ارشيف من : 2005-2008

بقلم الرصاص: قوة العرب في ضعفهم؟

بقلم الرصاص: قوة العرب في ضعفهم؟

كتب نصري الصايغ
مشهد أول
ديك تشيني في العراق، محتفلاً بالذكرى الخامسة، لتدمير العراق المستدام، جورج بوش غير نادم على قرار الغزو، لأن أميركا يجب أن تنتصر، الأساطيل الأميركية تقترب من شواطئ الخليج ولبنان وسوريا، تمهيداً لقرار يعده بوش، لغزو ما.
مشهد ثان
خرجت مجموعات في الولايات المتحدة، تطالب بـ"أعيدوا أولادنا الينا"، مجموعات أخرى في أوروبا، تحرّض الضمير العالمي المغمى عليه قصداً، لوقف المجزرة في العراق، لم تخرج أي مجموعة، صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، لتذرف دمعة على العراق، حتى الدمع العربي الكاذب، بات شحيحاً، فتباً لأُمة أَمَة.
مشهد ثالث
التقارير الأميركية، رصدت انخفاضاً في أعمال العنف في العراق، أي أن عدد العمليات بات في حدود المئة يومياً، وعدد الضحايا، في حدود السبعين يومياً، وعدد الجرحى غير محسوب، ومعظمهم يموت في ما بعد والولايات المتحدة، تنتظر التوقيع على أمرين: قانون النفط، واتفاقات الإقامة الدائمة لقواتها.
مشهد رابع
هذا المشهد سري للغاية، مشهد غير مرئي، انما، بالإمكان معرفة صورته من خلال الاستعداد الأميركي للحرب، ورغبة أنظمة التخاذل العربي، في ان تنهي اميركا نظام دمشق، وأن تنهي اسرائيل، مقاومة حماس، وأن لا تفلت قوى 14 آذار، سلاح المقاومة في لبنان، انه مشهد، لكثرة ما هو سري، يبدو غبياً ومفضوحاً.
مشهد خامس
لأول مرة، ترتبك "اسرائيل"، شمالاً وجنوباً ووسطاً، فماذا تفعل؟ ولأول مرة، تتحول المستوطنات في جنوب فلسطين المحتلة، إلى "قرى حدودية" تتعرض للقصف الصاروخي يومياً، ولأول مرة، سيصبح لديهم "لاجئون"، يقضون وقتهم في النزول والخروج من الملاجئ، من كان يتصوّر أن "اللاجئ" سيصير "اسرائيلياً".
مشهد سادس
تتجمع قوى 14 آذار، وتصدر وثيقة التعليق اللازم والمبرم، يجب أن يكون: حبر على ورق، ولا الحبر لبناني، ولا الورق صيني، كلام يضاف إلى كلام والإناء ينضح بما فيه، وما في الإناء، متصل بعوكر، وتتجمع أنظمة عربية في قمة، التعليق المسبق عليها، يجب أن يكون: "غود باي يا عرب".
مشهد سابع
لبنان ما زال بلا رئيس، يعيش بحكومة مبتورة، مجلس نواب قيد النسيان. انتخابات نيابية في مدار الخطر، أقوال عن فصل وانفصال، طائفية مزاوجة بمذهبيات والسلالة اللبنانية من سبط الهجائن، وما زال البحث مستمراً في جنس الملائكة.
مشهد ثامن
أمة ليست على ما يرام، أنظمة في كل ما يُضام، شعوب تتفيأ خوفها وقدس مصائرها في باب الوفيات، نفط مدرار، لونه يميل إلى الخضرة والدم، كتب تحرّض على أن قوة العرب في ضعفهم.
مشهد ليس الأخير:
غزة الحرة، شهيدة على قيد الحياة،
لبنان المتحرر، أقوى دولة عربية،
العين، عندما تقاوم المخرز، تنبت لها أنياب وأظافر، الغد، ليس اسرائيلياً، ولا أميركياً.
الانتقاد/ العدد1259 ـ 21 آذار/مارس 2008

2008-03-21