ارشيف من : 2005-2008

الرئيس الحص: نتمنى لو ركزت القمة على ضرورة توافق سوريا والسعودية لأن التوافق بين اللبنانيين قد يبقى مستبعدا في ظل استمرار الاشكال بينهما

الرئيس الحص: نتمنى لو ركزت القمة على ضرورة توافق سوريا والسعودية لأن التوافق بين اللبنانيين قد يبقى مستبعدا في ظل استمرار الاشكال بينهما

وإصدار بيان يتطرق بمقاربة ايجابية عموما لمختلف القضايا التي يرزح العالم العربي تحت وطأتها الشديدة وبعضها يمزق الصف العربي.‏

واذا كان لنا ان نبدي رأينا في مضمون البيان فاننا ندلي بالملاحظات الآتية:‏

أولا، في قضية فلسطين:‏

سعدنا بتأكيد البيان على ثوابت الموقف العربي، بما في ذلك التركيز على مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين مرتين ومتحاشيا ما درج عليه بعض المسؤولين العرب في الحديث عن حل عادل لقضية اللاجئين. فنحن من الذين يرون ان لب الحل لقضية فلسطين انما يتجسد في حق اللاجئين الفلسطينيين، كل اللاجئين، في العودة الى ديارهم في فلسطين، كل فلسطين، في امتدادها التاريخي من البحر الى النهر. فحديث الحل العادل يفتح باب التسليم بالتعويض والتوطين، الامر الذي يجب ان يكون مستبعدا كليا.‏

ونسجل للقمة انها في بيانها خففت من غلواء الرهان على ما يسمى المبادرة العربية، مع التأكيد على ضرورة التحرك العربي لتحقيق الاهداف القومية في فلسطين باعتبارها قضية العرب المركزية، فالمبادرة العربية كان لنا مأخذ اساسي عليها هو انها تطرح في بداية التفاوض تسوية، اي نصف حل، فكان ما توقعناه من لجوء العدو الاسرائيلي الى استدراج العرب الى المساومة على الصيغة المطروحة توصلا لتسوية على تسوية تكون بمثابة ربع الحل. وهذا لن يرضي الشعب الفلسطيني خصوصا ولا الشعب العربي عموما، وبالتالي لا يمكن ان يؤدي الى سلام حقيقي.‏

ثانيا، في أزمة لبنان:‏

كان من الطبيعي والمنتظر ان يركز بيان القمة على التمسك بالمبادرة العربية وعلى دعم جهود الامين العام لجامعة الدول العربية في السعي الى تحقيق وفاق بين اللبنانيين حول تطبيق مضمون هذه المبادرة.‏

ما كان من المنتظر ان تذهب القمة الى أبعد من ذلك من ذلك في مناقشة الوضع اللبناني في غياب من يمثل لبنان في المؤتمر. ولكننا نتمنى لو ركز المؤتمر على ضرورة توافق سوريا والمملكة العربية السعودية على العمل معا في مؤازرة الامين العام في مهمته، لأن التوافق بين اللبنانيين قد يبقى مستبعدا في ظل استمرار الاشكال المؤسف القائم بين الدولتين الشقيقتين. هذا مع الاقرار بأن للشقيقة مصر دورا محوريا يجب ان يبقى محفوظا.‏

ثالثا، في الازمة العراقية:‏

تناول بيان القمة هذه الازمة المحنة بعناوين عامة سليمة في جوهرها ولكن البيان لم يتحدث عن مبادرة عربية محددة، بمشاركة دول عربية فاعلة على أعلى المستويات، لايجاد الحلول المنشودة لتلك الأزمة التي باتت تهدد المصير العربي في الصميم، وذلك باعتبار ان مفتعلي هذه الازمة المحنة، والذين ما فتئوا يغذونها ويتحكمون بمسارها المأساوي، انما يهدفون الى تفجير الفتنة على أوسع نطاق داخل العراق ومن ثم تصديرها الى سائر الاقطار العربية حيث أخذت تلوح اصداء الانقسامات المحتدمة في العراق على حال بعض المجتمعات العربية.‏

نختم بالقول: لا عذر للبنانيين في عدم الجلوس حول طاولة الحوار لمناقشة حالهم والتباحث في المخارج المتاحة من أزمتهم المستعصية. أعلن رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري استعداده للدعوة لاستئناف عملية الحوار الوطني. فليلب الجميع هذه الدعوة بروح ايجابية. فلم يعد من مكان في نظر الناس لأية ذرائع، أيا تكن، لتعطيل هذه المبادرة. هذا مع الترحيب باستئناف أمين عام جامعة الدول العربية وساطته الفاعلة بين الافرقاء اللبنانيين. فهو مشكور ومقدر في اصراره على مواصلة مهمته حتى ايجاد الحل الناجع للأزمة اللبنانية المستحكمة".‏

2008-03-30