ارشيف من : 2005-2008
باختصار: خمس سنوات
خمس سنوات مضت على الكارثة الرهيبة التي حلت في بلاد ما بين النهرين، خمس سنوات مرت على كذبة بوش الكبيرة، خمس سنوات مرت على إعلان بوش النصر وانتهاء الحرب، وفي الذكرى الخامسة ما زال بوش يعلن أنه انتصر في هذه الحرب مضيفا على ذلك أن اجتياحه للعراق كان أمرا رائعا.
ومع أن بوش لم يحدد تفسيره لكلمة رائع، ولكن يمكن تحديده من نتائجه حتى الآن بالنسبة للعراقيين، فالأمر بيّن أكثر من مليون مهجر، مئات الآلاف من الضحايا، فرز عرقي وطائفي، نهب لثروات البلاد النفطية، لا ماء ولا كهرباء، والعراقيون يشترون البنزين من الخارج.
أما من جهة واشنطن فالعجز المالي ارتفع من 5 تريليون دولار إلى 10 تريليون دولار، اقتصاد مهترئ على شفير الانهيار، إفلاس لأعرق البنوك الأميركية، تراجع غير مسبوق في سعر الدولار الأميركي وارتفاع قياسي لسعر برميل النفط، أكثر من أربعة آلاف قتيل في صفوف الجيش الأميركي، عدا عن المعاقين والجرحى والمنتحرين والهاربين من الخدمة، فشل ذريع في أكثر من مخطط في المنطقة، وانفراط كبير داخل فريق بوش الحاكم من المحافظين الجدد.
وإلى أن يحدد بوش أو يسأله أحد ماذا كان يقصد بكلمة رائع، يضيف إلى مآثره مأثرة جديدة وهي وصفه النصر الذي حققه في العراق بالنصر الاستراتيجي، وهذا يقتضي بحثا جديدا في المقصود بمصطلح الاستراتيجي عند بوش.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1259 ـ 21 آذار/مارس 2008