أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018
ارشيف من : 2005-2008
د.غسان عزي لـ"الانتقاد.نت" يقرأ نتائج الانتخابات المحلية في فرنسا: آن لساركوزي أن يتصرف كرئيس للجمهورية
الخيبة تلو الأخرى، بدءاً بشعبية تراجعت إلى حوالى 30% (المرة الأولى التي تصل فيها شعبية رئيس فرنسي الى هذا المستوى خلال هذه مهلة قصيرة على توليها الرئاسة) وصولاً إلى خسارة كبيرة لحزبه الحاكم "الاتحاد من اجل حركة شعبية" في الانتخابات المحلية مقابل فوز لافت لليسار والحزب الاشتراكي.
في اتصال مع "الانتقاد.نت" قرأ الخبير في الشؤون الفرنسية د.غسان العزي في نتائج الانتخابات البلدية في فرنسا ودلالاتها حيث اعتبر أنها "تشكل إنذاراً لساركوزي وحزبه بضرورة الإسراع في تحقيق الاصلاحات التي وعد بها الشعب الفرنسي" مشيراً إلى "ان الرهانات على هذه النتائج تقتصر على الصعيد الداخلي الفرنسي ولا تتعداها إلى السياسة الخارجية خصوصاً وأن الفرنسيين يحبون التغيير وتداول السلطة وبالتالي فإن اختيارهم لليسار في الانتخابات البلدية قد لا يعني تبدلاً في خياراتهم السياسية بقدر ما هو موقف إزاء سياسة ساركوزي".
ويقول د.العزي "إن من يذهب الى فرنسا في هذه الأيام يستطيع أن يتلمس أن ساركوزي هو رئيس موجود في كل مكان إلا أن وجوده يقتصر على صوره وحياته الشخصية والإصدارات التي كتبت عنه" مشيراً "إلى أن ذلك يبدو أنه لا يروق للفرنسيين حيث يتحدث في مقابلاته الصحفية عن علاقاته الغرامية أكثر ما يتحدث عن مشاريعه الإصلاحية".
وبحسب د.العزي "فإن الرسالة الأساسية التي يجب أن يقرأها ساركوزي من نتائج الانتخابات المحلية أنه "عليك أن تغير أسلوبك وطريقة تواصلك مع الفرنسيين وأن تباشر مشروع الإصلاحات" مضيفاً "ان حتمية التغيير يتم التأكيد عليها من قبل القياديين في الحزب الحاكم".
ورداً على سؤال حول ما يتوجب على ساركوزي القيام به لامتصاص هذه الخسارة رأى العزي "إن ساركوزي قد يلجأ إلى تغيير حكومي من خلال إقالة الوزراء الأربعة الذين خسروا في الانتخابات البلدية".
وإذ يرى المراقبون أنه لا يزال أمام ساركوزي متسع من الوقت لتحسين صورته فإن سلوكه واستمراره بهذه السياسة من شأنه إضافة المزيد إلى رصيد رئيس وزرائه فرانسوا فيون الذي يعمل بشكل جدي أكثر ويخلق نوعاً من التوازن و"التناقض" في آن مع ساركوزي، ويرى د.العزي في هذا الإطار "ان ساركوزي لن يسمح لفيون بأن يستمر في خطف الأنظار لفترة طويلة".
"آن لك أن تتصرف كرئيس للجمهورية" هكذا قال الفرنسيون لنيكولا ساركوزي من خلال الانتخابات المحلية التي شهدتها فرنسا الأسبوع الماضي، فهل سيتلقف ساركوزي الرسالة ويعمل بها قبل فوات الأوان؟
التاريخ: 18/3/2008