ارشيف من : 2005-2008

بقلم الرصاص: "اسرائيل" خائفة على "اسرائيل"

بقلم الرصاص: "اسرائيل" خائفة على "اسرائيل"

كتب نصري الصايغ
I النهايات
"اسرائيل" خائفة على تل أبيب.
لدى "اسرائيل" اليوم، قرى حدودية.
مستعدة "اسرائيل" لاستقبال اللاجئين من اليهود.
الحرب القادمة، إن وقعت، ستندلع وتصل إلى قرى وبلدات ومدن "اسرائيل".
لا حرب اسرائيلية خاطفة، ولّت الانتصارات الحاسمة، بساعات أو أيام معدودة.
لا حرب "اسرائيلية" في العمق العربي وحده، الأعماق الإسرائيلية باتت هشة، وعلى مرمى "القسام"، فكيف ستكون حالها وهي على مرمى صواريخ بأسماء أخرى.
انتهى الزمن الإسرائيلي الذي يحسم فيه الطيران المعركة، فتسجد الجيوش، وتركع الدبابات، ويؤسر الجنود، وتقبض على الأرض وتطوّب بقوتها الاحتلال.
انتهى التفوق الإسرائيلي.. وهي تستعد للبكاء، وللاحتفال بالرماد، وتوقّع الركام.
"اسرائيل" خائفة على تل أبيب؟؟؟
كلا.
"اسرائيل" خائفة على "اسرائيل".

II التدمير المتبادل
في الزمن الاسرائيلي السابق، سجل حافل بالتدمير.
في الزمن العربي السالف، سجل حافل بالركام.
دمرت اسرائيل مدينة السويس، مرتين، الأولى في العام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر، هكذا، عدوان بلا سابق إنذار،
قررت اسرائيل غزو سيناء وتدمير السويس، ولم يحاسبها أحد، وبكى المصريون مدينتهم.
عام 1967، أقدمت "اسرائيل" على تدمير السويس وبور سعيد، خلفتهما بعد العام 1969، ركاماً.
بكى المصريون مدن القتال.
عام 1982، اجتاحت "اسرائيل" نصف لبنان في أيام أقل من أصابع اليد الواحدة، وحاصرت بيروت، دمرتها، براً وبحراً وجواً، تفرج العرب على خراب بيروت، أمّ العواصم، وبكينا "ست الدنيا يا بيروت".
من حق "اسرائيل" أن تخاف، لأن ما تذوقناه مراراً، ستتذوقه دائماً، وإذا كانت تحتفل اليوم، بتدمير بغداد مرتين، والعراق برمته على أيدي "أميركا الاسرائيلية"، فستحتفل بجنازات كثيرة، فالركام معدٍ، والدمار كالطاعون.
تحاول "اسرائيل" أن تبعد عنها الكابوس من الشمال، فيأتيها السواد من الجنوب، تحاول ترميم الجنوب، فتعيش هاجس الشمال، انه زمن الحصار.. وليس باستطاعتها التراجع.
خطوة أولى إلى الوراء وتسقط في الهاوية.
أو، خطوة أولى في السياسة إلى الوراء، وتوقّع على نهايتها.

III السياسة شعر أيضاً
يتهم الشعر بالمخيلة، أحياناً بالرؤية، وأحياناً بالخبل.
في الشعر فلسطين عروس تعود إلى عريسها، وشعب يبتهج بخصب الحب والعطاء.
في الشعر، فلسطين على مرمى العشق والدم، وهي على قيد أنملة من الحلم.
في الشعر، فلسطين تعتلي القباب والمنائر والمساجد والكنائس، وترتل بصوتها الأبدي: "هذا هو شعبي  الحبيب فله اسجدوا".
في الشعر، مخيلة لإنجاز المستحيل.
ولأن لا شيء يحصل بالكلمة، يكثر الحزن كلما عنّت فلسطين على وقع الجمل.
أمس، وبعد نصوص دامغة في وضوح الانتصار، التقت السياسة بالشعر.
فلسطين عائدة إلى أهلها.
لا تعود بالكلمة، بل باللكمة.
لا تعود بالتمني، بل بما تيسّر من قبضات.
قال السيّد حسن نصر الله، ان "اسرائيل" إلى نهاية، ولم يكن ذلك شعراً.
يوماً ما، سيكفّ الشعراء عن التغني بفلسطين، فغرناطة العرب، وأندلس الإنسانية، عادت إلى محرابها.. وانتهى وقت الأحزان.
فيا قدس، افرحي منذ الآن.
الانتقاد/ العدد1260 ـ 28 آذار/ مارس 2008

2008-03-28