام غربية جادَّة تريد طرح البدائل تجاه سياسة الإدارات الغربية في التفاعل الحضاري مع الأمم والشعوب في العالم؟! أليس في ذلك تأكيد أن المسألة سياسية بحتة وليست مسألة حريات؟
خامساً: لطالما عبَّرت النخب والإدارات في الغرب وبعض عالمنا الإسلامي عن رفضهم للتطرف والإرهاب، وأنهم بحسب ما يدعون يحترمون الإسلام ديانة وشعوباً، فهل محمد عند المسلمين إلا رسول قد خلت من قبله الرسل؟
وفي الختام تواصى المؤتمرون على تشكيل لجنة متابعة خاصة للدفاع عن القيم الدينية والحريات الاعتقادية، ودعوا إلى:
‌أ ـ سعي الجامعات والمؤسسات التعليمية إلى تخصيص ساعة للحديث حول ضرورة العيش المشترك باحترام متبادل بين المقدسات الدينية.
‌ب ـ توجيه دعوة إلى كل الوسائل الإعلامية، خاصة ذات السمة الدينية منها، للاهتمام بالقيم الدينية والإنسانية المشتركة.
‌ج ـ أخذ المواقف الواضحة من قبل جميع الحكام العرب والمسلمين تجاه ما يحصل من تعرض للنبي والقرآن والقيم الدينية.
‌د ـ بعث الرسائل إلى مؤسسات المجتمع المدني الدولي والإقليمي وحثهم على التحرك بما يجمع ولا يُفرّق بين الأمم والحضارات.
 وقد أكد المجتمعون في الختام أن ما يحصل ليس إساءة للمسلمين وحدهم، بل هو إساءة للقيم المسيحية ولأصحاب الضمير الحر في العالم.
الانتقاد/ العدد 1258 ـ 14 آذار/ مارس 2008

2008-03-14