ارشيف من : 2005-2008
يحيى سكاف: ثلاثون عاماً أسيراً في سجون العدو
يعتبر الأسير يحيى سكاف الذي يحيي اللبنانيون ذكرى اعتقاله هذه الايام، من أقدم الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، ممن دفعتهم حميتهم الوطنية والقومية إلى الالتحاق باكراً في صفوف المقاومين لمقاتلة العدو الإسرائيلي.
ولد الأسير يحيى سكاف في بلدة بحنين ـ المنية في 15/12/1959 لعائلة فقيرة امتهنت العمل في الزراعة. وقد ترك مدرسته باكراً وحمل السلاح دفاعاً عن الجنوب اللبناني، حيث تصدى عدة مرات للقوات الإسرائيلية المحتلة.
في 11 آذار 1978 قامت مجموعة مؤلفة من 12 عنصرا من المقاومة الفلسطينية بعملية فدائية بين حيفا وتل أبيب سُميت بعملية الشهيد كمال عدوان، لكنها اشتهرت باسم الفتاة دلال المغربي، ومن ضمن المجموعة كان يحيى سكاف يتولى منصب نائب رئيس المجموعة. وبحسب المعلومات التي جمعتها من الصحف ومن الأسرى المحررين لجنة أصدقاء الأسير سكاف، فقد اشتبكت المجموعة مع العدو الإسرائيلي داخل الأرض المحتلة على مشارف تل أبيب في مواجهة أدت إلى مقتل 45 جندياً إسرائيلياً وجرح 82. وأفادت الأنباء الواردة بعد تنفيذ العملية عن استشهاد يحيى سكاف وفق رواية حركة فتح، لكن المعلومات التي وصلت للعائلة كما يقول شقيقه جمال لـ"الانتقاد"، تفيد ان "يحيى أصيب ونقل الى المستشفى، غير ان قوات الاحتلال لم تأتِ على ذكره، كما عمدت إلى اخفاء كل المعلومات عنه. وبعد خمس سنوات أسرعت احدى جارات والدة يحيى وقالت انها سمعته يوجه رسالة إلى الأهل من إذاعة "إسرائيل" في لقاء مباشر مع الفدائيين، وذلك في أحد المستشفيات في الأرض المحتلة، فتجدد الأمل وعاشت الأم عائشة طالب سكاف التي توفيت سنة 2004 في ترقب بين الشك واليقين بانتظار ولدها".
ويضيف جمال: "جاء زائر يحمل الخبر اليقين إلى والدة سكاف، هو الفلسطيني خالد محمود ياسين الذي كان قد أُفرج عنه في حينها من السجون الإسرائيلية، وروى لها قصة لقائه مع يحيى التي بدأت بعد عملية تمرد للسجناء في سجون عسقلان. وقال ياسين في شهادته لأهل يحيى: (نقلوني بعدها إلى معتقل في بيت معسار، وهناك علمت بوجود معتقل لبناني يعاني من تدهور في صحته، فاتصلت به وعرفت اسمه. وعندما أعادوني إلى عسقلان أبلغت الصليب الأحمر بوجوده وبضرورة الاعتناء به، وبعد مدة عاد مندوب الصليب الأحمر ليخبرني بعدم وجود معتقل تحت اسم يحيى سكاف. ونتيجة تفاقم إصابتي جرى نقلي إلى أحد المستشفيات خارج المعتقل، وبعد عودتي علمت بوجود يحيى سكاف في السجن الانفرادي في عسقلان، فأبلغت الصليب الأحمر، وللمرة الثانية أكد مندوبهم أن لا وجود له، وكان ذلك قبل شهرين من تحريري)، ولدى عودته زارنا وأبلغنا بما حصل معه".
وبرغم وجود العديد من الأسرى المحررين الذين يؤكدون مشاهدتهم الأسير سكاف، فإن "إسرائيل" ما زالت حتى الآن تتنصل منه ولا تعترف بوجوده لديها، برغم الأدلة الكثيرة التي قدمتها لجنة الأسير سكاف للصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الإنسانية.
ويقول جمال: "لقد تم إبلاغنا في فترات سابقة بالسماح لنا بزيارة يحيى عبر الصليب الأحمر واستعددنا لهذه الزيارة، إلا اننا فوجئنا بإلغاء الموعد، ما يؤكد وجود يحيى على قيد الحياة. ومنذ ذلك الحين ونحن نعمل عن طريق المؤسسات والجمعيات والمحافل الدولية للكشف عن مصيره وإرغام "إسرائيل" على الاعتراف بوجوده لديها والسماح لنا بزيارته، إلا اننا للأسف فشلنا، ولكن لم نفقد الأمل الذي عاشت والدتي من أجله ورحلت وودعت الدنيا وهي تنتظر اطلاق سراح ولدها. وطبعا الأمل كل الأمل هو بأولئك الشرفاء المقاومين الذين حرروا الارض واستعادوا لنا الحرية والسيادة الحقيقيين، وطبعا نحن كلنا أمل بوعد الصادق القائد سماحة السيد حسن نصر الله الذي زرناه مرارا وأبلغَنا ان قضية يحيى أصبحت واضحة لديه ولدى المقاومة عبر المفاوضات التي جرت في السابق، والمقاومة اليوم تتابع قضية يحيى ليقينها بأن يحيى موجود في سجون العدو.. كما نجدد ثقتنا بأنه لن يتخلى عن يحيى".
فادي منصور
الانتقاد/ العدد 1285 ـ 14 آذار/ مارس 2008
نشاطات تضامنية مع الاسير سكاف
الشمال وكل لبنان يحيي ذكرى أسيره، وعينه تتطلع الى الامل المعقود على وعد المقاومة الصادق بتحرير كل الاسرى وإعادتهم أعزاء الى ربوع وطنهم وأحضان ذويهم.
لمناسبة مرور 30 عاما على اعتقال الاسير المجاهد يحيى سكاف وجهت عائلته والاصدقاء رسالة تحية وأعلنت عن سلسلة من النشاطات التضامنية، وجاء في الرسالة:
بعد مرور ثلاثين عاما على أسر المجاهد يحيى سكاف توجه عائلة وأصدقاء الاسير التحية له ولكل الأسرى القابعين في السجون الاسرائيلية، ونقول لهم ان فجر الحرية بات قريباً، هذا وعد الدم.. هذا وعد البندقية.. هذا وعد الشرف.. وهو الوعد الصادق وعد المقاومين الاحرار الذين لبوا نداء الواجب لتحرير الاسرى والارض، وحموا الوطن من الاعتداءات التي طالما ارتكبها الصهاينة في بلادنا.
بهذه المناسبة نتوجه بتحية عطرة إلى قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله ومجاهديها البواسل، كما نتوجه الى شعبنا الحر الأبي الصامد في وجه العدو الإسرائيلي.
وبالمناسبة ستقام سلسلة نشاطات تضامنية مع قضيته على الشكل التالي:
ـ 14/3/2008 لقاء تضامني بدعوة من لجنة أصدقاء الاسير والاحزاب والقوى اللبنانية في قاعة توفيق طبارة ـ الحمرا بيروت ـ الساعة الخامسة عصرا، وزيارة إلى ضريح الشهيد القائد عماد مغنية حوالى الساعة 3.30 ـ 4.00 عصراً.
ـ 16/3/2008 احتفال تضامني مع الاسير سكاف والاسرى العرب بدعوة من الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين ومن لجنة أصدقاء الاسير سكاف والمركز الوطني في الشمال، في القاعة العامة للمركز الوطني للعمل الاجتماعي في المنية ـ الطريق العام القديم ـ الساعة العاشرة والنصف صباحاً.
وفي مدينة صيدا سيقام لقاء تضامني مع قضية الاسير يحيى سكاف وكل الاسرى، يُحدد موعده لاحقاً.