ارشيف من : 2005-2008
القدس.. والإمام
"السيد الامين العام لجامعة الدول العربية ـ القاهرة
إني أحملكم المسؤولية كاملة بعد ان تركتم جنودي في اوج انتصاراتهم بدون عون او سلاح".
بهذه الكلمات كشف المجاهد عبد القادر الحسيني سلسلة الخيانة والتخلي عن القدس وعن فلسطين من قبل العرب يوم ذاك.. بعد معركة القسطل الشهيرة..
ألم وغصة وحرقة .. وسنوات عجاف.. إلى ان جاء "رجل من أهل قم.." أطلق شرارة مواجهة مع الصهيونية منذ اليوم الاول لتحركاته، وكانت القدس والمسجد الأقصى نصب عينيه.. الثورة في كفة وفلسطين والقدس في كفة.. وقلب المعادلة.
جاء الإمام الخميني (قده) ليعيد مجدنا التليد وليطالب بفلسطين كـل فلسطين وليس بدويلة، أو توطين.. أو ترقيع.
بحث عن يوم لتمجيدها ولحفظها.. فلم يسقط عليها من خارجها بل عزز شخصيتها .. فاختار آخر جمعة من شهر رمضان.. الذي يحييه الفلسطينيون عادة في أفضل الشهور وأفضل الأيام.. ليعلنه يوماً عالمياً للقدس.. ورأى فيه واجباً لإحياء الذاكرة كي لا ننسى.
ولم يكتفِ الإمام بإعلان يوم القدس العالمي مناسبةً، بل وقرنه بـ"يوم إحياء الإسلام.."، و"من لم يشارك في يوم القدس فليس بمسلم..".
القدس والاسلام واحد.. لا اسلام بلا القدس.. ولا قدس بلا الاسلام.
يعود يوم القدس العالمي اليوم وجمهورية الإسلام أشد قوة واكثر منعة مع امتداد النهج الخط.. ولبنان الذي أذل فرسانُ مقاومته الإسلامية جحافل العدوان على مدار 33 يوماً لا يزال عصياً قوياً مقاوماً.. والانتفاضة التي أضاءت شمعتها الثامنة قبل أيام مستمرة برغم كل الصعوبات والأفخاخ..
اليوم يخرج الشرفاء تلبية لنداء الإمام المقدس بإحياء هذا اليوم.. وستغص الساحات تردد معه نداء التلبية والمقاومة..
في كل العالم من لبنان وفلسطين وإيران.. مثلث المقاومة والممانعة الذي هزم العدو مرات ومرات، ينتظر المفاجآة الكبرى لتغيير وجه المنطقة واستعادة القدس التي هي "قدس المسلمين ويجب ان تعود إليهم"، إلى ماليزيا واندونيسيا .. نفس واحد وقبضة واحدة.. لبيك يا قدس.
اليوم تقف فلسطين بمواجهة المشروع الصهيوني، مدعومة من ايران الاسلام حتى آخر قطرة دم .. فيما العرب يستبيحون دمها ويبحثون كيفية تقطيعها ورميها "في البحر"..
هذه هي الحقيقة.. اما السراب فينكشف في كل يوم.
في يوم القدس نجدد "العهد" مع الإمام المقدس.. على ان تبقى القدس هي البوصلة التي لن نضيعها.. حتى نزيل الغصة التي حملها معه.. بتحريرها، وبتوحيد أمة محمد صلى الله عليه وآله.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد 1235 ـ 5 تشرين الاول/اكتوبر 2007