ارشيف من : 2005-2008

نقطة حبر: الشجرة المحمدية

نقطة حبر: الشجرة المحمدية
العودة إلى رسول الله (ص) في ذكرى مولده هي بمثابة التأسيس الأسبق الذي تستوطنه شجرة النسب المحمدي بما تعنيه من قوة رؤيوية تحمل رسالة التغيير في هذه الأمة التي يتناهشها أعداء الداخل والخارج. فالأمة الغارقة في جاهليتها القديمة كانت بحاجة إلى مخلّص ـ راءٍ يستنقذها من نفسها أولاً، ومن عصبياتها القبلية وقيمها وعاداتها المتحجرة ومن أعدائها الخارجيين تالياً، وكان هذا الرسول المخلّص هو محمد بن عبد الله (ص) الحامل لخطاب السماء إلى أهل الأرض. المفاهيم التي تضمنها الخطاب المغاير للسائد ـ القرآن الكريم ـ لم تكن من "عِنديّاته"..  وإنما هي مفاهيم سماوية، لكن حمل محمد(ص) لهذه التعاليم وتبشيره به وخوضه المعارك والحروب من أجلها لم يكن بالأمر السهل، وإنما كان عملاً غير محدود بحيويته وآفاقه وتكويناته، لم يكن خطاب محمد (ص) خطاباً مشاكساً ومختلفاً ومغايراً فحسب، إنه كان خطاباً رؤيوياً يتمدد واسعاً في النفس البشرية وفي بناء الذات والمجتمع على قاعدة العبودية والتوحيد لرب السماوات والأرض، ونفي واستبعاد كل ما عداه عن دائرة الخلق والفعل والتأثير "بل له الأمر جميعاً"، "بل له الخلق والأمر".
خطاب المقاومة الاسلامية الذي يحمله سماحة السيد حسن نصر الله بعلو صوته وقوة حكمته، ومناهضته للاستكبار الاميركي ـ الصهيوني هو بمثابة الانبعاث للحيوية المحمدية البالغة في مهاد التقاطعات ومشتبك الاهتمامات، فالخطاب الرائي الذي يصف القوة الصهيونية بالوهم، والذي يتحدث عن "الخراب الثالث"، ويرى في استشهاد القائد عماد مغنية "بشارة النصر الحاسم"، يعود نسبه ـ الخطاب وصاحبه ـ إلى الشجرة المحمدية.
 بوركت يا شجرة محمد من نسب.
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد1260 ـ 28 آذار/ مارس 2008
2008-03-28