ارشيف من : 2005-2008
باختصار: قمة القمم
تتجه الأنظار إلى دمشق منتظرة موعد افتتاح القمة العربية العشرين، بعدما جزم الكثيرون بأن هذه القمة لن تعقد، وفي حال عقدت فلن تكون قمة بالمعنى الحرفي للكلمة.
وبدت دمشق في الأشهر الأخيرة كمن دخل صراع إرادات وإثبات وجود مع محور الشيطان الأكبر وما لف لفيفه الذي جند كل ما يملك لإفشال هذا الحدث العربي السنوي، ولإكمال العزلة على سوريا ومن يقف بجانبها من المقاومين والممانعين.
بيد أن هذه المعركة أيضا لم تختلف في نتائجها عن المعارك التي سبقتها بين الطرفين من حرب العراق إلى لبنان إلى غزة فإيران. ومرة أخرى أثبتت القوى الحية في هذه المنطقة رؤيتها التي ترجمت بالتفاف شعبي عربي عارم حولها، والذي ترجم بالتالي قرارا عربيا شبه جامع بضرورة حضور هذه القمة، لا بل من كان يهدد بمقاطعتها اضطر برغم نياته المبيتة وبرغم التشجيع الأميركي له إلى أن يتراجع ليعود ويشارك ولو رمزيا.
إذاً مجرد تثبيت موعد القمة العربية في المكان والزمان يعد انتصارا لسوريا أولاً، ولكامل منطق المقاومة ثانياً، وهو أمر يكاد يوازي بأهميته مداولات القمة وقراراتها، وعليه فإن المعركة لم تنته فصولا بعد، إذ تبقى القرارات والنتائج التي ستتمخض عنها، وهي معركة ثانية إن انتصرت فيها سوريا تستحق أن يطلق على قمتها قمة القمم.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1260 ـ 28 آذار/ مارس 2008