ارشيف من : 2005-2008

حزب الله يحيي مجالس عاشوراء في مجمع سيد الشهداء(ع)

حزب الله يحيي مجالس عاشوراء في مجمع سيد الشهداء(ع)

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله "ان كل من يراهن على "إسرائيل" بعد حرب تموز في لبنان فخياراته بائسة وفاشلة وواهمة، داعياً الفريق  الآخر الى "أن يفكر في مصلحة البلد بهدوء"، وقال" نحن قادرون على الصمود والمواجهة وقادرون على صنع الانتصار وقادرون على منع ان يفرض على بلدنا وشعبنا ما لا ينسجم مع مصلحته وكرامته".
مواقف الامين العام لحزب الله جاءت في الليلة السابعة من ليالي عاشوراء في المجلس المركزي الذي يقام في مجمع سيد الشهداء(ع) ـ الرويس وخصص فيها كلمته التي نقلت عبر شاشة كبيرة للشأن السياسي.
بدأ الامين العام لحزب الله خطابه باستنكار الانفجار الذي وقع في محلة الكرنتينا، وقال "لا بد ان اعبر عن استنكار حزب الله وإدانته لأي تفجير يحصل على الارض اللبنانية بمعزل عن المستهدف في هذا التفجير، المقصود او غير المقصود في هذا التفجير، وبالأخص اذا أدى هذا التفجير الى سقوط ابرياء، وله تداعيات خطيرة على امن البلد واستقراره وأوضاعه المختلفة والمتنوعة"، منتقداً مسارعة "بعض القوى، وبعض الجهات الى التوظيف السياسي قبل التحقيق او التدقيق او معرفة أي شيء عن خلفيات او وقائع هذا الحادث الأمني".
ورأى "أن كبار المسؤولين في الدولة يدعون انهم يفهمون في المسألة السياسية والامنية ويبررون عجزهم عن معرفة أي وقائع او أي خيوط يمكن ان تفسر لنا عمليات التفجير التي تحصل هنا وهناك، ولكنهم يتقنون بشكل كبير جدا التحليل والتوظيف السياسي في الاتجاه الذي يريدون".
بعدها انتقل سماحته إلى نتائج زيارة بوش للمنطقة، وقال: "لا شك انها زيارة مهمة وأدعي انها زيارة تاريخية لانها تريد ان ترسم المنطقة خلال المرحلة المقبلة، وانا لا ابالغ في ذلك، وبالتالي علينا جميعا وعلى شعوب المنطقة وعلى الحكام والنخب السياسية والثقافية والإعلامية وكل النخب في بلادنا ان تتبع الكلمات والافعال والوعود والتهديدات والتوقعات التي اطلقها بوش في زيارته لمنطقتنا".
ولفت سماحته إلى انه "لا يوافق على ما نقوله نحن احيانا او يقوله الناس عن بوش ان هذا رجل احمق او غبي او مجنون، وبالتالي لا يعول على ما يقول"، مشدداً على ان "المسألة ليست كذلك، فهذا تبسيط كبير للحقائق السياسية في العالم وفي المنطقة"، مستعينا "بدراسات ووقائع ومعطيات وكتب صدرت في الولايات المتحدة ومعاهد دراسات كبرى تصل الى الاستنتاج التالي: ان الادارة الأميركية الحالية منذ سبع سنوات الى اليوم وستكمل هذه السنة، هي عبارة عن تحالف ثلاث مجموعات، وتقاطع مصالح بين ثلاث مجموعات في الولايات المتحدة: المجموعة الاولى هي شركات النفط الكبرى، لان العناصر الأساسية في هذه الادارة، إما يملكون شركات نفط، او يملكون شركات صناعة وتجارة السلاح.المجموعة الثانية: هي شركات تصنيع السلاح الكبرى. المجموعة الثالثة: اتجاه ديني يسمى في الولايات المتحدة بالمسيحية الصهيونية. انا لا اريد استخدام هذا المصطلح حتى لا يساء من خلال هذا المصطلح الى دين سماوي اسمه المسيحية، ولكن سأتحدث عن اتجاه ديني خاص. المقصود هذه المجموعة من المسيحيين الصهيونيين الذين يصطلح عليهم اليوم في الولايات المتحدة، والذين يشكلون جزءا أساسيا وقويا من هذا التحالف.. تقاطع مصالح، هذا التقاطع من خلال حاجة كل طرف الى الاخر وما يحققه هذا التحالف له من اهداف شركات النفط الكبرى يهمها في منطقتنا السيطرة على منابع النفط والتصدير، وبالتالي الاسعار والتحكم في الاسواق لاحقا، شركات السلاح الكبرى يهمها صنع اكبر كمية ممكنة من السلاح وتسويقها وبيعها وجني ارباح طائلة".
وقال: "هذا الاتجاه الموجود بقوة في الولايات المتحدة له انصار بعشرات الملايين والمؤسسات الضخمة ووسائل الاعلام، يعتقد انه عليه ان يمهد ويساعد ويحضر لعودة السيد المسيح الى الارض، ويعتبر انه من شروط عودة السيد المسيح الى الارض ومن جملة الشروط المطلوبة هو قيام دولة لليهود، وهذه الدولة هي دولة "اسرائيل"، وهذا الشرط قد تحقق والمطلوب المحافظة عليه وأن يستكمل، ومطلوب جمع اليهود من كل أنحاء العالم للسكن في فلسطين، ولذلك نرى انه من سياسات هذا الاتجاه الديني هو تشجيع اليهود في العالم على الهجرة الى فلسطين المحتلة لانه ليس المطلوب فقط انشاء دولة يهودية، بل مطلوب جمع اليهود من كل أنحاء العالم ليكونوا في هذه الدولة المطلوبة، وهذا الاتجاه الديني يعتقد بأن هذه الدولة يجب ان تحمى ويجب ان تكون قوية ومتفوقة، وبالتالي أي تهديد في المنطقة واي قوة في المنطقة يمكن ان ترقى الى تهديد وجود هذا الكيان، ان يقضى على هذه القوة، ويجب ان تدمر سواء كانت دولة او مجموعة دول، أو شعب او ما شاكل".
أضاف: "هم يعتقدون ان وجود دولة يهودية في فلسطين المحتلة قوية ومقتدرة هو الشرط الضروري لعودة السيد المسيح "ع"، وعندما يقدمون كل هذا الدعم اللامحدود لدولة "إسرائيل" هم لا يفعلون ذلك حبا باليهود ولا دفاعا عن السامية ولا تكفيرا عن المجازر، وانما لانهم يسخّرون اليهود لمصلحة مشروعهم العقائدي". وهنا لفت سماحته "الى نقطتين هما: الأولى ان ما يفعله هذا الاتجاه الديني لا يجوز على الاطلاق ان يأتي احد في بلادنا العربية والإسلامية ليحمل مسؤوليته للمسيحيين كمسيحيين. والامر الثاني هذا موجود في النبوءات الدينية سواء اليهودية او المسيحية او الإسلامية، ولكن هؤلاء كل ما يفعلونه سيكون حسرة عليهم وندامة عليهم، لان السيد المسيح "ع" لن يكون نصيرا لإسرائيل ولا لشركات النفط الكبرى ولا لشركات السلاح ولا للفراعنة والنماردة وطواغيت الارض ..الخ، وانما سيكون نصيرا عظيما للمظلومين والمستضعفين والمعذبين في الارض. هذه هي المجموعات الثلاث التي تتحالف اليوم وهي موجودة في الادارة الأميركية، وتتقاطع مصالحها في موضوع فلسطين وموضوع العراق وموضوع ايران وموضوع محيط فلسطين المحتلة، وبالتالي جورج بوش اليوم هو الرمز الذي يعبر بأمانة عن مصالح هذه المجموعات الثلاث، وعندما يقول انني اطبق ارادة الله، وانه يدعي احيانا تلقي الوحي والأوامر من الله انما يقصد التزامه بهذا الاتجاه الديني والعقائدي الذي اشرت له".
وقال: "لا يجوز ان نستهين على الاطلاق بتأثير الاتجاه الديني على الاتجاهين الآخرين، اذ ان له تأثيرا حاسما وبقوة، لو اخذنا موضوع العراق الذي هو من اكبر الاحداث والتطورات التي حصلت خلال السنوات الخمس الماضية. مصلحة شركات النفط في السيطرة على نفط العراق، وهو يعتبر انه في النبوءات الدينية ان الجيش الذي سيدمر دولة "اسرائيل" في اخر الزمان سوف يأتي من نفس المكان الذي جاءها الجيش الذي دمر كيانهم الاول. هذا الجيش اتى من المشرق، وخلصوا الى نتيجة هي ان العراق يجب ان يدمر، ولذلك نرى التحريض الديني على ايران ليقول ان ايران هي تشكل خطرا وجوديا على "إسرائيل"، اذاً يجب ان ندمر ايران ونمزقها، وان نخترع أية حجة للحرب على ايران كما كانت الحجة في الحرب على العراق".
وحول زيارة بوش، رأى سماحته فيها ثلاث عناوين رئيسية: أولا: امن "إسرائيل"، ثانياً: صفقات السلاح، ثالثاً: النفط وأسعار النفط. وقال: "ان جورج بوش هو المعبر المؤتمن عن مصالح الثلاث التي يشكل تحالفها ادارته ومشروعه في هذه المنطقة".
في موضوع بيع السلاح قال "اليوم يحكى عن بيع السلاح الى دول الخليج بعشرات مليارت الدولارات, بالتأكيد هذا السلاح هو من صنع اميركي, وبالتأكيد مع طمأنة لـ"اسرائيل"، لانها من شروط بيع السلاح للدول العربية. اذا كان هذا السلاح يمنع استخدامه ضد "إسرائيل", فضد من يمكن ان يستخدم؟ المهم انه يعمل توترا وترهيبا في المنطقة، وان يخيف الدول العربية من ايران ليكون عنده حجة للبيع، ولكي يكون للحكومات العربية حجة امام شعوبها لان تشتري كل هذا السلاح برغم البطالة والفقر والمآسي الاجتماعية في هذه الدول"، مؤكدا ان "المال العربي يذهب لتمويل شركات السلاح الاميركية".
وفي موضوع النفط قال سماحته "ان موضوع اسعار النفط يجب ان يكون لها سقف معين", مشددا على ان "الأميركيين ليست من مصلحتهم ان يتدنى سعر النفط, ولا ان يرتفع كثيرا, هم يستخدمون اسعار النفط المرتفعة نسبيا لضرب اقتصاديات دول منافسة مثل الصين ودول الاتحاد الاوروبي، والشعوب الفقيرة والمعذبة تكون في درجة ثانية بالنسبة للأميركيين".
واعتبر في هذا المجال "إن إيران مستهدفة بموضوع النفط، وبالسلاح، وبالاتجاه الخاص الديني في اميركا، ولان إيران عصية وغير خاضعة للادارة الاميركية أتى (بوش) ليكبّر الخطر الايراني في المحيط العربي، وعلى "إسرائيل"، ولم يقدر ان يلعب كثيرا على الملف النووي بسبب تقرير المخابرات. ساركوزي قال في احدى دول الخليج ان العرب يحق لهم ان يكون عندهم طاقة نووية سلمية لانه بعد 30 سنة النفط سوف ينضب ومصادر الطاقة ستنعدم ومستقبل العالم سيعتمد على الطاقة النووية. عندما استمعت اليه قلت ان الامام الخامنئي قال هذا الكلام منذ اربع سنوات. لماذا يقبل هذا الكلام من ساركوزي ولا يقبل من السيد الخامنئي؟ اذا أردت اتهام ايران بالسلاح النووي، طبعا إيران تقول نحن واضحون وشفافون، والسيد الخامنئي قال بكل وضوح بتحريم صنع واستخدام السلاح النووي. يقول الغرب أعطيك المواد القابلة للتصنيع النووي وممنوع عليك كعربي ان تنتج هذه المواد لكي يبقى يتحكم بهذا الموضوع وبالقرار السياسي وبكل شيء. على الصعيد الايراني حاول ان يعمل هذا التحريض وهو لم يصل الى أي مكان، وهنا مسؤولية الدول العربية ان لا تغطي أي حرب على ايران. جورج بوش يقول ان ايران بالضغط يمكن ان ترضخ، واذا كان يتحدث عن امكان شن حرب فإيران ستدافع عن نفسها، وانا اقول لكم اذا شنت اميركا حربا على ايران ستكون اكبر حماقة ترتكبها اميركا في تاريخها. الحكومات العربية يجب ان تكون وفية لمصالحها ولشعوبها، واي حرب في المنطقة هي خدمة لاميركا ولـ"اسرائيل", هي خدمة لشركات النفط الاميركية ولشركات السلاح الاميركية وللاتجاه الديني الصهيوني الحاقد في الولايات المتحدة الاميركية".
الشأن الفلسطيني
أما في الموضوع الفلسطيني فعدد سماحته تداعيات زيارة بوش الى المنطقة على المستوى الفلسطيني، وقال: "اولا: نسف المبادرة العربية،(..) لو ان احدا ما في العالم قد تناول هذه المبادرة لكان الاعلام العربي الرسمي والخاص الرسمي قام قيامته عليه، اما ان بوش بالخطوة التي اقترحها قد قضى على هذه المبادرة, فلم نسمع منها أي تعليق لعدم احراج الضيف! والاخطر انه من هنا الى ايار برأيي أُعطي الضوء الاخضر ضد قطاع غزة، المهم انهاء الوضع في قطاع غزة".
وقال: "الأحداث التي حصلت اليوم, وكل الشهداء الذين يسقطون في قطاع غزة، (تدل) ان هناك ضوءا اخضر والله أعلم من سهل ومن بارك، فهنا يجب وضع ألف علامة استفهام، وان نقول بعد انتهاء زيارة بوش للمنطقة دخل قطاع غزة في دائرة الخطر الشديد، وأنا أناشد الاخوة في قطاع غزة بأن يحتاطوا هذه الفترة جدا لانه لم يعد هناك من سقف سياسي فوق رأس أحد, وبالتالي اعتقد من هنا وحتى 30 كانون الثاني مفترض ان يكون هناك حذر اشد في قطاع غزة لانه موعد صدور التقرير النهائي للجنة فينوغراد، خلال هذه الفترة اولمرت بحاجة لاي انتصار لكي يضمن نفسه من أي انتقاد, وهناك كلام كثير عن الهزة التي سيحدثها هذا التقرير"، محملا في هذا الإطار المسؤولية للحكومات العربية والشعوب العربية والفلسطينيين في القطاع وفي الخارج لما يجب أن يفعلوا".
الوضع اللبناني
وفي الموضوع اللبناني قال سماحته "عادة يحب الناس ان نقول لهم ما يطمئنهم، ونحن اناس معنيون ان نتكلم بصدق وبصراحة, واحيانا بسبب صراحتنا يتحامل علينا .. انا وقَبل ان اسمع ان بوش سيعود في أيار، أريد أن اتكلم بالمستجدات التي حصلت في الاسابيع القليلة الماضية والتي لها علاقة بزيارة ولش الاولى والثانية، عندما اتى ولش ومعه اليوت ابرامز الى لبنان جمعينا نعرف وقتها مع من التقى. الهدف الاساسي من هذه الزيارة هو اعادة تجميع قوى 14 آذار من جديد, ورص صفوفهم من جديد نتيجة للتخلخل الذي اصابهم بعد ان اضطرت هذه القوى ان تقبل ترشيح العماد سليمان لرئاسة الجمهورية, هنا على الجبهة التي يعتمدون عليها في لبنان كانت لدى الأميركي مشكلة فأرسلوا ولش الى بيروت لكنه لم ينجح لانه هو يقول شيئاً وابرامز يقول شيئاً اخر, فجاؤوا ليتكلموا بشكل واحد، وحاولوا لمّ هذا الفريق، ورأينا كيف انهم وبعد زيارة ولش كيف ان الموقف قد عاد الى التصاعد وما الى هنالك. في المعلومات التي لدينا انه قيل لهذا الفريق انه عليكم ان تتماسكوا وان تصمدوا من الان الى ايار, وهذه ليست المرة الاولى التي يعد فيها الاميركيون هذا الفريق، ولا تتيسر معهم في كل مرة, وانه بعد ايار الوضع سيصبح في مصلحتكم, فجلسوا ولم يعد يهمهم ان يجروا حوارا او تفاوضا, أصبح يريد الآخر ان يتسول لكي يطلب لقاء مع طرف من الاطراف. ما المتغيرات التي يمكن ان تحدث في المنطقة التي يبنون عليها مواقفهم؟ الموجود بالمعلومات: قيل بأنه وحسب الكلام مع هذا الفريق انه هناك ضربة لايران من هنا وحتى ايار، وبالتالي ايران تضرب, سوريا تحاصر, حلفاء سوريا وايران في لبنان يدب فيهم الضعف وتصبح الامور لكم مئة بالمئة. تعليقي المباشر: هل تصدقون الاميركيين؟ وماذا لو كانوا يكذبون عليكم؟ اذا ضربوا ايران تضمنون انتم النتائج؟ من قال ان الحرب مع ايران ستحقق التوقعات الاميركية؟ من يقول ان الحرب على ايران يمكن ان تحدث تغييرات في المنطقة، ليس فقط على الاميركيين بل على كل الذين يشدون مع الأميركيين ايضاً. من يضمن هذا الموضوع؟ انا أقول لكم لا تراهنوا على أمور ممكن ان لا تحدث، واذا حدثت يمكن ان لا تكون لمصلحتكم على الاطلاق. هناك ايضا امر تم التلميح اليه هو عن عدوان إسرائيلي جديد, وهنا في هذا البلد كنت ترى وجوها مسودة لان المقاومة قد صمدت، ويومها حرب تموز لم تكن تستهدف حزب الله فقط، بل لايجاد تغيير جذري في البلد وتغيير المنطقة, ألم تقل رايس ان حرب لبنان هي مخاض لولادة شرق اوسط جديد؟ اليوم اولمرت يناضل لكي يبقى في موقعه، وجميعهم يتكلمون عن فشله بالحرب, واليوم اذا كان احد يراهن على حرب جديدة ليرتب عليها اثارا سياسية لمصلحته فهو مشتبه جدا جدا جدا".
وشدد سماحته على "ان الكلام عن عدوان إسرائيلي هو تهويل، وهو لا يحتاج الى حجة لقيام بعدوان، ومثال اجتياح 82 واضح".
واكد "ان كل من يراهن على "إسرائيل" بعد حرب تموز في لبنان فخياراته بائسة وفاشلة وواهمة". ولفت إلى ان "هناك شيئا ثالثا قيل، وهو انه من اليوم وحتى أيار، هناك أمور كثيرة ستتغير، وهي الإسراع في تشكيل المحكمة الدولية، وبالتالي نحن مع أي محكمة تكشف الحقيقة, ولكن التوظيف السياسي هو ما كنا نخافه، والذي أشار له منذ عدة ايام الرئيس ساركوزي، واليوم يحكى في هذا الكلام استعجال كبير: المدعي العام قد تم تعيينه, الموازنة يتم البحث بها, اسماء القضاة يتم التداول بها, ومن هنا الى ايار تكون بدأت الاستدعاءات ويتم الضغط على سوريا, ومن الآن يتم ذلك، وكثير من الاطراف اللبنانية بسبب ومن دون سبب ستستخدم المحكمة الدولية وبارادة اميركية, وبالتالي نصل الى ايار، اطراف اساسية بالمعارضة مشغولة بنفسها, سوريا مشغولة ايضا بحالها, وتخلو لكم الساحة لتعملوا ما تريدون يا فريق 14 آذار".
ولفت سماحته إلى أن "التعويل على هذه الأمور هو تعويل خاطئ, وان كان في الايام الماضية انكشف الامر على فضيحة في هذه المسألة, تصوروا أنا ليس عندي موقف شخصي من قائد ثكنة مرجعيون، بالنهاية على القضاء ان يقول اذا كان مقصرا او غير مقصر, انا لست الجهة المعنية بمحاكمته, يمكن ان يتحمل المسؤولية الوزير الذي اعطاه الاوامر, لكن الذي عرفناه انه تمت ترقيته! الوزير المختص عندما سئل، قال لماذا لا يرقى؟ عندما يطلع حكمه في القضاء عندها نرى ما يمكننا فعله! ممتاز، عظيم، لماذا لا تعملون مع كل الضباط هكذا اجراء؟ اليوم هناك اربعة ضباط كبار لهم شأنية كبيرة انتم وضعتموهم في السجن، لجنة التحقيق الدولية تقول انا لا عمل لي معهم, اكثر من جهة دولية تطالبكم باطلاق سراحهم, تتهمكم بالتعسف، وانتم من دون دليل ومحاكمة تلقون بهم في السجون، ولم تنتظروا التحقيق والدليل، وحكمتم عليهم وأعدمتموهم سياسيا وأعدمتم عائلاتهم سياسيا ومعنويا، هذا العدل والانصاف الذي يوصل لمعرفة الحقيقة؟! أنا اليوم طبعا سأضم صوتي لصوت سماحة العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان ولكل الاصوات التي تتحدث في البلد من اجل الانصاف، نحن لا ندعو للتغطية على احد، نحن نطالب بالانصاف، أين الأدلة؟ هل الجماعة مدانون، وهل عليهم شهود؟ كل يوم يحصل تفجير في لبنان! ربما يكون لمصلحة الضباط الاربعة، انتم تتهمونهم بإدارة الشبكات، فقمتم باعتقالهم، ولم تقف الشبكات، هذا الموضوع يجب ان يحسم". وقال "ان من السلوك السياسي والفضائحي الموجود في لبنان هو هذا التعاطي، وهذه الطريقة بالتعاطي مع الضباط"، مشدداً على ان أول ضحايا المحكمة هو تسييس المحكمة الدولية، هو التضحية بمعرفة الحقيقة التي اجمع عليها كل اللبنانيين"، مؤكداً ان "المحكمة المسيسة لا تكشف الحقيقة، المحكمة المسيسة ستغطي على القتلة، وسوف تستخدم المحكمة في اطار خدمة المشاريع السياسية الأميركية المشبوهة في المنطقة".
وسأل هل سلوك المدعي العام الجديد والمحكمة الدولية هو سلوك قضائي ام سلوك سياسي، هنا الناس سوف تأخذ القرار وستتصرف على هذا الاساس، ولا احد عند ذالك يجبر احدا على الاستسلام والخضوع عندما يكون هناك استخدام سياسي".
وخاطب سماحته الفريق الآخر داعيا إياه الى أن يفكر في مصلحة البلد بهدوء. وقال ان ما تفعلونه لا ينفع الرهانات على هذا الخارج، وسلوك هذا الخارج، وعلى تطورات المنطقة، لا ينفع. أنا اقول ان متغيرات المنطقة لن تكون لمصلحتكم، بل ستكون لمصلحتنا، الان مصلحتكم ان تتفقوا مع المعارضة اذا كنتم منتظرين تطورات على المستوى الاقليمي بشكل خاص وعلى المستوى الدولي بشكل عام.
واضاف "اليوم لا تزال الفرصة مفتوحة اسمها المبادرة العربية، نحن رحبنا بها وغداً سيأتي سعادة الامين العام الى لبنان، وأنا مجددا ارحب به. ووزراء الخارجية العرب أتعبوا انفسهم وعملوا مبادرة وكتبوا النص وقالوا للامين العام عليك ان تنفذ. النص واضح لمن يقرأ العربية، ويعرف منطق وبلاغة ونحو. النص له تفسير واحد. وقيل انه من الممكن ان لبعض الوزراء نوايا مخالفة ولذلك خرج هذا النص. وانا لا اريد الدخول في تفسير النص. هذه المبادرة ما زالت قائمة، وانا ادعو المسؤولين العرب الى مساعدة جدية للبنان، وان لا تكون المبادرة العربية تقطيع وقت؟ وان لا تكون المبادرة للضغط على المعارضة لان بعض الطروحات التي سمعناها تحدث بها الفرنسيون ولم يمشِ الحال. المطلوب من العرب مساعدة لبنان وليس الضغط على فريق دون فريق اخر. قيل ان هناك مناشدة لسوريا ان تساعد حلفاءها في القبول بالمبادرة العربية، وانا اطالب بقية الدول العربية ان تساعد مع حلفائها في لبنان وتقنعهم بالقبول في روح المبادرة العربية التي اساسها لا غالب ولا مغلوب. طبعا التهديد في التدويل التي سمعناه من الوزير الفرنسي نطلب منه ان يكون باله طويلا علينا، وهو القائل انه يحب لبنان. المبادرة العربية لا يجوز ان تكون خطوة على درب التدويل الذي لا ينفع. اذا كان في لبنان ارادة وقوة وطنية واستقلالية واغلبية من الشعب اللبناني عندها رؤية ومصلحة معينة كل العالم لا يستطيع ان يفرض عليها شيئا خلاف مصلحتها. انا قلت ضمن الحيطان المغلقة او الغرف المغلقة للوسيط العربي اذا كان هناك من احد عمل المبادرة العربية حتى يضغط على المعارضة هذا لا ينفع، واذا كان هناك من احد يريد ان يحمل مسؤولية الفشل للمعارضة او لطرف في لبنان أنا اقول له لا تضيع وقتا. وانا اقول (الوقت المتبقي للمبادرة العربية هو حتى يأتي يوم ويقال من هو المسؤول في لبنان عن الفشل، قلت لسعادة الامين العام "حط هذا الموضوع في رقبتي" وغدا اخرج وقل الموالاة قبلت، المعارضة قبلت، ولم يقبل حزب الله. وهو يتحمل مسؤولية الفشل وانا راض عما تقول).
وقال سماحته "انا ادعو المسؤولين اللبنانيين اليوم لا داع لتحميل المعارضة فشل المبادرة ولا المعارضة تحمل الموالاة. اذا كنتم تفتشون عن احد لتحملوه المسؤولية ادعوكم لوضع ذلك عندي. وانا قلت له ان هذا لا يخيفنا. وقلت للامين العام نحن لا نخاف ونحن تحملنا حرب تموز التي كانت بقرار دولي ومجتمع دولي والدول الصناعية وبعض الاشقاء العرب، والعالم كله، لم نتزحزح ولم نخف ولم ترتجف لنا قدم، حاضرون لتحمل أي مسؤولية او تبعات يريد احد في هذا العالم ان يحملنا اياها".
وأوضح سماحته "ان الإدارة الأميركية تريد ابقاء حكومة الرئيس السنيورة الحالية، او اعادة انتاج حكومة مشابهة لها بعد انتخاب الرئيس، تتماشى وتتماهى مع مجمل المشروع الاميركي في المنطقة، واقول للمسيحيين والمسلمين، الاميركيون لا يعنيهم المسلمون والمسيحيون، يعنيهم مصلحة "إسرائيل" وتفوقها والنفط وسوق السلاح على حساب صراعات المنطقة، اليوم نحن نجدد الدعوة للحوار، هناك ممثل للمعارضة واضح ومفوض ومن الواجب ان تتفاوض معه الموالاة، ومطلوب حوار وتفاهم ومطلوب الوصول الى نتائج. وفي النهاية انصح الفريق الاخر اذا كنت تراهن على متغيرات لبنانية، أي على ارادة المعارضة وصمودها وتماسكها، واذا كنت تراهن على متغيرات في الوضع الإقليمي انتم مشتبهون لذلك تعالوا نراهن على بعضنا ونقول بمعزل عن أي متغير تعالوا لنتفاهم ونضع يدا بيد ونتعاون ونتنازل لنصل الى تسوية في الداخل. نحن قادرون على الصمود والمواجهة وقادرون على صنع الانتصار وقادرون على منع ان يفرض على بلدنا وشعبنا ما لا ينسجم مع مصلحته وكرامته".
وكان سماحته تحدث في الليلة الثالثة في المجلس العاشورائي في مجمع سيد الشهداء، عن مواصفات الحاكم العادل الذي اراده الامام الحسين في مواجهة الفساد والطغيان الذي كان سائدا فقال "ان الحاكم يجب ان يتمتع بثلاث صفات هي: ان يكون لديه علم بالقانون الذي يحكم من خلاله. ان يطبق هذا القانون على نفسه أولاً، وان تكون لديه الكفاءة للحكم". كما تطرق سماحته الى المشروع الاميركي الصهيوني في منطقتنا، فقال ان هذا المشروع لا يواجه بالكلام ولا بالمواجهة السياسية بل بالمقاومة التي تعمل على ازالة الاحتلال"، مؤكدا "على اهمية احتضان المقاومة من قبل شعبها".
وفي الليلة الخامسة انتقد سماحته كلام بوش خلال جولته في المنطقة واتهامه حزب الله بالإرهاب وقال "انا لا اخفيكم, انا شعرت بالاعتزاز عندما كان يتحدث بوش عن حزب الله وعن حركات المقاومة, لانه عندما يتهمنا فرعون, عندما يتهمنا الشيطان الاكبر ويصنفنا في خانة الاعداء له ولمشروعه ولارهابه فهذه مفخرة لنا, المذل هو ان يكون انسان اداة في يد هذا الشيطان وجزءا من هذا المشروع".
وقال سماحته: نحن طلاب عدالة ونسعى لان يكون العدل هو الذي يحكم حياة حكومتنا ومؤسساتنا السياسية والقضائية والامنية والعسكرية والمالية والاقتصادية"، مؤكدا "ان حزب الله لن يتخلى عن مسؤوليته الوطنية ايا تكن التضحيات التي سنتحملها".
وانتقد سماحته الكلام عن أن ايران تعطل آمال اللبنانيين"، متسائلاً من الذي يحول دون قيام حكومة وحدة وطنية حقيقة في لبنان، ايران وسوريا؟ ام جورج بوش وكوندوليزا رايس ودافيد ولش وأدوات هؤلاء؟ وقال "ان هناك بعض القوى في الموالاة لو خليت لنفسها وبدون الضغط الاميركي والخارجي عليها, كانت تقبل بتشكيل حكومة وحدة وطنية وشراكة حقيقية, لان مصلحتها ومصلحة تياراتها واحزابها في هذا الامر وفي عدم بقاء هذا الانسداد، لكن الذي يحول دون ذلك هي الادارة الاميركية, لانها تعتبر ان قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان او اجراء انتخابات مبكرة, هي ضرب او هزيمة او وضع حد للوصاية الاميركية او للتدخل الاميركي في القرار السياسي".
أحيا حزب الله مجالس أبي عبد الله الحسين (ع) في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه في مجمع سيد الشهداء (ع)، وتحدث في المناسبة كل من نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، والوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك، ورئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، ورئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد.
قاسم
وفي هذا الاطار أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن المعارضة تريد لبنان دون وصاية أجنبية "أميركية أو غير أميركية ودون استقواء بالخارج من أجل تغيير موازين القوى، كما تريد ان تتمثل القوى الفاعلة في الحكومة وفق تمثيلها النيابي أو الشعبي ولا تريد أن يتم إقصاء أفرقاء وقوى عن إدارة البلد". مجددا المطالبة بـ"الشراكة لا بالاشتراك".
 وأعرب قاسم في كلمة ألقاها في ثاني ليالي عاشوراء في المجلس المركزي في الرويس، عن أمله بأن يتحقق الحل على قاعدة الشراكة بأسرع وقت.
وقال: "نحن لم نعد نثق بشركائنا في الوطن، ونريد أن نثبت الاتفاقات بطريقة دستورية، أي بضمانات تؤدي إلى تطبيقات عملية تساعد على أن نكون شركاء في الوطن لا ملحقين ببعض من يريد أخذ البلد إلى الوصاية الأجنبية".
يزبك
وقال الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك: "لا التهويل ولا التهديد ولا الوعيد ينفع"، داعياً "اللبنانيين إلى التفاهم والتوافق على أسس المشاركة لا الإلغاء"، متسائلاً: لماذا الإصرار على عدم مشاركتنا؟ وقال: "إن الرهان على زيارة بوش هو رهان على سراب"، لافتاً الى ان "زيارة بوش جاءت لتغطي على الفشل الذي حصدته إدارته بحربها في العراق وأفغانستان وفلسطين وما تهدد به في باكستان ولبنان"، داعيا العرب الى أن "لا يقيموا علاقات معها على حساب أنفسهم وقضيتهم فلسطين"، وقال: "لن نسمح لمشاريع الاستكبار والشيطان الأكبر بأن تتحكم بالرقاب، وإننا على يقين من النصر".


صفي الدين
وشدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين على "ان ثقافة المقاومة ما زالت موجودة وحاضرة، وما زالت هي الثقافة الحاكمة في كل تفاصيل وحياة وخيارات ومواقف المقاومة وأهل المقاومة".
وقال: "ان الحرب التي شُنت لكسر ارادة المقاومة وشعبها ما زالت مستمرة، لكن بأسلوب سياسي يستخدمه بوش وكل من يسير خلفه".
وطمأن صفي الدين "من موقعنا كمعارضة وكحزب الله ومقاومة ان المشروع الأميركي السياسي في لبنان يترنح ويضعف، وكل محاولاتهم كما فشلت في الماضي ستفشل الآن، والوقائع والأحداث تثبت ذلك، ويبقى على الفريق الحاكم الذي راهن كثيرا على المجتمع الدولي ووعود بوش والإدارة الأميركية ان يدرك هذه الحقيقة، ويدرك ان لسياسة بوش أمدا ومدى سوف تنتهي فيه هذه السياسة التهويلية والتهديدية، وأنتم ستعودون الى أبناء بلدكم".

السيد ابراهيم امين السيد
وفي الليلة الثامنة تحدث رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم امين السيد، فأصل لمسألة الحب والتعلق بالله وفي الله، وقسم الحب والمودة في اطار تفسيرها للاية الكريمة:" قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى".
واعتبر انه من غير المعقول ان يفوز الانسان بالجنة لمجرد الحب ولا بد ان هناك تفسير آخر لهذا الحب ووصل الى التعلق الذي به يصبح الانسان في محبة الله ورحمته وهنا أبرز ما ورد في كلمة سماحته:

الحركة على مستوى الوجود البشري بدأت بسجود الملائكة لآدم (ع) ومنذ آدم الذي يمثل مرحلة النبوة الاولى الى خاتم الانبياء محمد (ص) حيث لا رسول بعده ولا رسالة بعده ، كان معنى آية "قل لا اسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى" وكانت بمثابة الوصية الكاملة والخاتمة للأمة وهذا يعني ان النبوات والرسالات الالهية اكتملت وختمت وان الوحي الالهي انتهى بوصية رسول الله في القربى.
كانت خاتمة النبوات هي وصية والوصية هي ارقى من الاوامر واعلى من الاوامر يعني هي خلاصة ما يريده رسول الله ولكنها هي البداية لمرحلة جديدة.
قضى الله ان تكون علاقة الامة بهذا النوع من القيادات وهذا النموذج من الائمة ليرفع من شأن الامة ليكون بمستوى اللائق حتى تكون العلاقة بين الامة وبينهم كما العلاقة بين الناس والله اي كما قال امير المؤمنين (ع): الهي ما عبدتك خوفك من نارك ولا طمعا في جنتك ولكني وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك.
من غير معقول ان يفوز الانسان بالجنة لمجرد اظهار الحب لشخص آخر الا اذا كان المقصود بالحب هو شيء غير العاطفة.
اذا كان من يحب آل محمد يدخل الجنة اي اذا كان المحب يدخل الجنة فكيف بالمحبوب واي مقام للمحبوب وهم آل بيت محمد وهم احباء الله.
الجعل في "جعل بينكم مودة ورحمة" يدخل تحت دائرة الاختيار والمسؤولية وتحت دائرة القابلية والاستعداد أي بمعنى ان الحب والرحمة بين الزوجين يمكن ان ياخذ صيغة التكليف والمسؤولية ويمثل شرط ضروري لتكوين اسرة لكنها بين متساويين اي الرجل والمراة وهي حاجة متبادلة ومتساوية بين الزوجين اما حب الوالدين للاولاد او حب الاولاد للوالدين فالام عندما تحب تحب بدون حاجة والعلاقة بين الاباء والاولاد ليست حاجة متبادلة وليست بين متساويين فالام تعطي التعب والسهر والرحمة والجهد لكن بدون مقابل لان حبها من حب الله ورحمة الله.
ما معنى الحب الالهي وكيف يمكن ان نتصور الحب الالهي في الحديث "احب الله من احب حسيناً" المعنى يرد في دعاء ابي حمزة الثمالي "تتحبب الينا بالنعم ونعارضك بالذنوب.." "خيرك الينا نازل وشرنا اليك صاعد" من هنا يكون الحب الالهي هو الرحمة والمغفرة والانعام والجنة وهذا كله من العطاء الالهي اي الحب الالهي فالحب من الاعلى الى الادنى هو حب غير المحتاج.. اما علاقة المحتاج الى من بيده كل حاجات البشر وكل حاجات الكون فهي  علاقة التعلق.
أصبح للعرب نبي جديد اسمه مسيلمة الكذاب بوش. يأتي الينا بدين جديد , بشريعة جديدة بقيم ونماذج جديدة, نبي يلغي حقوق لبشر ويعطي حقوقا لآخرين, ينزع حقوق ويعطي حقوق, ويحكم على شعب بالموت وعلى شعب بالحياة, يلغي جنسية شعوب ويبقي جنسية أخرى, ويلغي جنسية ارض ويعطي جنسية اخرى , ويوزع الثروة للمنطقة كما يريد ويبشر من معه بالجنة وجهنم, فتحولت فلسطين عند هذا النبي من فلسطين عربية واسلامية الى فلسطين يهودية.وتحول الفلسطينيون الى غاصبين وتحول الاسرائيليون الى اصحاب ارض والنفط العربي هو ملك اميركا بنظره والابار النفطية والدول العربية هي حراس على ابار النفط  بتكليف من اميركا, ويوزع التهم هذا ارهابي وهذا غير ارهابي, وهو اتى اخر مرة ليبشرنا بالعشرة الذين سيدخلون الجنة اسمهم الدول المعتدلة, العشرة المبشرين بالجنة , وعندنا هنا واحد من كثرة ما يتكلم عنه كدنا نظنه خليفة الرسول مسيلمة الكذاب بوش !
بكل الاحوال, هؤلاء قوم تعلقت قلوبهم, العالم مقسومين الى ثلاثة اقسام, هؤلاء قوم خافوا هذا المجرم القاتل المحتل , خافوه , فتعلقت قلوبهم به خوفا وحبا , الاخرين يخافون من الناس ومن العدل ومن العدل والانصاف ومن الاستقامة والنزاهة فكان افضل طريق ليأمنوا من خوفهم من هذا ان تتعلق قلوبهم بإنسان من هذا النوع .هنا احب ان اقول هؤلاء تعلقت قلوبهم بهذا وهذا التعلق هو تعلق المظلوم بالظالم وتعلق المقتول بالقاتل وهذا تعلق الضحية بالجزار, هذا تعلق بالضعيف بالذي سلب قوته , وهذا تعلق الفقير  بالذي سرق ثروته, وهذا تعلق المستضعف الذي سرق حريته وكرامته. بمن تتعلقون أنتم ؟
ايها العرب ايها المسلمون ايها الشعوب الحرة :لا يضللكم هذا الكذاب الآثم مهما فعلت اميركا ومهما حاولت فتبقى الاخطر على العالم ,ستبقى هي التي تهدد حرية البشر وثروات البشر وحقوق البشر.
اما الثالث فهم المؤمنون , هكذا يقول القرآن الكريم ,الذين امتلئ قلبهم بالايمان وامتلئ قلبهم بحب محمد وآل بيت محمد نقول لهؤلاء اذا كان قلبكم قد تعلق بظالم وجبار ومستكبر ومتكبر وقاتل ومحتل فهنيئا لكم هذا الحب اما نحن يا بوش واما نحن ايها العرب والمسلمون فقد تعلق قلبنا بمحمد وآل محمد وقد تعلق قلبنا بصاحب الزمان الذي سيخرج قريبا وقريبا جدا وتكون على يده سقوطكم  وإذلالكم وانهياركم في اقرب مدة واقرب زمن.
 

الانتقاد/ العدد1250ـ 18 كانون الثاني/ يناير 2008



2008-01-18