ارشيف من : 2005-2008

ساجده جمال أبو الهيجاء قتل اليهود حلمها برؤية والدها

ساجده جمال أبو الهيجاء قتل اليهود حلمها برؤية والدها

التفكير وقالت سأقول له "السلام عليكم اشتقنا لك يا شيخ"، فكرت وأعادت التفكير وقررت أن ترسل له "قبله" عبر زجاج شباك الزيارة وتشير له بيدها أن اصبر واصمد ، فكرت بأمور كثير ، إلا أمر واحد قررت أن لا تقوم به ألا وهو البكاء أمامه والدها قالت يجب أن لا يرى دموعي أبي ويجب أن تبقى أحزاني على فراقه حبيسة صدري .‏

كهذا بدأ حديث ساجدة لمركز أحرار لدراسات الأسرى قبل زيارة الوالد التي استطاعت عائلة الأسير جمل أبو الهيجاء من انتزاعها بالقوة من محكمة العدل العليا يقضي بالسماح للعائلة الشيخ جمال أبو الهيجاء والمعتقل 26/8/2002 والمحكوم بالمؤبد تسع مرات والمعزول في سجون الاحتلال من تاريخ اعتقاله والموجود للعام الخامس على التوالي في العزل الانفرادي بزيارته لمرة واحده فقط ، ولم يسمح بالزيارة إلا لبنته أسماء وولده حمزه حيث أعمارهما اقل من 16 عام، بينما منع باقي أفراد العائلة من رؤية الشيخ المعزول صاحب اليد المبتورة أثناء ملحمة مخيم جنين.‏

ذهبت ساجده وشقيقها حمزه لسجن السبع بعد ليله طويلة لم تكن لتنقضي ساعتها ومع ساعات الفجر الأولى استقلوا باصات الصليب الأحمر ووصلوا إلى أبواب السجن واصطف أهالي الأسرى صفا طويلا لم تستطع أسماء أن تأخذ مكان متقدم لصغرها وكثره خجلها وقفت بين الناس كانت تنظر إلى الجنود وتريد أن تقول لهم أنا أسماء أريد أن أرى أبي ...وصل لها دور التفتيش وقبل أن يطلبوا الأوراق الثبوتيه أعطتهم الأوراق دققت المجندة في الأوراق وأعادتها لأسماء ولم تنطق بكلمه واحده فقط أشرات برأسها أن الأوراق مرفوضة حاولت أن تستفسر من المجندة عن الأسباب وان معها قرار محكمه فلم تعرها أي اهتمام سقطت الأوراق من بين يديها وانهمرت الدموع التي فكرت بكل شيء إلا بانهمارهما ، وضيقت الدنيا بوجهها بما رحبت وضع شقيقها حمزه يديه على كتفها لكي يشد من أزرها وهو من كان بحاجه لشد الأزر ...الكل منهمك في تصديق أوراقه لرؤية فلذات الأكباد الماسوره، إلا هي منهمكة في كفكفت دموعها .‏

عادت إلى البيت تجر قديها وتلملم نفسها دخلت غرفتها في هدوء ونامت حتى الصباح.‏

هذه هي حكاية الطفلة ساجده التي يمنعها جيش الاحتلال ومصلحة السجون من رؤية والدها منذ 6 سنوات تحلم بيوم يأتي تعانق أبها فيه تحتضنه تشم رائحته تداوي جراحه التي ما اندملت تحدثه عن صديقاتها وعن أحلامها وأمنياتها ، فمتى سيأتي ذلك اليوم يا ترى !!!‏

المصدر: مركز أحرار لدراسات الأسرى‏

2008-03-24