بمناسبة مولد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله
ولدتَ وكان الكون يشقى بما يُبدي مقامُكَ أسمى لستُ أقرنه بما مقامُكَ معنًى لا يُحدُّ وإن يكنْ وغارُ حراءٍ كان موئلَ عابدٍ هناك اصطفاكَ الله دون عبادِهِ وقبل توالي مبعثٍ ونبوّةٍ بباديةٍ أُرضِعتَ فيها فقيرةٍ صنعتَ من التُربِ الجديبِ حضارةً وأهديتَ للإنسانِ منه كرامةً فصلى عليك الله في ملكوتِه ***
تَجـرّا عليك الجهل جرأةَ حاقدٍ لأنكَ تحيا للنبيين خاتماً لأن اسمَكَ المعقودَ بالوحيِ لم يزلْ لأنكَ مُذْ بَلّغتْ أورثتَ عترةً تَخذْنا علياً للمروءات كعبةً ولو أنّ في التاريخ بعدكَ مرسلاً ***
لذكراك أن تمتدَّ خذني إذاً إلى وخذني إلى مسرى المواجعِ كربلا دماء عليٍ في العراق مباحةٌ بلادٌ على اسم الدين تُذبَحُ عنوةً من امتهن َالتكفير والقتلَ شِرعةً ***
تموتُ بلادٌ كلَّ يومٍ وما لها وظلّ الجنوبُ الحرُّ فرداً بأمةٍ لعاملةَ المجد التليدُ ومعقلُ فعاملةُ الشيخُ البهائيُّ من غدا وعاملةٌ ذكرى أبي ذرَّ واعداً وعاملةٌ عبدُ الحسين وقلعةُ وعاملةٌ مسرى أبي صدرِ رامحاً *** |
|
فأشرقَ كالإصباحِ يختالُ في بُرْدِ أعيه، وبعضُ الظنِّ أيُسرُه يُردي مقامكَ مقروناً فيا ضيعةَ الحدِّ ومهبطَ وحيٍ حيث يَهدي فتستهدي لما كنت فيه من صفاءٍ ومن رُشدِ حبوتَ بني الإنسان فضلَكَ في المهد جعلتَ نداكَ الثرَّ يُغني بني سعدِ وأنبتَّ زهرَ العشقِ في الحجرِ الصلدِ فلا فضلَ للإنسانِ إلا بما يبدي وبيّاكَ دارَ الخُلْد في جنّةِ الخلدِ ***
لأنكَ في بال الزمان بلا ندِّ وتغلو مع الأيام تغلو بلا جَهدِ يدوّي به التاريخ في السند والهندِ هُمُ خيرُ مَن يُفدى وهُمْ خيرُ مَن يَفدي فُتِنّا به، ما فتنةُ الجيدِ بالعِقدِ! وثَمَّ نبياً قلتَ حيدرُ من بعدي ***
مقامِ عليٍّ فالتأسّي به يُجدي ففي سفر الوجدان ضربٌ من الوجدِ ويحكمُ باسم الدين سيفُ من الحقدِ وتبتكرُ الفُتيا ضلالةُ مرتدِّ فلا هو مَن يُهدى ولا هو من يَهدي ***
كتابٌ يردُّ النورَ في ظلمةِ اللحدِ تنامُ على ذلٍّ وتصحو على كيدِ الرجال فتيهي في مدى المجد وامتدي بعاملةٍ وشماً على خدّها الجعدِ تواريخَها خلداً فتسكرُ بالوعدِ الأباةِ الذين استوثقوا بعرى المجدِ كشفرةِ سيفٍ ملَّ من وحشةِ الغمدِ *** |
لعاملةَ المجدُ التليدُ ومعقلُ إلى سرحةِ الضوءِ التي تستضيءُ من بهِمْ عرَفَ التاريخُ ماهيةَ المجدِ فمَن غيرُهم يُهدي النفوسَ عفافَها عَنيتُ بِهِم آلَ النبيّ محمدٍ فأوّلُهم ربُ الكلام فتى الوغى وثالثُهم للكبرياء منارةٌ وخامسُهم للعلم باقرُ درِّهِ وسابعُهم في الصفحِ كاظمُ غيظِه وتاسعُهم زينُ الورى وجوادُهم وذِكرُ الإمامِ العسكريِّ ذخيرةٌ متى يا إمامَ العصر ينتصرُ الضحى بغيبةِ مَهدِينا انتصرْنا بنورِه
|
|
الرجال فتيهي في المدى الرحبِ وامتدي شموس الهدى والعدل والفضلِ والزهدِ ومنهم غدا يستافُ رائحةَ الخلدِ ومَنْ غيرُهم في الحشر يرأفُ بالعبدِ بمنطقِهم نَقْوى على كلِّ مُعْتَدِّ وثانيهُمُ يُهدَى الشهادةَ بالشهدِ ورابعُهم في الأسر يهزَأُ بالقيدِ وسادسُهم في عصرِهِ سيدُ الرشدِ وثامنُهم نَجواهُ تُغني عَنِ الحمدِ وعاشرُهم هادٍ بمنطقِهِ الفَرْدِ كرامتُها تُهدي لدى الحشر ما تُهدي ونحظى بنيلِ العهد يا صاحبَ العَهد؟ فكيف على الدنيا إذا ظهرَ المهدي!!
|
فاروق شويخ