ارشيف من : 2005-2008

مجرد كلمة: من سرق أفكار سيسون؟

مجرد كلمة: من سرق أفكار سيسون؟

ما كانت تنتظره مجموعة البيال التي التقت قبل اسبوع إحياءً لذكرى ثورة الربيع.. هو الطلّة العظيمة لميشال سيسون.. وما إن أطلت سعادة القائمة بالأعمال حتى اشرأبت الأعناق، وانتصبت قامات الرجال، وفتح القادة الآذاريون عيونهم على اتساعها حتى تلتقط مشهد حضورها. وعندما وصلت الى مقدمة القوم، فتحت أذرع القادة لتحتضنها، وانحنت جماهير "النخبة" إجلالا لحضورها المنتظر.. وتطاول القصار ليحظوا برؤيتها.
..انها ميشال سيسون، القائمة بالاعمال الاميركية في بيروت، خليفة الحبّوب جيفري فيلتمان وقبله ساترفيلد، انها صورة طبق الاصل عن رئيستها كونداليسا رايس، وممثل كامل لرئيس الجمهورية العظمى جورج بوش.. انها اميركا في لبنان. فكيف لا تقوم كل جماهير الارز وقادة الثورة العظيمة لتحيتها.
.. وفي محضر سيسون ومن واجب التحية لها ولرعاية دولتها "الحنون" وقائدها "العطوف" لا بد أن يدلي "الراسب" سعيّد بما يجعل سيسون تندهش، فما نطقت به شفتاه وهو يقرأ "الوثيقة".. هو فعلاً ما تفكر به سيسون.. وكأن من كتب وأعدّ سطور الوثيقة قد اخترق أنظمة الأمان وتسلل الى عقلها.. وسرق أفكارها. أو أنه في لحظة غفلة من حماة السفارة في عوكر سطا على برنامجها للعمل في لبنان..
اذاً تعرضت سيسون لغدر حلفائها، بعملية سطو على برنامجها في لبنان نفذها رجال كانت تثق بهم اشد الثقة.. ومستحيل حسب تحليلها أن يكون ما جرى توارد أفكار.. لأن ما قرأته في قصاصة الورق التي استلمتها على باب "البيال" وما سمعته هو نسخة طبق الاصل عمّا أعدته هي.
لكن وعلى الرغم من انه غدر.. أعجبها، ولم تخف غبطتها من مئات الايدي التي اصطدمت ببعضها لحظة دخولها قاعة البيال محدثة صفيقاً لم يحظَ به رئيس رئيستها في واشنطن.. وبالتأكيد فإن آذار في الحلقة الثانية من ثورته سيحملها الى حيث تشتهي من المناصب في الدبلوماسية الاميركية..
 ولن تنسى سيسون أن ما طرح هو سرقة منظمة لأفكارها، ولن تقبل بالعفو عنهم حتى يقروا بذلك.
نعم.. في الشكل والمضمون وبالاستناد الى وثيقة البيال، فإن فريق 14 آذار خارج الوصاية الاميركية!!
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1259 ـ 21 آذار/مارس 2008 

2008-03-21