ارشيف من : 2005-2008

السجون والمعتقلات الإسرائيلية الأكثر ظلماً وقهراً في العالم

السجون والمعتقلات الإسرائيلية الأكثر ظلماً وقهراً في العالم

قال عبد الناصر عوني فروانة الباحث المتخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين، اليوم، إن السجون والمعتقلات الإسرائيلية باتت مقابر للأحياء نتيجة ممارسات قوات الاحتلال بحق الأسرى من تعذيب وإهمال طبي متعمد وغيرها من الممارسات المنافية للقوانين والعراف الدولية.
وأوضح فروانة، في تقرير أعده، منذ احتلال "إسرائيل" لباقي المناطق الفلسطينية في حزيران عام 1967، ارتكبت ولا زالت ترتكب، الفظائع والجرائم، وكرد طبيعي من قبل الشعب الفلسطيني الذي عانى الاضطهاد والظلم ومن قبلها الاقتلاع والتشريد عام 1948، نشأت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية، التي تجيزها وتشرعها كافة القوانين والأعراف الدولية، ونتيجة تصاعد حركات المقاومة الفلسطينية واتساع قاعدتها الجماهيرية أصبح هناك مئات من الفدائيين المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف، في محاولة يائسة من قبل سلطات الاحتلال لردع هذه الظاهرة وبجانب ما مارسه ويمارسه من سياسة الإبادة والقتل الجماعي والتهجير ومصادرة الأراضي والممتلكات وهدم البيوت وغيرها من الأساليب العنصرية، أقام الاحتلال سلسلة من السجون، ولجأ إلى اعتقال العديد من الشخصيات الوطنية ومن يشتبه بأن لهم علاقة بالمقاومة من قريب أو من بعيد، مستنداً إلى ما يعرف بـ " قوانين الطوارئ"، التي تجيز اعتقال أي مشبوه عربي دون مذكرة توقيف ودون محاكمة، مشيراً إلى أن هذا يتناقض والمادة التاسعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أنه "لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً " وأنه منذ العام 1967 ولغاية اليوم اعتقلت قوات الاحتلال قرابة 700 ألف مواطن فلسطيني، وزجت بهؤلاء في سجون ومعتقلات ومراكز توقيف ورثتها عن الانتداب البريطاني والحكم الأردني، بعد حرب حزيران وتم توسيعها عام 1970م وبظروف أكثر قسوة، وفي وقت لاحق بنى الاحتلال الإسرائيلي عدداً من السجون والمعتقلات بمواصفاته الخاصة، وهذه منتشرة جغرافياً على طول الوطن وعرضه ووصل عددها الإجمالي إلى ما يقارب من الثلاثين، ولم تعد هناك بقعة في فلسطين التاريخية إلاَّ وأن أقيم عليها سجن أو معتقل أو مركز توقيف، وغالبيتها العظمى تقع في أراضي عام 1948، ومنها ما يقع في أماكن خطرة وغير آمنة ومعرضة للحروب، وهذا يتنافى واتفاقية جنيف الرابعة في فصلها الثاني المادة (83): "لا يجوز للدولة الحاجزة أن تقيم المعتقلات في مناطق معرضة بشكل خاص لأخطار الحرب" وأيضاً المادة 49 من القسم الثالث من ذات الاتفاقية " يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، أياً كانت دواعيه".
وتطرق فروانة في تقريره إلى أبرز السجون والمعتقلات وعدد الأسرى فيها، وهي:
- سجن بئر السبع بقسميه ايشل ( 570 أسيراً ) وأوهلي كيدار ( 480 أسيراً ) ويقع شرق مدينة بئر السبع على طريق أم الرشراش "إيلات" في منطقة صحراوية، ويعتبر أول سجن تبنيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي وافتتح في 3 يناير عام 1970، وأول من استشهد فيه هو الأسير اسحق مراغة بتاريخ 16/11/1983.
-سجن نفحة ويقع في صحراء النقب جنوباً، ويبعد 100كم عن مدينة بئر السبع و200كم عن مدينة القدس وافتتح عام 1980، وفيه الآن ( 820 أسيراً ) وممن استشهدوا فيه راسم حلاوة وعلي الجعفري بعد مشاركتهما في الإضراب الشهير عن الطعام في سجن نفحة في تموز عام 1980، ووليد عمرو في 19 شباط/ فبراير 2003، وشادي السعايدة بتاريخ 31 تموز 2007 وجميعهم نتيجة الإهمال الطبي .
-ريمون وهو سجن جديد يقع بجانب سجن نفحة الصحراوي وفيه قرابة ( 540 أسيراً ) وتم افتتاحه أوائل عام 2006.
-عسقلان وسط مدينة المجدل ويبعد قرابة 25 كم إلى الشمال من قطاع غزة وفيه ( 585 أسيراً ) ويعود افتتاحه إلى أواخر الستينيات، وتحديداً في عامي 1968-1969، حينما أصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي، مرسوماً عسكرياً بافتتاح سجن عسقلان المركزي لاستيعاب الأسرى وبدأ رسمياً في استقبال الأسرى الفلسطينيين في بداية عام 1969، وأبرز من استشهد فيه الأسير عبد القادر أبو الفحم وعمر القاسم ، وأنيس دولة وغيرهم .
-شطة وفيه الآن ( 370 أسيراً ) وافتتح عام 1953، يقع في غور الأردن جنوب بحيرة طبريا.
-جلبوع فيه أكثر من ( 780 أسيراً ) ويقع بجوار سجن شطة وهو سجن تم تشييده حديثاً وافتتح في نيسان عام 2004، ويوصف بأنه السجن الأشد حراسة، وشيد بإشراف خبراء ايرلنديين، واستشهد بداخله الأسير بشار عارف عبد الوالي بني عودة من بلدة طمون في جنين بتاريخ 23/6/2005 نتيجة الإهمال الطبي.
-الدامون بقسميه، ويقع في أحراج الكرمل بحيفا، وفيه الآن كبار وأشبال ( 370 أسيراً )، وأقيم في عهد الانتداب البريطاني كمستودع للدخان، وبعد عام 1948 تم تحويله إلى سجن، وأغلق ثم أعيد افتتاحه في نيسان 2002.
-سجن نفي ترستا وأنشئ عام 1968، ويقع بجانب سجن الرملة وهو مخصص للنساء الإسرائيليات الجنائيات والفلسطينيات.
-سجن الرملة ويقع على الطريق الفاصل بين مدينتي اللد والرملة، وأنشئت سرايا الرملة عام 1934 ابان الانتداب البريطاني على فلسطين، وبعد عام 1948 تم تحويله إلى مركز للجيش الإسرائيلي، وفي عام 1953 تم تخصيص جزء من السرايا كسجن للفدائيين الفلسطينيين ابان ظاهرة فدائيي مصطفى حاقظ، وأشهر من استشهد في هو الأسير إبراهيم محمود الراعي" أبو المنتصر " من قلقيلية وذلك بتاريخ 16/4/1988، نتيجة التعذيب في زنازين العزل في الرملة، ومن ثم أعدم.
-سجن أيالون، قسم من أقسام الرملة لكنه سجن مستقل في أنظمته وظروفه ( 12 معتقلاً إدارياً ).
-سجن نيتسان افتتح عام 1978، وهو قسم من أقسام الرملة لكنه سجن مستقل في أنظمته وظروفه، سمّي بهذا الاسم نسبة إلى مديره الذي قتل على أيدي فلسطينيين وفيه ( 250 أسيراً ).
-سجن تلموند الذي يق جنوبي الخط الممتد بين مدينتي طولكرم ونتانيا على الطريق القديمة المؤدية إلى الخضيرة وفيه قسمان، واحد للنساء وآخر مخصص للأطفال.
-سجن هداريم بقسميه 3 و8، ويقع على مقربة من مدينة نتانيا وفيه الآن أكثر من ( 265 أسيراً)، وهو سجن حديث نسبياً وأسس على نظام السجون الأميركية، وقد أدخل أول فوج من الأسرى الفلسطينيين إليه في شهر تشرين أول/أكتوبر 1999.
-سجن هشارون في بتاح تكفا، وفيه ثلاثة أقسام للأسيرات والأطفال والكبار ومجموع من فيه نحو ( 530 أسيراً)، واستشهد بداخله الأسير سليمان محمد محمود درايجة بتاريخ 26/4/2006 نتيجة الإهمال الطبي وهو من مدينة الطيبة في أراضي 1948.
-سجن بنيامين ( 50 أسيراً ) في الخليل، سجن عتليت " كرمل " ( 20 أسيراً ) ويقع جنوب حيفا وافتتح عام 1985 .
-سجن كفاريونا يقع جنوب حيفا في منطقة بيت ليد على الطريق بين طولكرم ونتانيا داخل أراضي 1948، وافتتح عام 1968م وكان قبل هذا التاريخ مقراً عسكرياً للجيش الإسرائيلي.
- السجن السري 1391، كُشف النقاب قبل نحو 3 سنوات عن وجود السجن السري الذي يحمل الرقم 1391 الذي يقع في قرية تعاونية وسط إسرائيل وعرف لاحقاً بسجن غوانتانامو الإسرائيلي، تشبيهاً بسجن غوانتانامو الذي تديره أميركا والمقام في أحد المناطق في كوبا.
-معتقل أنصار 3، ويقع في صحراء النقب جنوب فلسطين، في منطقة عسكرية مغلقة، خطرة وملاصقة للحدود المصرية، وهو بالأساس معسكر للجيش الإسرائيلي وتم إنشاء المعتقل بداخله، وفيه قرابة ( 2300 أسير )، منهم ( 700 ) معتقل إداري، وقد افتتح هذا المعتقل في آذار عام 1988، وأغلق عام 1996، وأعيد افتتاحه في نيسان عام 2002، وكان يخضع لإدارة الجيش العسكرية وتم نقل السيطرة عليه لإدارة "مصلحة السجون" خلال انتفاضة الأقصى في آذار 2006، وأشهر من استشهد فيه المُعتَقَلان أسعد الشوا وبسام السمودي.
- معتقل مجدو يقع في في منطقة مرج ابن عامر، وضمن حدود مدينة حيفا وهو جنوب غرب مدينة العفولة وشمال غرب جنين وفيه قرابة ( 1400 أسير)، وكان يخضع لإدارة الجيش العسكرية وتم نقل السيطرة عليه لإدارة مصلحة السجون خلال انتفاضة الأقصى أواخر عام 2005، واستشهد فيه الأسرى: محمد خليل محمد الدهامين من الخليل بتاريخ 12/4/2001، وأحمد حسين عبد السلام جوابرة من الخليل أيضاً بتاريخ 28/5/2002، وبشير محمد أحمد عويس من مخيم بلاطة بنابلس بتاريخ 8/12/2003، فواز سعيد محمد البلبل من طولكرم بتاريخ 16/9/2004، وجميعهم نتيجة الإهمال الطبي، بالإضافة إلى راسم سليمان أبو غرة " غنيمات " من كفر مالك –رام الله بتاريخ 27/1/2005 نتيجة الإهمال بعد أن شب حريق في أحد الأقسام ولم تقدم الإدارة المواد اللازمة لإطفائه.
-معتقل عوفر في بيتونيا جنوب رام الله، و أنشئ سنة 1988 وكان يُسمّى معتقل بيتونيا وأغلق أواخر التسعينيات، وأعيد افتتاحه في أواخر آذار / مارس 2002،وفيه الآن ( 900 أسير ) وهناك نية لنقل السيطرة عليه من مسؤولية الجيش إلى إدارة مصلحة السجون، واستشهد في المعتقل صبري صبري منصور عبد ربه بتاريخ 7/7/1990م، من رصاص حراس معتقل عوفر وادعت إدارة المعتقل أنه حاول الهرب.
أما مراكز التحقيق والتوقيف فهي عديدة ويوجد فيها العشرات من المعتقلين، وهي تابعة لأجهزة الأمن الداخلي مثل: الجلمة ويقع على مفترق الجلمة على الطريق العام بين حيفا والناصرة وفيه ( 20 أسيراً) وتم إعادة افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى، وبيت ايل جنوب شرق رام الله ( 30 أسيراً) وهو عبارة عن مجمع للدوائر الحكومية الإسرائيلية مثل المحاكم وأقسام المخابرات والشرطة وهو عبارة عن مركز توقيف، وبتاح تكفا في مدينة بتاح تكفا ( 20 أسيراً) ويستخدم للتحقيق، والمسكوبية في القدس ( 45 أسيراً) استشهد فيه الأسير قاسم عبد الله أبو عكر من بيت حنينا- القدس بتاريخ 25/6/1969م نتيجة التعذيب، ومعسكر حوارة فيه الآن ( 45 أسيراً )، وهو معسكر أقيم بالقرب من نابلس ينقل إليه أسرى المنطقة بشكل أولي للتحقيق معهم، قبل أن يتم نقلهم لمراكز تحقيق أخرى داخل أراضي 1948، ويقع في أطراف مدينة نابلس، ومركز توقيف المجنونة جنوب الخيل ( 18 أسيراً)، عبارة عن معسكر لقيادة الجيش الإسرائيلي، ومركز تحقيق وتوقيف لأسرى جنوب الخليل ويتسع ما بين 20 – 30 أسيراً، ويقع جنوب الخليل، و معسكر سالم ( 25 أسيراً) ويقع غربي مدين جنين، وقدوميم ويقع في مستعمرة "كفار قدوميم" في محيط معسكر للجيش بجانب قرية كفر قدوم، ولا يبعد المعتقل عن مخازن الأسلحة الثقيلة والذخائر في هذا المعسكر سوى أمتار معدودة، بالإضافة إلى أنه يوجد بجانب المعتقل حقل رماية نارية يسبب فزعا دائما للأسرى على مدار الساعة بسبب إطلاق النار وصوت الإنفجارات المتتالية، إضافة إلى تشكيله خطرا على الأسرى، ويقع ما بين نابلس وقلقيلية، وفيه قرابة ( 24 أسيراً)، وايرز، على الحدود مع شمال قطاع غزة، وهناك مراكز تحقيق في بعض السجون كعسقلان مثلاً وفيه العشرات، وكفار عتصيون وهو عبارة عن مركز تحقيق لسكان شمال الخليل مثل العروب وبيت فجار ويقع ما بين الخليل وبيت لحم.
وتطرق الباحث والأسير السابق فروانة إلى سجون ومعتقلات كانت قائمة وأغلقت، مشيراً إلى أنه قبل اتفاقية اوسلو وانسحاب قوات الاحتلال من بعض المناطق الفلسطينية وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في أيار 1994م، كانت هناك العديد من السجون والمعتقلات ولكنها أغلقت، لأن المناطق المقامة عليها قد سلمت للسلطة الفلسطينية، ومنها، سجن غزة المركزي الذي كان مقاماً وسط مدينة غزة وفيه قسم للتحقيق أطلق عليه الفلسطينيون "المسلخ " وأنشئ في الثلاثينات في عهد الانتداب البريطاني كمقر للقيادة العسكرية البريطانية، وبعد عام 1948، ووضع قطاع غزة، تحت وصاية الإدارة المصرية، تم استخدامه كمجمع للدوائر الحكومية، وخصص جزء من المبنى كسجن للقاطنين في قطاع غزة، وبعد العام 1967 تم استخدامه كسجن ومركز تحقيق سميّ " بالمسلخ"، ومعتقل أنصار 2، وكان يقع على شاطىء بحر مدينة غزة، وهو معسكر للجيش، وفي عام 1984 خصص جزء منه كمكان لاحتجاز للطلبة والشبان الذين يشاركون بالمظاهرات أو للاحتجاز الإحترازي، و مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 تم توسيعه واعتماده كمعتقل وزج به الآلاف من أبناء قطاع غزةن وهو عبارة عن خيام ويسيطر عليه الجيش الإسرائيلي، وسجن الخليل وسط مدينة الخليل، وسجن طولكرم في مدينة طولكرم، وسجن رام الله شمال مدينة رام الله، وسجن جنيد في نابلس، سجن نابلس شرق مدينة نابلس، وسجن جنين في مدينة جنين، وسجن الفارعة ويقع جنوب شرق مدينة جنين.
أما المعتقلات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، التي اعتقلت فيها سلطات الاحتلال، فلسطينيين ولبنانيين، فهي، أنصار والخيام في الجنوب اللبناني، مشيراص إلى أن معتقل أنصار افتتح في 14 يوليو/ تموز 1982 في قرية أنصار في الجنوب اللبناني في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتم زج الألوف من اللبنانيين والفلسطينيين فيه، وأغلق في 4 ابريل 1985.
أما سجن الخيام، ويقع في بلدة الخيام في أقصى الجنوب اللبناني، ويعود أساس هذا السجن إلى ثكنة أنشأتها قوات الانتداب الفرنسية سنة 1933 في أقصى الجنوب اللبناني، وقد أخلى الفرنسيون الثكنة المذكورة عقب الاستقلال، وتسلمها الجيش اللبناني سنة 1943، ولم يعرها اهتماما، وفي آذار/ مارس 1978، وبعد الاجتياح الأول للقوات الإسرائيلية للجنوب، تسلمت الثكنة ميليشيات سعد حداد العميلة لإسرائيل، وكانت في البداية مركزا للتحقيق إلا أن القوات الإسرائيلية وعقب إقفالها معتقل أنصار عام 1985 حولت هذه الثكنة إلى سجن إسرائيلي كبير يتألف من 67 زنزانة جماعية وأكثر من 20 زنزانة فردية، وقد اتسعت شهرة هذا السجن بسبب الجرائم التي ارتكبت فيه ضد الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين، وأغلق هذا المعتقل بعد تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 وتحول إلى مزار سياحي.
وأشار فروانة إلى أنه زار هذا السجن واطلع عن كثب على أوضاعه القاسية وظروفه المأساوية والتقي مجموعة من الأسرى السابقين الذين أعتقلوا فيه.
وقال فروانة، إن السجون عبارة عن مبان أسمنتية قديمة بالية تآكلت بفعل عوامل التعرية وسوء الصيانة، والغرف معتمة باستثناء نافذة صغيرة جداً هي نافذة القضبان الحديدية وشبكة من الأسلاك الحديدية، والغرف تفتقر للهواء اللازم للتنفس بسبب الإزدحام وحشر العشرات في غرفة واحدة.
أما المعتقلات فهي عبارة عن معسكرات اعتقال منتشرة فيها الخيام، وكل مجموعة من الخيام تشكل قسماً يحيطه السياج والحراس المدججون بالسلاح من كل جوانبه وهي أشبه بمعسكرات الاعتقال في عهد النازية، مع إضافة ما ابتكرته العقلية الإسرائيلية من قمع وإذلال.
وأضاف: لا فرق من حيث الجوهر والمعاملة ما بين الأسرى في هذا السجن وذاك المعتقل، فجميعها تشهد ظروفاً سيئة متشابهة، كما لم تفرق سلطات الاحتلال في معاملتها ما بين المعتقلين من حيث الجنس أو العمر أو الشريحة، أو ما بين معتقل جديد وآخر قديم ، فالكل سواسية أمام شواخص استهدافهم ، وجميعهم يتعرضون منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم لأصناف مختلفة من التنكيل والتعذيب، ويتلقون طعاماً سيئاً للغاية، كماً ونوعاً، ويفتقر لعناصر التغذية الأساسية، والمياه الساخنة شحيحة وكذلك أدوات ومواد التنظيف، وبالتالي تنتشر الحشرات والأمراض الجلدية بكثافة.
وأكد فروانة أن القسوة والإهانة سمة أساسية لدى السجان في تعامله مع الأسرى، وتتضمن توجيه الشتائم البذيئة وسب الذات الإلهية وإجبار الأسرى على التعري الكامل بشكل مهين بحجة التفتيش واقتحام الغرف نهاراً وليلاً من قبل حراس السجن والوحدات الخاصة عادة، إضافة إلى التحرش الجنسي والإغتصاب أحياناً، منوهاً إلى أن المادة 13 من الباب الثاني في اتفاقية جنيف الرابعة تقول ( يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أى فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدها، ويعتبر انتهاكاً جسيماً لهذه الاتفاقية، وعلى الأخص لا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية للأسير المعني أو لا يكون في مصلحته )، أشار إلى أن قرابة ( 190 ) أسيراً استشهدوا داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وآلاف التجارب الطبية أجريت على الأسرى، والمئات من الأسرى السابقين توفوا بسبب أمراض السجون، والرعاية الطبية تكاد تكون غير مجدية وهذا يتناقض والمادة 30 من اتفاقية جنيف، الفصل الثالث ( توفر في كل معسكر عيادة مناسبة يحصل فيها أسرى الحرب على ما قد يحتاجون إليه من رعاية، وكذلك على النظام الغذائي المناسب).
وتابع فروانة في تقريره، باختصار شديد فإن سلطات الاحتلال تنتهك وبشكل فاضح حقوق الأسرى الأساسية والتي أقرها القانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، وهناك فجوة واسعة ما بين مجموعة الواجبات والالتزامات التي تقع على الاحتلال وفقاً لتلك المواثيق، وما بين الواقع المرير للسجون، ليس هذا وحسب بل تمارس إرهاباً منظماً وخرقاً سافراً لمواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان والاتفاقات الدولية حول معاملة أسرى الحرب والسكان المدنيين زمن الحرب، وتبتدع وتبتكر بين الفينة والأخرى أساليب جديدة أكثر قمعاً، وتشيد أقساماً وسجوناً جديدة أكثر قسوة وانتهاكاً لتلك المواثيق، وتعتبر هذه السجون والمعتقلات الإسرائيلية هي الأكثر ظلماً وقهراً في العالم تجرى فيها أبشع عمليات القتل الـروحي والنفسي والتعذيب الجسدي، وبداخلها يتم إعدام المعتقلين بشكل بطيء، ولا زالت حكومة الاحتلال تتمادى في انتهاكاتها وغطرستها وتعتبر نفسها فوق القانون والأعراف في ظل الصمت والتخاذل الدولي.
وأكد أن الحركة الأسيرة لم تستسلم لهذا الواقع المرير، فانتفضت وخاضت العديد من الخطوات الاحتجاجية والمطلبية وكما يسميها الأسرى "معارك الأمعاء الخاوية " وتحت شعار " نعم للجوع ولا وألف لا للركوع "، واستطاعت أن تحقق من خلال ذلك العديد من الإنجازات، ولكن هذا لا يكفي ولا يمكن للحركة الأسيرة أن تحقق انتصاراتها وأن تحدث تغييراً جوهرياً على أوضاعها وأن تعيد حقوقها الإنسانية المسلوبة دون دعم ومساندة ومواقف وطنية وقومية على كافة المستويات.
وقال: إذا ما بقيت الأوضاع على حالها فاننا مقبلون على انتفاضة ثالثة عنوانها " انتفاضة الأسرى " .
المصدر : وكالة الانباء الفلسطينية ـ وفا

2007-08-25