ارشيف من : 2005-2008

لبناني يقرر سياسات واشنطن الشرق أوسطية!!

لبناني يقرر سياسات واشنطن الشرق أوسطية!!

الحقيقة لقد تركت الإدارة الاميركية هذه المفاجأة السارة لتتحف اللبنانيين بها لمناسبة ذكرى ثورة الأرز المجيدة، فلم تعلن عنها إعلانا صريحاً ولكنها تركتهم يستنبطونها من خلال التصريحات والمواقف التي تطلق من واشنطن.
بداية، أعلن الناطق الجديد باسم الولايات المتحدة الاميركية ان الادارة الاميركية باتت تتصرف كالميكانيكي المحترم الذي يشتري قطع الغيار من وكيلها المعتمد، وليس كالآخرين الذين يسرقون من سيارة من اجل اصلاح اخرى، وشدد على ان السيارة اللبنانية لم تعد كسيارة "السيدة فيروز ـ زيّون" الذاهبة الى "كحلون" والتي تريد من احد ان "يدفشها دفشة". وقد صرح هذا الناطق ما حرفيته: "الموقف الاميركي العام من قضية لبنان، بخلاف المراحل السابقة عندما كان لبنان كالسيارة المعطلة، كل من أراد قطعة يأخذها منه لتصليح سيارته. اما اليوم، فقد اصبح لبنان سيارة متينة "وماشية" في نظر اميركا والمجتمع الدولي، واذا احتاج اي فريق الى قطعة تغيير، فسيأخذها من سيارة اخرى، وليس من لبنان"...
ثم اعلن الناطق الجديد باسم البيت الابيض ان "الادارة الاميركية ستساعد لبنان بكل الوسائل، وستمنع اي فريق من عرقلة قيام الدولة في لبنان، حتى لو أجبرتها الظروف على مساعدته بالقوة".
فانتبهوا ايها اللبنانيون الى كلمة "بالقوة"، وافهموا الرسالة الاميركية جيداً!!.
ثم ما لبث الناطق الاعلامي الرسمي الأميركي ان أكد "رفض الاميركيين توطين الفلسطينيين في لبنان، وان هذا الموقف أصبح واضحاً لا لبس ولا غموض ولا تردد ولا فروق فيه. وانه مشابه ومطابق للموقف اللبناني، كما هو وارد في الدستور اللبناني".
وهكذا عمت الفرحة الأوساط اللبنانية كافة، وارتاح اللبنانيون لتبدل موقف الادارة الاميركية والرئيس بوش الذي اعلن منذ فترة قصيرة عن اقتناعه بـ"اسرائيل" دولة يهودية، وانه لا مفر من توطين الفلسطينيين في اماكن وجودهم، معلناً رفضه حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ثم شدد الناطق الجديد على ان "لبنان اصبح موضوعاً بذاته في الادارة الاميركية، مثله مثل بقية المواضيع، وفي بعض الاوقات يفوقها اهتماماً على مختلف المستويات، وخصوصاً ان السيدة رايس اصبحت لديها علاقة شخصية بلبنان". 
وهنا استغرب اللبنانيون ان يقوم الناطق الجديد بإدخال الخصوصيات الحميمة للسيدة رايس في مواضيع العلاقات الدولية، ويفصح علناً عن علاقاتها "الشخصية" في لبنان؟... لكنهم عادوا وانتبهوا الى ان السيدة رايس لم تخفِ في تصريحات سابقة اعجابها الشخصي "بالقائد الاستثنائي" الذي يقود شعبه، ووصفته بأوصاف لم يحلم بأن يسمعها في حياته، اذ ان كل ما يسمعه من اللبنانيين هو اتهامه بالسرقة والاستئثار ومطالبته بالرحيل. فكيف تريدون من هذا الشخص ان يحبكم ايها اللبنانيون ويكره اميركا ووزيرة خارجيتها؟؟ أمجانين انتم؟؟
ولم يكتفِ الناطق الجديد بهذه الاعلانات الرائعة، بل طمأن اللبنانيين ان لا حرب قادمة، وانه فرض على الادارة الاميركية "تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية القائمة في المنطقة"، وانه يستبعد "حصول ضربة عسكرية ضد اي دولة في المنطقة"، معتبراً ان "إرساء البوارج يأتي في سياق التموضع العسكري العام الاميركي وغير الاميركي في منطقة الخليج والبحر الابيض المتوسط. وقد يفيد لبنان من هذا الوجود العسكري من خلال التوازن القائم في المنطقة"...
بشرى سارة للبنان وشعبه، لقد عينت الادارة الاميركية ناطقاً جديداً باسمها، ومقرراً لسياستها الخارجية في الشرق الاوسط هو لبناني من بلدة بشري في الشمال، بلدة جبران خليل جبران، والقرية الهادئة التي تنام بالقرب من أرز لبنان الشامخ، أرز الرب.

هل هو زمن البشائر ام ماذا؟؟؟:
- لبناني "قح" يصبح مقرر السياسات الشرق اوسطية في البيت الابيض، فيتخطى حقده القديم على الجيش اللبناني ويطالب له بمساعدات لوجستية ومادية وغير ذلك!!
- عميد جبيلي يشغل الاجهزة الامنية والعسكرية بسبب اصرار "الملايين" من انصاره اللبنانيين على اطلاق الرصاص ابتهاجاً بظهوره في برنامج صباحي على احدى شاشات التلفزة المحلية...
- فرقة من الشباطيين ترسل حمامات بيضاء الى الشريك الاخر في الوطن، وفي فمها رصاص متفجر وسموم الافاعي...
- احد سعداء الموالاة يعلن ان هناك موقفاً موحداً بين "اسرائيل" وحزب الله تجاه حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ويسأل لماذا هناك موقف موحد بين اسرائيل وايران حول نظرتهما إلى العالم العربي؟
انها نهايات الازمنة بالتأكيد....
الله ينجّي لبنان واللبنانيين من الاعظم!!

ليلى نقولا الرحباني
الانتقاد/ العدد1259 ـ 21آذار/ مارس 2008

2008-03-25