ارشيف من : 2005-2008
"أميرة غزة"
أماه يا فلسطين..
أنا أميرة، أنا الرضيعة، حملتني الشمس وشاحاً والزيتون عصفوراً والوردة فراشة،
رحت أقطف النور من منازل القمر، ضمني إلى صدره وتوجني بسراج قلبه، ومشيت إلى العرس الذي لا ينتهي.
ورحت أفتش عن أمي لأنها واعدتني أن ترضعني عند المساء..
جاء القتلة.. وجوههم كوحوش الليل، خوذاتهم فاشية سوداء..
جاء القتلة عند المساء.. قتلوني في حضن أمي، أبعدوني عن مهد قلبها ومناغاتها وصوتها الليلي الذي يشبه القمر لأغفو عليه، وأمي واعدتني، وأمي ودعتني وغسلتني بدموعها الحمراء المزهوة من دم الأقصى..
وقالت.. يا أميرة غزة.. محمد الرضيع ينتظرك هناك، لترحلا معاً إلى تراب العشق.
يا أميرة.. محمد قتلوه في حضن أبيه، لأنه كان يحلم أن يرمي بحجر..
أمي واعدتني أن تأتي عند المساء ومعها برتقال يافا وشال حيفا..
أنا لا أعرف كيف نولد في الحياة ونرحل بعد عشرين يوماً..
أنا الأميرو.. أنا ابنة العشرين وردة ويوماً.. لا أعرف إلا وجه أمي وشمس النهار..
خذوني إلى أمي.. خذوني، ارفعوني من التراب، أحنّ إلى أمي وقلب أمي وعينيها..
أنا أميرة.. يا هذا العالم، أنا أميرة الشهادة.. وأمي قالت.. رضيعتي ولدت في الشهادة..
جاء القتلة في المساء.. دخلوا كوحوش الغابة، انتزعوني من بين أهدابها وأنا في العشرين..
حملتني الأرض وردة لربيع قادم..
لربيع ليس فيه خوذات صهيونية سوداء..
يا أطفال العالم.. يا كل العالم..
أنا أميرة فلسطين.. وربيع بيّاراتها الجميلة..
أنا أميرة.. هذا دمي.. وصيتي، خذوني لعبة وأرجوحة عيد، خذوني لوحة جميلة، علّقوها على جداريات الطفولة، أرسموني فراشة على صدر الشمس، أو عصفورة وأميرة وأقحوانة الربيع الآتي..
ومآذن القدس تناديني..
أنت ربيع النصر الآتي..
أنت ربيع بشارة النصر الحاسم..
وستبقين الأميرة الشاهدة والشهيدة..
عماد عواضة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عيون الأمين
سبحان ربي مبدعك ما أجملك
هذا جمال الكون يشدو مكحلك
من في البرية قارب البدر السني
يا من عدوت نجمة فوق الفلك
يا من غزوت القلب أيما غزوة
روح الملأ مولاي مثلك من ملك
أهواك سيدي وقد تيمتني
من رام حب الله فيك ما هلك
ان الإله قد حباك طلة
لو أشرقت في الكون ما طال الحلك
لولا وما عينيك ما لاح الضيا
نوراً سوى العرفان درباً ما سلك
ليس الملك بالتاج يعلو رأسنا
لكن برفع رأسنا انت الملك
ربي رفعت قدره، علياءه
قد قلت له المجد لك النصر لك
قد زادنا الرحمن فيك منزله
يا سعده من حاز نور منزلك
الترب جنات عراض من يدك
التبر بعض من غبار مغزلك
نسير خلفك خذ بنا نحو العلى
كل الكمال فيك صار أكملك
نحن الفراشات جذبنا دفئك
قد شبك المريد من دون شبك
أدهشتنا بالصدق والإخلاص أو
بالصدق والإخلاص من ذا يعدلك
سرنا على حب الأمين ومن سكب
في قلبنا آمالنا حقاً سبك
رضوان ربي وهب الله لك
رفيق دربٍ ما فارقك مذ أرسلك
عمادك الصلب المتين قد هوى
أنواره منارة من مشعلك
ربي سألتك إن أخذت راية
إلا حمى أسوارنا لا أسألك
من لم تحصّنه الحصون العالية
يا سيدي ان القلوب معقلك
أبو أحمد زين الدين
ـــــــــــــــــــــــــ
الجندي المجهول
إلى روح شهيد الأمة والوطن المرحوم الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان)
شق الثرى واعرج صعوداً للسما
واشمخ وطول في علاك الأنجما
واكتب على لوح الوجود حكايةً
قد تمحى إن لم ترصع بالدما
طوباك عانقت الحسين وكربلا
مذ أن ركبت الذود عن شرف الحمى
وسلكت جلجلة المسيح مسفهاً
دين الزواحف رافضاً حكم الدمى
وحملت حبك للحياة رسالة
صابرت حتى تستقيم وتسلما
ومشيت مختاراً ونعلم انها
وعر ويبدو الأفق دونك مظلما
ومشيت لا خوف عراك ولا هوى
أغرى ولا ليل دجى وتجهما
والحلم لم يك مطعماً أو مطمعاً
لك أو مقاماً عالياً أو مغنما
الحلم: نيل الحسنين.. وكان ما
أيقنته وعليه كنت مصمما
تموز ما حققت أرّخ معلماً
شهدت به الدنيا ولم تك معلما
جندية المجهول كنت وسيفه
والله لما أن رميت به رمى
وتحطم الجبروت وانهزم الذي
قالوا: هو الجيش الذي لن يهزما
لكن زهو النصر لم يأخذك أو
يمنعك من أن تستمر وتقدما
ومضيت دأبا.. لا مبال.. عاشقاً
ولهاً بذات الله.. لا متوهما
تعطي.. لتنتصر الحياة، عصارة
القلب الذي نهج الحسين استلهما
عشرون عاماً أو يزيد وأنت في
المحراب.. في حرم الشهادة محرما
أبداً قضيتك الجنوب رضعتها
وجعاً وقد آليت الا تفطما
واخترت تربته لعشقك قبلة
بغبارها آثرت ان تتيمما
ووقعت في "وادي الحجير" مؤذنا
وسجدت في "قانا الجليل" مسلّما
وزرعت عند تخوم "عيتا" راية
طارت وحطت في "الظهيرة" مأتما
وبعثت مرسالا لدباباتهم
حياً.. حتى.. لثم الحديد تفحما
من ذا يناجزهم؟ لقد حاروا ولم
يجدوا مقراً أو ملاذاً أو حمى
فاستنفروا واستجمعوا كل القوى
واستأجروا الجاسوس والمستزلما
حتى إذا غدروك فزت مفازة
لم تؤت مذ أغرت قطام ملجما
أوتيت ثاني الحسنين كرامة
والله يكرم بالشهادة من سما
طوباك إن حياً وإن مستشهداً
لقد اصطفاك الله في كلتيهما
خافوك فاجتهدوا لقتلك غيلة
قتلوك.. ها هم يجرعون العلقما
أرعبتهم حياً، وموتك راعهم
والرعب في المجهول داء كالعمى
فاهنأ ونم أديت حقك للعلى
واخلد برضوان الجنان منعما
(1) قطام: فتاة يهودية وعدت ابن ملجم بالزواج منها اذا قتل الامام علياً (ع)
(2) ملجم: ابن ملجم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الى رسول الله مع فائق الاعتذار
(رداً على اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول.. واستمرار صمت الحكام العرب والمسلمين عن الشجب الفعال والاستنكار؟!!)
حين يصير انتهاك الكرامات في حياة الشعوب نوعاً من الروتين،
ورائحة الخيانة تفوح من الأنظمة الفاشلة في الليل والنهار،
ويصبح المشهد الغالب في نشرات الأخبار.. هو الذل والعار،
يصافح الحاكم قاتل شعبه.. بملء الاختيار
وبعد كل ذلك الخنوع.. والاستسلام للأشرار..
لا تستغرب يا قارئي العزيز.. من الكفار
أن يرسموا صوراً مسيئة للنبي المختار..
بحجة حرية التعبير والقرار..
وبدل الاستنكار.. يقوم ذلك الزعيم التافه كذرة الغبار،
بمصافحة السجّان والجلاد والقاتل وحتى الرسام المسيء.. يا للعار..
وبحجة التطبيع والسلام والحوار.. يندد بالمقاومة وبجهادها الجبّار..
ويرهب الأحرار.. محاولاً منعهم من اتخاذ القرار..
يريد.. ان يجبر الشرفاء على الانكسار
يزج في السجون شعبه.. بتهمة مبكية للعيون .. يا للعار..
شباب منهم من أقام مأتماً أو فتح للعزاء الدار..
لشهيد.. قائد مجاهد من مدرسة علي الكرار..
مجاهد.. بدمه كتب حكايات الانتصار
مجاهد بريء من الاساطير الدموية التي يحوكها حوله الأشرار..
شهيدٌ جريمته الوحيدة.. هو ان: "هيهات منا الذلة" عنوانه والشعار
يا قارئي العزيز.. هل لك ان تقول لي هل في نشرة الأخبار..
ملك أو رئيس أو أمير أو حاكم من الكبار..
أدلى باستنكار.. لما جرى من نشر صورة تسيء للنبي المختار؟؟
أو أن فيهم حاكماً دعا للمقاطعة أو طالب الرسّام باعتذار
بل كلهم باعوا كرامة الرسول بالدولار
فيا رسول الله.. منك العفو ولك الاعتذار
فشعوبنا.. لا فرار.. شرفاء وأحرار..
أوجعت قلوبهم الرسوم.. يا نبينا المختار..
ولكن حكامهم.. عبيد القرش والفلس والدرهم والدينار..
يسيطرون يمنعون يزجون في السجون..
فيا رسولنا الطاهر الميمون
يا من علمتنا أن الانسان يكون أو لا يكون..
وان العمر موقف عز، وأن الرجال لا يبكون..
سامح شعباً بالخوف مسكون..
وأنر بصيرة.. غبي قام بالاساءة أحمق مجنون..
لو أن الله أنار بهداك قلبه والعيون..
لأدرك حقك.. وشاهد رحمتك.. يا نبينا الحنون..
فيا معلمي.. ونبينا يا من لأجله الوجود تكون
وبنور وجهه وجه البدر تلألأ وتلوّن..
يا من اسمه على كرسي العرش مدون..
ولأجل قرآنه خلق الله الكون.
يا حبيب عيسى.. وموسى.. ونوح وأيوب.. وابراهيم وذا النون..
يا منقذ العالمين.. من كيد الظالمين.. بقرآنك المبين.. وسرّك المكنون..
لئن رسمك.. على صفحات مجلة.. أولئك الكافرون
فقد رسمك على صفحات العمر حكاية انتصار.. في لبنان مجاهدون..
لئن قال كافر غبي.. انك راع بدوي..
نقول ذاك الخاتم.. محمد العربي.. بعده لا رسول .. هو سيد كل نبي..
حقاً ما أقول.. شهد به قلبي..
في يوم المثول.. يوم حشري وحسابي.. حارس الجنة يقول.. قد أمرني ربي..
أنه من أراد الدخول.. للجنة قربي.. فليرجُ الشفاعة والقبول.. من محمد النبي.. ولأوامره المثول.. ونداءه للاسلام والسلام والخير يلبي..
ميرنا عباس نحلة ـ غامبيا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبق الشهادة!
مرّ راحتيك..
فهذي دموع عزنا وفخرنا
نهديها اليك
نزرعها في حقل دربك
المفروش سهراً وانتظارا
افترشت الأحلام
والتحفت النجوم..
وسادتك، كانت صخوراً وترابا
غنّت لك المروج
وزغردت لغنائها البيادر..
أزهرت لك الحقول
وتراقصت لفرحها السنابل
من نور جهادك
تلألأت شمس الصباح
ومن نزف جراحك
احمرت ورود الربيع
معلنة ولادة الشقائق..
بحثنا عنك في الجموع
في العيون الدامعة
في حضن الأب، وفي قلب الأم الراعش
وجدناك آياتٍ من القرآن
بطلاً حاملاً دمه على كفه
خافوك!
أوليس في عروقك نبض علي(ع)
يدور مع الحق كيفما دار؟
ما التفت لمن باع أرضه
ومسح عن وجهها عبق الشهادة
اغتالوك!
ولم يدروا أن دمك سينفجر سيلاً
من بيروت الى دمشق
ومن وادي السلوقي الى غزة والضفة
قتلوك!
فمضيت في طريق عبّدته بدمك
تاركاً لنا
في خطك تذكاراً
وفي سلاحك عزاً
من جهادك فخراً
ومن عمادك رضوانا!
فهنيئاً لمن عاش على أكف الموت..
ومات فعاش..
وأحيا أمة المقاومة لآفاق مرحلة جديدة!
مريم شعيب
الانتقاد/ العدد1259 ـ 21 آذار/مارس 2008